يفتتح أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد، اليوم الأربعاء، أعمال المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا بمشاركة وفود يمثلون 69 دولة ومنظمة دولية، على رأسهم الأمم المتحدة التي من المقرر أن يرأس أمينها العام بان كي مون جلسات المؤتمر.
ويأمل القائمون على المؤتمر جمع 6.5 مليار دولار، هي إجمالي تقديرات الأمم المتحدة لدعم العمليات الإنسانية داخل وخارج سوريا، بعدما بلغ عدد النازحين والمحتاجين داخل سوريا أكثر من تسعة ملايين شخص وأكثر من أربعة ملايين لاجئ خارج سوريا، بحسب إحصاءات أممية.
ومن جانبه، أعلن وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، الشيخ محمد عبد الله المبارك، أن أعمال المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا: الذي تستضيفه الكويت للمرة الثانية: يهدف إلى جمع أكبر رقم من التبرعات بغية رفع المعاناة عن اللاجئين السوريين الذين بلغ عددهم ما يقرب سبعة ملايين لاجئ في داخل سوريا وخارجها، وهو يهدف أيضا إلى تحقيق «فزعة إنسانية» للسوريين في الداخل والخارج بالتنسيق مع منظمات الأمم المتحدة التي تلعب دورا أساسيا في هذا الصدد.
وعد الشيخ محمد العبد الله نتائج مؤتمر المانحين الأول الذي عقد بالكويت في يناير (كانون الثاني) من العام الماضي ممتازة، حيث تمكن من جمع أكثر من مليار ونصف المليار دولار أميركي لدعم الوضع الإنساني في سوريا، منها 300 مليون دولار تبرعت بها الكويت وساهمت بشكل كبير في تلبية الاحتياجات الإنسانية والغذائية لملايين السوريين. وتمنى في الوقت ذاته أن «يحقق مؤتمر المانحين الدولي الثاني النتائج المرجوة منه بما يساعد في التخفيف من معاناة الأشقاء في سوريا وإنهاء أزمتهم».
وأضاف أن «استضافة دولة الكويت مؤتمر المانحين الثاني محل فخر واعتزاز كبيرين، خصوصا أنه سيضم 69 دولة و1000 ضيف و200 إعلامي قدموا لتغطية أعمال المؤتمر من مختلف أنحاء العالم».
أما مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الدكتور عبد الله المعتوق، فذكر أمس خلال المؤتمر الثاني للمنظمات الدولية المانحة لسوريا أن «العالم إزاء كارثة إنسانية يعيشها الشعب السوري في الداخل والخارج، بدأت فصولها الدامية قبل ثلاث سنوات وما زالت آخذة في التفاقم». وأضاف أن «الشعب السوري أصبح مشردا في الداخل والخارج وتعرض لعملية إبادة حقيقية، تجسدت في قتل الأنفس وهدم البيوت واستخدام الأسلحة الكيماوية».
وبين المعتوق أن تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى وجود نحو 9.3 مليون سوري تضرروا جراء الأزمة، نزح منهم داخليا نحو 6.5 مليون شخص، في حين سجل 3.2 مليون شخص كلاجئين في الدول المجاورة لسوريا، مضيفا أن العدد الحقيقي للاجئين يفوق ذلك بكثير.
وفي غضون ذلك، أشاد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق الإقليمي للأزمة السورية، نايجل فيشر، بـ«الدور الرائد لدولة الكويت في العمل الإنساني بسوريا وجميع أنحاء العالم»، عادا دعوة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد إلى المساهمة في إغاثة الشعب السوري «بادرة طيبة تضاف إلى سجل أمير البلاد في العمل الإنساني ولسجل الكويت التي تعد من كبرى الدول المانحة للشعب السوري».
وبين فيشر أن «احتياجات الشعب السوري تتزايد بشكل كبير يوما بعد آخر في ضوء استمرار الأزمة السورية وتدهور الوضع وارتفاع أعداد اللاجئين، آملا أن يكون المؤتمر الثاني للمانحين بمثابة تحد لجميع الحكومات لمساعدة الشعب السوري بكل سخاء». وأكد فيشر حرص الأمم المتحدة على دعم اللاجئين السوريين في دول الجوار وتوفير الاحتياجات الإنسانية اللازمة لهم والخدمات التعليمية للأطفال، متمنيا أن يحقق مؤتمر المانحين الدولي الثاني لدعم الوضع الإنساني في سوريا النجاح الذي حققه في نسخته الأولى لتلبية نداء المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني.
قال فيشر إن «المؤتمر يسعى إلى جمع نحو ستة مليارات دولار أميركي وهو يعد هدفا صعبا، لكننا نتمنى أن يتمكن المؤتمر من جمع ملياري دولار على الأقل لدعم اللاجئين السوريين خلال الفترة المقبلة».
بدورها، أعلنت المفوضية الأوروبية ببروكسل، أن الاتحاد الأوروبي تعهد بتقديم 165 مليون يورو إضافية للمساعدات الإنسانية الحيوية للسوريين المتضررين، مع التركيز على الأمور الإنسانية والتعليم والمجتمعات المحلية والجمعيات التي تنشط في هذه الميادين خلال عام 2014.
وذكر بيان للمفوضية أن التمويل الإضافي سيعلن عنه خلال المشاركة في مؤتمر المانحين.
وبإعلان التمويل الإضافي، يرتفع التمويل الأوروبي منذ بداية الأزمة إلى مليار ومائة مليون يورو، بما في ذلك 615 مليون يورو فقط للمساعدات الإنسانية من جانب المؤسسات الاتحادية.
وبينت مفوضة شؤون الإغاثة والمساعدات الإنسانية، كريستالينا جورجيفا، قبل توجهها للكويت أن مشاركتها تعد «الثانية لي للعام الثاني على التوالي في مؤتمر مساعدة السوريين، الذين يتحملون للأسف محنة مأساوية متواصلة في ظل زيادة أعداد اللاجئين والمشردين داخليا إلى أربعة أو خمسة أضعاف، بمعنى أن هؤلاء يعانون من أجل البقاء على قيد الحياة، وهناك من اختار الرحيل إلى خارج سوريا في ضيافة دول الجوار، ووصل عدد هؤلاء إلى 2.3 مليون شخص».
وكشفت عن أن «الاتحاد الأوروبي أكبر مانح في هذه الأزمة وسيسعى خلال مؤتمر الكويت إلى تشجيع المجتمع الدولي لتقديم المزيد من التعهدات الإضافية، للتضامن مع الضحايا الأبرياء، وهذا هو السبيل الوحيد لتجنب تدهور أكبر للأزمة الإنسانية». وأشارت إلى «إجمالي ما قدمه الاتحاد ككل، دولا ومؤسسات، حتى الآن وهو ما يزيد على ملياري يورو».
وكررت جورجيفا الحاجة المطلقة إلى احترام القانون الدولي الإنساني، لأن تقديم المساعدات الإنسانية داخل سوريا لا يزال يواجه عقبات رئيسة من أجل الوصول إلى الفئات الضعيفة، وناشدت جميع الأطراف تسهيل وصول تلك المساعدات إلى الفئات المستهدفة.
ومن جانبه، قال مفوض شؤون سياسة الجوار الأوروبية، ستفان فول، إن المفوضية أعلنت في الصيف الماضي عن 400 مليون يورو لمساعدة دول الجوار التي تستقبل اللاجئين السوريين، ولم يكن ذلك فقط بهدف التضامن وإنما رغبة من الاتحاد الأوروبي في تعزيز الاستقرار بالمنطقة وتفادي أي زعزعة للاستقرار فيها.
المصدر: أحمد العيسى – الشرق الأوسط