في الوقت الذي كنت أطارد فيه القطط في الحي، وأختبر مهارة التصويب لديَّ وهي في غفلة من أمرها بما يتيسر لي من مقذوفات حجرية وأكواز ذرة فارغة، والجري وراءها مسافات طويلة دون أي هدف سوى إرعاب الكائنات الحية، وفي الوقت الذي كنت أنصب فيه كمائن محكمة للسحالي والحراذين التي تختبئ في شقوق السياج، ونفتخر بقطع ذيلها في نهارات الصيف القائظة لم يكن المدعو «مارك زوكربيرغ» مؤسس «فيس بوك» قد جاء إلى الدنيا بعد.. فشتّان بين إنجازاتي وإنجازاته.
فوجئت بأن الملياردير
الشاب هو من مواليد
عام 1984.
فوجئت بأن الملياردير الشاب الذي ملأ صيته الدنيا هو من مواليد عام 1984، بمعنى آخر عندما كنت في الصف الثالث الابتدائي وأحفظ سبعة أناشيد وجدول ضرب الـ«6»، وأصل بخطٍ الصور بالكلمات، وأقطع المسافات البعيدة بحثاً عن المطّاط الدائري لصنع الشنكل أو «النقيفة»، لم يكن الأخ مارك قد «قُطعت» سُرّته بعد ولم يكمل والده إجراءات تبليغ الولادة.
تخيّلوا معي لو أن «مارك زوكربيرغ» ولد عربياً.. وفكّر بمشروع «فيس بوك»، وصارح الست الوالدة وجناب الوالد بذلك والأقارب والأصدقاء، بعد تردد طويل وتفكير عميق بالمشروع.. فماذا ستكون الردود؟
الأم: سيبك من الكلام الفارغ والشلّة التعبانة اللي بتلعب براسك، وخلص جامعتك لعل الله تلاقي وظيفة تستر حالك فيها.
الأب: «فيس شو»؟؟.. «فيس بوك»؟؟؟ شو يعني؟؟؟ بلا قلة عقل يا ولد.. الناس فاضية تدوّر ع وجوه بعض؟ إذا بالشارع ما بيسلموا ع بعض بدك يتعارفوا ع الإنترنت كمان، بالله هاي بتجيب فلوس هاي.. هاي مضيعة للوقت اللي رح تُسأل عنه يوم القيامة.
العم: عمي هاي قصص تعبانة وسوالف خيال.. نصيحة إذا معك قرشين افتح فيهم «دراي كلين» وغسيل سجّاد أحسن من كل المسخرة.
الخالة: «فيس بوك» شلون يعني؟.. أتاري للزغار يا خالة؟
العمّة: لو تموت ما بحط صورتي على موقعك ويشوفوني الغريبين يا عيب العيب هاي الناس بطلت تستحي.
الأصدقاء: يا رجل «كتاب وجوه»؟؟ «فيس بوك»؟؟.. يعني على هالوجوه اللي بتفتح النفس.. ما إنت عارف كل اللي حوالينا وجوههم بتقطع الرزق.. على شو بدك تحطهم بموقع؟
مارك زوكربيرغ العربي بعد كمّ الإحباطات.. ينام في النهار ويعمل ليلاً في محل بلياردو وسنوكر من الساعة الـ6 للـ12.
المصدر: الإمارات اليوم