كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
لم يأتِ اجتماع عدد من النخب الثقافية والفنية العربية في الدوحة خلال الأيام الماضية في الدوحة بمهرجان “وطن يتفتح في الحرية” إلا ليؤكد على التصاق المبدع الحقيقي بهموم وطنه وهموم الإنسان والإنسانية.
فالواقع في سورية يقود إلى ضرورة تضامن “الثقافي” مع “السياسي” لتبقى قضية المواطن السوري المقموع والمجروح والمقتول في صدارة المشهد العربي والعالمي. وتزامن المهرجان مع الانتخابات الرئاسية المصرية وصخب الشارع هناك لم يمنع مجموعة من مبدعي مصر من المشاركة في المهرجان لبيان أن الأولوية للوضع الأكثر مأساوية حيث لا قيمة للإنسان المطالب بالحرية، ذلك الإنسان الذي تسحقه الآليات العسكرية الثقيلة باعتباره عدوا للنظام، ويُعاقب أهله بذبحهم من قبل “شبيحة” يحملون حقدا لا يمكن أن يتصوره البشر..
“وطن يتفتح في الحرية”.. ساهمت فيه أصابع علي فرزات برغم تهشيمها، وأوتار نصير شمة المنفية زمنا، وحنجرة سميح شقير المهاجرة بعد أغنية “يا حيف”، وصوت “أصالة” وعلي الحجار وقصائد الراحل محمود درويش وأحمد فؤاد نجم وعبدالرحمن الأبنودي وحضور نور الشريف.. وغيرهم ممن أثروا المشهد بوعيهم الذي يستحق التقدير، فهم وقفوا ضد الطغيان وتحملوا ما تحملوه من قسوته، لأنهم لم يرضخوا إلا للمنطق الذي أملتهم إياه قناعاتهم، فالشعب أبقى والطغاة إلى زوال.. والشعب الذي يحلم بالحرية لا بد أن ينالها مهما مر الزمن، فتلك حتمية تاريخية لم تتغير أبدا.. حتى نيرون الذي أحرق روما وتلذذ بمنظر شعبه وهو يحترق، لم يصبر عليه شعبه طويلا وثار بعد أربع سنوات ليزيحه عن عرشه فيهرب ويموت منتحرا بعد أن وصل الثوار إلى حيث يختبئ.
بث المبدعون في المهرجان شوقهم للشام، وقدموا صورة حقيقية عن الفنانين والأدباء الداعمين لقضايا الشعوب، مؤكدين أن الفن بمختلف أنواعه يحضر فيه الإبداع وتغيب السياسة، فلا أحزاب وتيارات وطوائف هنا، ولا انتماءات إلا إلى الوطن، بعيدا عن “الفرد” المصرّ على البقاء على الكرسي وإن كان الثمن عشرات الألوف من الضحايا، متسلحا بالقوة التي بناها لحماية ذلك الكرسي، ومستعدا للتضحية بأضعاف ما سبق كي يستمر حاكما. وما أعجب أن يحكم شخص بعد كل ما حدث.. وبأي وجه وعقل سيحكم؟ وهل يغفر له التاريخ أم إنه سيكتب التاريخ كما يريد فيمحو ما ارتكب بحق شعبه ويعتبر نفسه منتصرا في حرب ضد الكون المتآمر على نظامه؟
المبدعون الحقيقيون هم من يحملون قضية إنسانية، وأعظم القضايا هي التي ترسم بها الشعوب حريتها، وكم سيكون للحريات من مهرجانات قبل وبعد رحيل الطغاة.
الوطن اونلاين – 2012-06-07