حصل الشاب المبتعث معاذ بن نبيل بوعائشة، على ثلاث براءات اختراع عالمية من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، وهو الذي لم يتجاوز التاسعة عشرة من عمره، فجل همه أن يخدم المعاقين ويعينهم من خلال اختراعاته. وقد تخرج معاذ في مدارس الهيئة الملكية بالجبيل الصناعية وهو الآن عضو الجمعية الأمريكية لاتحاد المخترعين، وفائز بجائزة نوبل للعلماء الصغار التي تقيمها شركة إنتل وهي أكبر مسابقة عالمية في مجال الاختراعات، واحتل المركز الرابع على مستوى العالم، حصل أيضا على كأس قارة آسيا للمشاريع العلمية، وقد مثل المملكة العربية السعودية في 34 محفلاً دولياً وإقليمياً علمياً يختص بمجال الروبوتات، ونال شرف مقابلة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وقد حصل على تكريم من قبله، كما حصل على براءة اختراع الروبو كير (الجهاز الآلي للعناية بالمعاقين) وهو اختراع يخدم مرضى الشلل الكامل عن طريق حركة اللسان، حيث يستطيع المريض من خلال هذا الاختراع التحرك وحده والتحكم بالأجهزة الإلكترونية من حوله. معاذ الآن يدرس البكالوريوس (البايو ميكو إلكترونكس – إلكترونية الأطراف الصناعية) في جامعة ويسترن أونتاريو في كندا ويطمح إلى إكمال الماجستير في هذا التخصص بكندا.
معاذ أمام لوحة رُسم عليها إختراعه
خادم الحرمين
وبين معاذ أن اختراعاته أغلبها تهتم بخدمة المعاقين، ويوضح: «عملت على تصميم الأيدي الصناعية وتحريكها عن طريق حركة اللسان، وهو اختراع يخدم المصابين بشلل رباعي، فهم فئة غالية على القلب، وتستحق العمل من أجلها، فيما شاركت في مسابقة إنتل الأمريكية العالمية للاختراعات، 35 دولة، وقد فزت بجائزة اختراع (الروبورت كير – الإنسان الآلي الخاص بالعناية)، ولا يمكن أن أنسى تلك اللحظة التي صعدت فيها على منصة المسابقة مرتديا الزي السعودي، وسط جموع الحاضرين، الذين لم يروني قبلاً بـ»الشماغ والثوب، وحظيت على المركز الرابع للاختراعات، الأمر الذي خولني للتشرف بلقاء خادم الحرمين الشريفين، الذي كرمني وأشعرني بسعادة لاتوصف».
تشجيع أمي وأبي
وأضاف معاذ: «لم أدخل مدارس خاصة ولم أجد مؤسسة تشرف على اختراعاتي، بل حظيت على تشجيع أبي وأمي منذ الصغر، حيث كان هناك نادٍ للربوتات في الجبيل، وهو بسيط جداً لكنه أعطاني الفرصة للاختراع، كما شاركت في مسابقات الاختراع داخل المملكة منذ أن كنت في الصف الثالث الابتدائي، وفي الثالثة عشرة من عمري سافرت إلى المملكة الأردنية وشاركت في مسابقة للمخترعين، ثم تتالت مشاركاتي في عدة بلدان، منها الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا وكندا، وأعتقد أن أساسيات النجاح تتمثل في دعم الأسرة والبيئة والمدرسة، وهي ببساطة عوامل نجاحي، وكذلك تصميمي وإرادتي، فحين شاركت لأول مرة في مسابقات الاختراع عام 2007 لم أنجح، وحزنت كثيراً، ولكني لم أيأس، بل توكلت على الله وعزمت على النجاح، وبدأت في التفكير والاختراع لمدة سنة كاملة، وفي عام 2008 حققت نجاحاً باهراً بفضل الله تعالى».
الجهاز الذي اخترعه للمعاقين
أفخر أني سعودي
وأضاف معاذ: «لقد تفاجأ حضور مسابقة كندا كوني سعودياً، ولدي كل هذه الاختراعات، وشاركت باسم المملكة في كثير من المسابقات، وكم كنت أشعر بالفخر بعد كل نجاح كوني سعودياً»، ووجه معاذ كلمة لأبناء جيله وقال: «يجب أن يكون لكل شاب هدف في حياته، ولا يجوز أن ييأس الشاب من فشله الأول، بل عليه التصميم وتقوية إرادته، فأنا حددت أهدافي لخدمة ذوي الإصابات والشلل منذ أن كنت في المرحلة المتوسطة».
وعن الأمور التي أعجبته في الخارج ويتمنى انتقالها للمملكة، قال: «كم أتمنى لو تتغير طريقة التعليم في المملكة، فنحن نمتلك مناهج علمية قوية موضوعة من قبل مختصين، ولكن المشكلة أن التعليم لدينا تلقيني، يتعلمه الطالب فقط من أجل التخرج، فالتعليم أسلوب حياة، وليس مجرد شهادة نحصل عليها لنجد وظيفة، وأطمح بعد عودتي للمملكة لافتتاح مركز يبقى به الطالب فترة زمنية ليتعلم به كيف يحدد أهدافه، وما أن يتخرج من المركز حتى يكون عالماً نافعاً لمجتمعه».
المصدر: صحيفة الشرق