تستعد وزيرة الداخلية البريطانية، تيريزا ماي لتسلم مهام رئيس الحكومة الأربعاء حسب ما أعلن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون.
وقال كاميرون إنه سوف يجتمع مع مجلس وزرائه اليوم الثلاثاء، ويجيب على أسئلة أعضاء البرلمان الأربعاء، قبل زيارة الملكة إليزابيث الثانية للإعلان عن استقالته رسمياً.
وقال خارج مقر الحكومة في لندن في عشرة داونينج ستريت «سوف يكون هناك رئيس وزراء جديد في هذا المبنى الواقع خلفي بحلول مساء الأربعاء». وأضاف كاميرون أن تيريزا ماي، التي من المنتظر أن تخلفه شخصية «قوية وكفؤة وسوف تحصل على كامل دعمي».
بدوره أكد رئيس اللجنة التي تدير السباق على رئاسة حزب المحافظين البريطاني فوز تيريزا ماي برئاسة الحزب، وقال إنها ستصير رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة.
وقال جراهام بريدي لأعضاء الحزب في مجلس العموم البريطاني «تلقيت تأكيداً من مجلس إدارة الحزب ويمكن وبوسعي الآن الإعلان عن انتخاب السيدة ماي زعيمة جديدة لحزب المحافظين بأثر فوري». وأصبحت ماي أمس الاثنين، المرشحة الوحيدة لخلافة رئيس الوزراء المستقيل ديفيد كاميرون، بعد انسحاب منافستها وزيرة الدولة للطاقة أندريا ليدسوم من السباق لرئاسة حزب المحافظين.
وأعلنت ليدسوم في تصريح إلى الصحافة انسحابها من السباق، مشيرة إلى أن تيريزا ماي أكثر قدرة على تنفيذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقالت إن ماي «هي الشخص المثالي لتنفيذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بأفضل الشروط التي تخدم الشعب البريطاني». وصرحت ليدسوم التي تعرضت لانتقادات شديدة بعد أن ألمحت إلى أنها أكثر أهلية لمنصب رئاسة الوزراء من ماي، لأنها أم، وأن السباق الطويل على زعامة الحزب «ليس محبذاً» بالنسبة لها.
وفي وقت سابق، ذكرت وزيرة الداخلية ورئيسة الوزراء المقبلة، إن البلاد سوف تظل ملتزمة بالكامل بقرار الخروج من الاتحاد الأوروبي في ظل قيادتها رغم موقفها السابق المعارض لمغادرة التكتل.
وقالت ماي لمؤيديها والصحفيين عند إطلاق حملتها لخلافة رئيس الوزراء المحافظ ديفيد كاميرون على رأس الحزب والحكومة: «لن يكون هناك أي محاولات للبقاء داخل الاتحاد الأوروبي…ولن تكون هناك محاولات لإعادة الانضمام بطريقة غير مباشرة». وأضافت أن الحزب المحافظ تحت قيادتها سوف يكون «في خدمة الأشخاص العاملين، والتأكد من أن اقتصادنا يعمل حقاً لصالح الجميع». من جانب آخر، أطلقت النائبة البريطانية المنتمية لحزب «العمال» المعارض أنجيلا إيجل حملة للإطاحة برئيس الحزب جيرمي كوربين ومنافسته على المنصب، مع قطع وعود ب «استعادة بلادنا وحزبنا معاً». وقالت إيجل لأنصارها: «إنها أوقات حالكة بالنسبة للحزب، وأوقات خطيرة بالنسبة لبلادنا».
وأضافت أن: «استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الذي صُمم لتسوية جدل في حزب المحافظين قد أسفر عن انقسام في الدولة». وقالت: «جيرمي كوربين غير قادر على القيادة التي تتطلبها هذه المهمة الضخمة، وأعتقد أنني قادرة على ذلك». يجيء ذلك فيما بدأ وزير المالية البريطاني جورج أوزبورن زيارة إلى نيويورك لتأكيد عزم بلاده على الحفاظ على بيئة مؤاتية للأعمال رغم قرار خروجها من الاتحاد الأوروبي، على أن ينقل هذه الرسالة لاحقاً إلى الصين وسنغافورة أيضاً.
وتهدف الجولة إلى الإثبات بأن بريطانيا «لا تخرج من العالم» بخروجها من الاتحاد الأوروبي.
وأكد أوزبورن في هذا السياق «سنبقى منارة للتبادل الحر والديموقراطية والأمن، وسنبقى أكثر انفتاحاً على العالم من أي وقت مضى».(وكالات)
المصدر: الخليج