قال مكتب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمس الجمعة، إن ماي لم تجرِ أي تغيير في المناصب الوزارية الكبرى لتبقي على وزير المالية فيليب هاموند ووزير الخارجية بوريس جونسون وذلك بعد يوم من الانتخابات العامة. وقال مكتب ماي إن وزيرة الداخلية أمبر راد ستبقى في منصبها وكذلك وزير الدفاع مايكل فالون ووزير شؤون انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ديفيد ديفيسون بعد الأداء الضعيف لحزبها المحافظ في الانتخابات العامة التي أجريت أمس الأول الخميس.
وكانت ماي أكدت في وقت سابق أن حزب المحافظين هو الحزب الوحيد الذي يستطيع تشكيل حكومة قادرة على إنجاز مهمة انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأوضحت أنها تعول في مهمتها الجديدة على دعم الحزب الوحدوي الديمقراطي في إيرلندا الشمالية الذي فاز بعشرة مقاعد.
ومن شأن هذا الدعم أن يؤمن لها غالبية مطلقة ضئيلة علما بأنها دعت إلى هذه الانتخابات المبكرة بهدف الحصول على غالبية مريحة قبل التفاوض على الخروج من الاتحاد الأوروبي اعتبارا من 19 يونيو/حزيران.
وكشفت النتائج شبه النهائية أن المحافظين في الطليعة لكنهم خسروا نحو 12 مقعدا بينما فازت المعارضة العمالية بنحو ثلاثين مقعدا. وكانت نسبة المشاركة التي بلغت 68,72% الأعلى في انتخابات تشريعية منذ العام 1997.
وخسر حزب يوكيب المناهض لأوروبا والذي يشهد تراجعا كبيرا، مقعده الوحيد في البرلمان وقدم زعيمه بول نوتال استقالته.
لكن حزب العمال بزعامة جيريمي كوربن الذي قاد حملة وصفت بأنها ناجحة أحبط خطط ماي. وسارع كوربن الذي انتخب بغالبية كبرى في دائرته آيلنجتون (شمال لندن) إلى مطالبة ماي بالاستقالة.
وقال كوربن متوجها إلى ناخبيه في وقت مبكر الجمعة «لقد خسرت (ماي) مقاعد (عائدة إلى) المحافظين، وخسرت الدعم والثقة. هذا كاف من أجل أن ترحل وتفسح المجال لحكومة تُمثّل حقاً» البريطانيين.
لكن مسؤولا كبيرا في حزب المحافظين قال إن نواب الحزب لا يرغبون في الإطاحة برئيسة الوزراء بعد فشلها في تأمين الأغلبية البرلمانية للحزب في الانتخابات كما لا يرغبون في انتخابات جديدة قريبا.
وأعلن الحزب الوحدوي الديمقراطي بإيرلندا الشمالية، أنه بدأ محادثات مع حزب المحافظين حول التعاون معها من أجل تشكيل حكومة أقلية. وقالت زعيمة الحزب الوحدوي الديمقراطي أرلين فوستر في بلفاست: «تحدثت معي رئيسة الوزراء وسنبدأ في محادثات مع المحافظين لنستكشف كيف يمكن أن نجلب إلى أمتنا الاستقرار في هذا الوقت الذي يمثل تحديا هائلا».
وتردد صدى نتيجة الانتخابات في إسكتلندا حيث تعرض الانفصاليون لخسائر كبيرة ولم يبق لهم سوى 35 مقعدا مقابل 56 في 2015. وأعربت رئيسة الوزراء نيكولا ستورجن عن «خيبة أملها» مع إقرارها بأن سعي حزبها إلى استفتاء جديد حول الاستقلال أثر سلباً في موقعه.
وتعهدت التفكير «في افضل وسيلة للمضي قدما بالنسبة إلى اسكتلندا» ولكن من دون أن تحدد مصير الاستفتاء الذي تدعو مواطنيها إليه.
أما الليبراليون الديمقراطيون فكسبوا 4 مقاعد، بحسب النتائج. وكانوا حذروا مساء الخميس من انه لن يكون هناك تحالفات أو اتفاقات مع أحزاب أخرى.
واعتبر المفوض الأوروبي بيار موسكوفيسي أن تيريزا ماي التي كان يفترض أن تعزز موقعها، خسرت رهانها «فيما اعتبر نظيره الألماني جونتر اوتينجر «حكومة بريطانية ضعيفة». ورأى وزير الخارجية الألماني سيجمار جابرييل أن الانتخابات شكلت فشلا لماي.
في باريس، اعتبر رئيس الوزراء الفرنسي ادوار فيليب أن نتائج الانتخابات البريطانية تشكل نوعاً من المفاجأة لكنها لن تعيد النظر في موقف بريطانيا من بريكست.
ودعا رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إلى «بذل أقصى ما يمكن لتفادي» عدم التوصل إلى اتفاق فيما حذر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر من أي «تأخير إضافي» في المفاوضات مؤكدا أن المفوضية جاهزة.
(وكالات)
المصدر: الخليج