ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي
بعد استقراري في مدينة مانشيستر للبدء في دراسة الدكتوراة، كانت أولى زياراتي السياحية – بعد شرائي السيارة – لهذا الملعب الشهير الذي يطلق عليه عشاق الشياطين الحمر ” ملعب الأحلام “، هذا الملعب يعتبر مقصدا سياحيا مهما في مدينة مانشيستر تتوافد إليه يوميا وفود من جميع أنحاء العالم. خلال تجولي في انحاء الملعب صادفت مكتب الإدارة أمامي، فقلت في نفسي: لماذا لاأدخل وأسأل عن تذكرة لحضور أقرب مباراة لمانشيستر يونايتد، وهذا ماحدث بالفعل وبعد السؤال أجابتني موظفة الاستقبال بأن هناك مكتبا أخر خاصا لبيع التذاكر ولكن لاداعي للذهاب إليهم سأتصل بهم حالا لأستفسر لك عن مدى توافر التذاكر ( خدمة متميزة )، فرفعت سماعة الهاتف واتصلت فقرأت من ملامحها بأن كل التذاكر قد نفذت وقد كان حدسي صحيحا، لذا، أعتذرت مني وشكرتها على خدمتها هذه.قفلت راجعا لأستكمل جولتي، وفجأة وجدت نفسي أمام مكتب التذاكر، وقررت الدخول والسؤال بنفسي وكعادة هذه المكتب لابد من طابور أمامك فوقفت كما يقفون بانتظام، وعندما وصلت وجاء دوري سألته عن تذكرة لحضور مباراة مانشيستر يونايتد القادمة، بحث قليلا وسمعت صوت الطابعة وهي تطبع التذكرة فاستبشرت ثم دفعت وخرجت فرحا ومرحا.
لا أخفيكم سرا بأني أتخذت في حياتي أسلوبا جديدا أراه مفيدا وهو ” المراجعة “’، وأقصد هنا مراجعة مواقفي الحياتية وتقييمها لأتعلم منها وأستفيد وأصحح إن كان هناك خطأ، ومن هذا الموقف تعلمت بأن ليس كل ” لا ” هي بالفعل ” لا ” وأحيانا كثيرة يكون هناك مجال ل ” نعم ” ولكن بشرط القيام بمحاولة ثانية تختلف عن المحاولة الأولى.
باول أردين كتب كتابا جميلا وسهلا سّماه: “It’s Not How Good You Are, It’s How Good You Want To Be”
باول هذا قص في كتابه قصة عاش أحداثها هو بنفسه، يقول باول: كنت أعمل في شركة دعاية وإعلان، كان أمامنا مشروع مهم يقتضي التنافس مع خمس شركات أخرى للفوز به، عملنا خلال ثلاثة أشهر ليل نهار بكل طاقتنا ولكن وللأسف وفي أحد أيام الأربعاء وصلتنا مكالمة بأننا خارج المنافسة، لاأدري لماذا في حينها وبعد أن بلغني الخبر ذهبت لمديري أقترح عليه بأن يقول لهم: أن لدينا عرضا أخر وسنقدمه غدا لكم الساعة التاسعة صباحا، وحقيقة لم يكن لدينا أي عرض ولحسن الحظ جاءت الموافقة ومنحنا فرصة أخرى، وعملنا على تجاوز أخطاء العرض الأول، وكنا على الموعد في الساعة التاسعة صباحا وقدمنا العرض الجديد، ثم جاءت اللحظة السعيدة مساء يوم الجمعة إذ تم إبلاغنا بالفوز في تنفيذ المشروع. ومن هنا أتى عنوان هذه القصة “Don’t Take No For An Answer”.
لذا عندي وعند باول ” لا ” لاتعني نقطة توقف، وإنما محطة للتحرك نحو الهدف.
خاص لـ ( الهتلان بوست )