قدّم مبتعث سعودي يدرس في بريطانيا ابتكاراً يكشف المواد المخدرة في مسارح الجريمة، من خلال إجراء الكشوفات المسحية لآثار السوائل الحيوية التي يمكن العثور عليها في هذه المسارح مهما قلت كميتها، والتي ربما تصل إلى 50 ميكرولتر، والحصول على نتائج عالية الدقة في وقتٍ قياسي، في بادرة تعد الأولى من نوعها على المستوى المحلي والدولي.
واستغرقت مدة الكشف عن الاختراع الذي قدمه طالب جامعة هال البريطانية الدكتور أمين خالد خطاب ثلاثة أعوام. وذكر خطاب لـ«الحياة» أن «الوصول إلى النتيجة الأخيرة من الابتكار تطلبت عملاً جاداً وبحثاً يومياً عن كل ما هو جديد، والمشاركة في أكثر من سبعة مؤتمرات عالمية بأوراق علمية، مروراً بمراحل عدة، كان أولها إيجاد طريقة حديثة لتصنيع أعمدة الاستخلاص والفصل السيلكونية التي اعتمدت فيها على تقنية المايكرويف الأكثر سرعة وكفاءة وأقل كلفة مقارنة بالطرق التقليدية».
وانتقل خطاب بعد ذلك إلى «استخدام التقنية نفسها لتغيير الخواص الفيزيائية والكيماوية لتلك الأعمدة، مستخدماً السلاسل الكربونية، ومادة الغرافين لاستخلاص وفصل المواد المخدرة وجزيئات الذهب النانونية للكشف عنها عبر تقنية الإشعاع الكيماوي، وتم تطبيق البحث على أحد السوائل الحيوية (البول)، وعلى مجموعة من المواد المخدرة وأثبت قدرة تلك الطريقة على الكشف عن عدد من المواد المخدرة في 50 ميكرولتر من البول (تعادل نقطتين) بدقة وكفاءة عالية».
ومُنح خطاب جراء اكتشافه «شهادة تميز» من رئيس قسم الكيمياء في جامعة هال، بعد حصوله على شهادة الدكتوراه، إضافة إلى ثلاث شهادات للتميز العلمي من الملحقية الثقافية السعودية في بريطانيا، خلال مرحلة الدكتوراه، ومنحه الثقة للمشاركة في الإشراف المعملي واختبار وتقويم طلاب البكالوريوس والماجستير والبحث العلمي الزائرين.
ويطمح الدكتور أمين خطاب، ابن المدينة المنورة، من خلال بحثه العلمي إلى «الانتقال من مرحلة الاعتماد إلى التطبيق على أرض الواقع كنواة»، لافتاً إلى أن هذه الفكرة «توفر الجهد والمال من خلال استغلال البحث وقدرات المبتعثين في كل التخصصات، نظراً لندرة الكوادر الفنية المتخصصة».
وابتُعث خطاب، الذي يعمل في مركز مراقبة السموم والكيمياء الطبية الشرعية في المدينة المنورة، لدراسة الماجستير السريري في تخصص الكيمياء التحليلية الشرعية في جامعة هال البريطانية، التي حصل منها في 2010، على درجة التميز العلمي، وتمت ترقية البعثة إلى الدكتوراه في التخصص نفسه.
وقال الدكتور أمين خطاب: «الجامعات الأجنبية لا تألو جهداً في توفير بيئة بحث علمي جيدة، تمكنها بمهنية عالية من انتقاء البحوث الأفضل والقابلة للتطوير والتطبيق ودعمها بكل ما يمكن من دون المساس بالملكية الفكرية. كما حصل معي من الدكتور ستيف هازول، الذي طلب مني نقل تقنية استخدام المايكرويف في صناعة أعمدة الاستخلاص السليكونية إلى باحثة من مركز أبحاث ملبورن الأسترالية، أتت للتدرب معي مدة أسبوعين قبل انتهاء بعثتي، لكنني لم أحصل من منهم على عرض رسمي، باستثناء عرض ملبورن الأسترالية لاستكمال جزيئات أخرى من البحث عبر إعطائي مقعداً للبحث لما بعد الدكتوراه، واعتذرت عنه لارتباطي بوزارة الصحة».
الخبر – ياسمين الفردان – الحياة