عبد الله الشمري كاتب و باحث سعودي متخصص في الشؤون التركية
يمثل خطاب زعيم حزب الله « حسن نصر الله يوم الاحد الماضي علامة فارقة في تاريخ الصراع السياسي والطائفى على مستوى مستقبل حزب الله ولبنان بل و على مستوى منطقة الشرق الاوسط والعالم الاسلامي ، فبالنسبة لانعكاساته على وضع الحزب فان موقف الحزب الجديد هو بمثابة «انتحار عسكري وسياسي» بعد اعلانه الصريح « نعم قواتنا ستقاتل مع الجيش السوري في القصير والقصير هي بوابة سوريا والمعركة فيها معركة مصير ووجود « و لبنانيا أخذ الخطاب لبنان الى المجهول وانتهاء سياسة النأى بالنفس والتى كان هدفها الابتعاد عن العاصفة التى تجري في سوريا، ولعل الأخطر هو اعلان حزب الله سقوط اعترافه بالدولة اللبنانية بل وبالدولة السورية .كان لسان نصر الله واضحا (لا توجد دولة في لبنان ).
قد يقول قائل وما الجديد في الخطاب ؟ فموقف حزب الله كان واضحًا منذ الايام الأولى للاحداث في سورية حيث جاء مؤيدًا وداعمًا لنظام الأسد في مواجهة الاحتجاجات الشعبية، فخلال شهر ابريل 2011م اكدت المعارضة السورية أن عناصر من حزب الله كانوا يشاركون في قمع المتظاهرين،وهذا الموقف تصاعد بعد شهر يونيو 2011م عندما أصدر المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي فتوى فحواها (ان المتظاهرين في سوريا أعداء لله ورسوله) ومشاركة عناصر من الحرس الثوري عناصر النظام السوري في قمع الانتفاضة الشعبية.
الاجابة ان خطاب أمين عام حزب الله الاخير لم يكشف عن وجهه الطائفي البغيض بل كشف عن موقف سياسي جديد وهو تفجير المنطقة و نقل المعركة الى سوريا والتصريح ان «سوريا هي ظهر المقاومة ولن نسمح لأحد بكسر ظهرنا ،وان الحرب في سوريا هي حرب وجود …نكون أو لا نكون ومعركة القصير معركة حياة أو موت ومعركة كسر عظم « وهذا تصرف خطير وسابقة خطيرة تؤسس لمرحلة جديدة من الفوضى التى لا يُعرف أين حدودها .
من الدروس المستفادة من خطاب نصر الله ان ما تشهده سوريا يوضح بما لا يدع مجالا للشك أنها ليست حربا عرقية أو طائفية أو حرب عصابات بل هي حملة تطهير جماعية للتنكيل بالشعب السوري وقهره دون أي اعتبارات إنسانية أو أخلاقية أو دينية بتمويل ودعم ايراني .
من الدروس المستفادة سياسيا انه وبعد اعلان اشتراك حزب الله الأثيم في قتل أبناء الشعب السوري في القصير فقد انكشف أمام بعض المتعلقين بآمال الحوار معه أو الاعتراف به كحزب سياسي .
ماذا بعد اعلان حزب الله بشكل واضح ومعلن وموثق وحرك مُسلَّحِيه لمساندة النظام الطائفي الظالم ضد الشعب السوري الأعزل التوَّاق للحرية ؟
بعد بيان نصر الله الواضح يجب على الدول الإسلامية أن تتقدم رسميا لمجلس الامن لوضع الحزب على قائمة المنظمات الارهابية وفضح الدول والمنظمات والشركات التى تتعامل معه او تطالب باشتراكه في العملية السياسية.
بعد بيان نصر الله يجب التقدم وبسرعة بمشروع قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة يدين حملة الحزب وبالاسم لقتل وقمع الشعب السوري.
يجب تسمية الأمور بأسمائها فبيان منظمة التعاون الاسلامي والذي صدر يوم الاثنين طالب « جميع اللبنانيين « بعدم التدخل في شئون سوريا دون الاشارة لحزب الله اسما مع ان المنظمة ستستضيف اليوم الثلاثاء مؤتمرا حول مكافحة الارهاب وبمشاركة الامم المتحدة !
وأخيرا …. بعد بيان نصر الله الواضح يفترض ان يقوم المجتمع الدولي باتخاذ اجراءات واضحة ضد اي فرد يثبت ان له اي علاقة مع الحزب وفورا …
المصدر: صحيفة اليوم