كاتب سعودي
في كثير من دول العالم تعد العواصم هي المدن الأكثر أهمية وجذبًا، والأكثر سكانًا نظرًا لتوافر فرص العمل والاستثمار فيها؛ وهو ما يجعل خطوطها الوطنية تتخذ منها نقطة انطلاق لرحلاتها الدولية؛ لتكون محطة (ترانزيت) للمدن الأخرى في هذه الدولة أو تلك. ويؤسَّس بناء على هذه المعطيات مطار ضخم ومتطور، يستوعب الرحلات الدولية كافة إلى مختلف الوجهات في العالم.
هذا الأمر الطبيعي والمعتاد في معظم دول العالم لا يعتد به لدى الناقل الوطني (السعودية)؛ فبعض رحلاتها الدولية تنطلق من جدة وليس من الرياض، في قرارات غريبة وغير مفهومة من إدارة الخطوط، بالرغم من كل المؤشرات التي تمنح الرياض – بوصفها عاصمة سياسية للدولة – الحق في أن تنطلق الرحلات منها، إضافة إلى الكثافة السكانية الكبيرة التي تتفوق فيها على جدة، باستثناء فترة الحج فقط، وهي أيام معدودة، وكذلك الفارق الكبير بين المطارين وتجهيزاتهما.. فمن غير المنطقي أن ينتقل المسافرون إلى جدة في رحلاتهم إلى لوس أنجلوس وتونس والمغرب وغيرها؛ الأمر الذي يجعل كثيرًا من المواطنين والمقيمين في الرياض يختارون خطوطًا خليجية وتجارية أخرى، ولا يستفيدون من خدمات الناقل الوطني، والسفر من غير محطات توقف.. فمَنْ المسؤول عن هذا الأمر؟ ومَنْ يقرر عادة تنظيم خطوط السير لدى أي شركة نقل جوي في العالم؟ هل مصلحة الشركة وأرباحها أم اجتهادات موظفيها ورغباتهم؟
أعتقد أن الخطوط السعودية الني بدأت في مرحلة مبكرة من عمر الوطن، وازدهرت حتى كانت الأكثر تميزًا وتنظيمًا على المستوى الإقليمي، بحاجة إلى أن تعاد هيكلتها وتنظيمها؛ لتتناسب مع المرحلة الجديدة، ومع تحولات الوطن نحو مزيد من التطور والتفوق على منافسيها على المستويَيْن الإقليمي والدولي.
المصدر: الجزيرة