من بين التخطيط الابتكاري الذي يرسمه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، كلما فكر في مشروع نافع للبلد وللناس، الدعوة إلى اجتماعات ومؤتمرات لها طابع دولي يغشاها وافدون من كل أنحاء الدنيا، مختصون في البحث عن حلول لما يواجهه العالم من مشاكل وأزمات، وبذلك يجعل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، دبي والإمارات المركز المفضل الذي يحلو لمن يريد أن يفيد ويستفيد في هذه البقعة الخليجية التي أصبحت محط أنظار العالم.
ومن بين هذه التجمعات ذات الصيت العالمي، المؤتمر الأخير الذي عقد ما بين 11- 13 من هذا الشهر فبراير 2018، وهو مؤتمر القمة العالمية للحكومات 2018.
وأعتقد أن المؤتمر انعقد في دورته السادسة على التوالي في السنوات الست الماضية، وأصبح مشهوراً لدى الساسة العالميين، ومن هم في منزلة هؤلاء من الخبراء الاقتصاديين والمحللين السياسيين وغيرهم.
وعلى خلاف عادتي في ما مضى، كنت حريصاً هذه المرة أن أحضر جلسات المؤتمر طوال الأيام الثلاثة، التي انعقد فيها، بغية الاستفادة مما يجري من حوارات وبحوث قد لا تتاح أن يستمع إليها الفرد منا في أماكن أخرى أو في مناسبات أخرى.
وقد أتاحت لي الفرصة أن أحضر بعض جلسات المؤتمر واستمع إلى من تحدثوا في هذه الجلسات، وشد انتباهي حديث ثلاثة أشخاص من أولئك الذين كان لحديثهم تأثير خاص في الحشود التي غصت بهم قاعة المؤتمر، ومن هؤلاء محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل و رئيس القمة العالمية للحكومات، الذي يعد المنسق الأول لمثل هذه الاجتماعات العالمية الهامة، والثاني ميتشيو كاكو عالم الفيزياء النظرية ومستشرف للمستقبل بجامعة نيويورك،
والثالث والأخير هو سمو الشيخ عبدالله بن زايد، وزير خارجية دولة الامارات العربية المتحدة، وأعتبر أن حديث سمو الشيخ عبدالله بن زايد كان مسك الختام لما دار من حوارات وألقيت من خطابات وأحاديث في هذا المؤتمر، لأن الحديث كان يتعلق بالتعليم في المجتمعات المتقدمة والتفكير في مشاركة الإمارات في ما ترسمه هذه المجتمعات.
وقد أمكن للإماراتيين أن يأخذوا طرفاً في هذا التخطيط المستقبلي الذي بطموحاته يسدل ستاراً على التعليم السائد حالياً ويقفز به إلى حالة أخرى، ولكي يصبح شيئاً آخر خلال عقد أو عقدين من الزمن أو نحوهما من السنين.
وقد بدأت البوادر كما يشير الشيخ عبدالله بن زايد في حديثه إلى الظهور، فنحن أمام تطور مذهل في التكنولوجيا وفي جميع فروع العلم والمعرفة، فلن يمر وقت طويل حتى يصبح الإنسان في وضع آخر غير الوضع الذي اعتاد عليه في أمور التعليم، ولا بد أن يستعد الإنسان الإماراتي لكي ينتقل إلى هذه الحياة المليئة بالمعارف الجديدة.
وفي الإمارات يؤكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد، الذي يرأس اليوم بجانب عمله الدبلوماسي، مجلس التعليم والموارد البشرية، أن الدولة ماضية في وضع المستقبل التعليمي الجديد في عين الاعتبار، وستكون دولة الإمارات من الدول السباقة بكل ما يأتي به العلم من نظريات وتطبيقات مسايرة لما يحدث في البلدان المتقدمة، مشيراً سمو الشيخ عبدالله بن زايد، إلى أن هذه السياسة التخطيطية التي يريدنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أن نسير عليها لكيلا نتخلف عن الركب العالمي الذي يمشي في هذا المجال بخطى حثيثة لا تلوى على شيء.
وقد كان خطاب سمو الشيخ عبدالله بن زايد واضحاً جلياً يشير بشيء ليس فيه غموض، أن مناهج التعليم بشكلها السائد في الإمارات حالياً أصبحت في حاجة ماسة إلى التجديد، لكي تستطيع أن تساير ما تشاهده المجتمعات المتقدمة، وإذا لم يتم التخطيط من أجل التغيير المطلوب، فإن الإمارات ستصبح في عداد الدول المتخلفة في هذا المجال.
وفي رأيي الشخصي أن هذا الإدراك من قبل كبار المسؤولين في الدولة في ما يتعلق بالتعليم الذي لا يساير التطور والتقدم اللذين يشهدهما العالم المتطور، شيء يسر ويؤكد أن هناك شعوراً بالمسؤولية تراود الحكومة في إحداث تغير جذري يجعل الإمارات تعوض ما فاتها وتتيح لأبناء الإمارات سلوك طريق العلوم والمعارف النظرية والتطبيقية وينالون بجدارة المكانة المرموقة ويحصلون على أكبر الجوائز وأكثرها قيمة ومكانة، كجائزة نوبل وما في مستواها من الجوائز.
وفي الواقع فإن ما لمسناه نحن المشاهدون من تنظيم وإعداد رائعين لهذا الحشد الكبير الذي حضر جلسات هذا المؤتمر المتميز «مؤتمر القمة العالمية للحكومات 2018» وما جرى فيه من أحاديث ومحاضرات شيقة، لدليل على أن الإمارات أصبحت بقعة يشع منها الضوء الذي ينير طريق السير في منطقتنا العربية بشكل عملي وثابت لكل من يريد الوصول إلى الأهداف المحققة للطموح والآمال.
وتحية ملؤها التقدير والإعجاب لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم صاحب الابتكارات الجديدة والمبادرات الجديدة، رعاه الله.
المصدر: البيان