
افتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكَّام الإمارات، متحف الاتحاد، المقام بجانب دار الاتحاد، التي تم فيها توقيع وثيقة قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971، تزامناً مع احتفالات اليوم الوطني الـ45 للدولة.
حضر الافتتاح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وصاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، وصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، وصاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين، وصاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة.
ووصل أصحاب السمو إلى موقع دار الاتحاد في موكب رسمي، مروراً بشارع الثاني من ديسمبر، وكان في استقبالهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وأُجريت لسموهم مراسم الاستقبال الرسمية، حيث اصطفت ثلة من حرس الشرف بزيهم التقليدي، عند الممر المؤدي لمبنى دار الاتحاد، الذي تم فيه توقيع وثيقة الاتحاد في عام 1971، وذلك بعد ترميمه وإعادته لهيئته الأصلية مع إدخال بعض التحسينات الهيكلية.
وقد التقطت لأصحاب السمو الشيوخ صورة تذكارية، بجانب سارية العلم في تكرار للمشهد نفسه للصورة، التي اُلتقطت في الثاني من ديسمبر عام 1971، للمغفور لهم بإذن الله تعالى الآباء المؤسسين للاتحاد، بينما قدّم فريق «فرسان الإمارات» عرضاً جوياً مميزاً في سماء المنطقة.
بعد ذلك، قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكَّام الإمارات، بافتتاح متحف الاتحاد الذي يقع على مساحة 26 ألف متر مربع، بينما اصطفت مجموعة من الأطفال، وهي ترفع علم دولة الإمارات.
حضر الافتتاح سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة.
متحف متكامل
أصحاب السمو تجوَّلوا في المتحف، حيث استمعوا لشرح من رئيس المجلس الاستشاري لمتحف الاتحاد محمد أحمد المر، حول مكونات المتحف المُقام تحت سطح الأرض، ويرتبط بجناح لدخول قصر الضيافة ومبنى دار الاتحاد، وقد صُمم مدخل الجناح على شكل مخطوطة مع سبعة أعمدة مائلة، ترمز للقلم الذي تم استخدامه في توقيع وثيقة الدستور، ويشتمل المتحف على صالات عرض دائمة ومؤقتة، ومسرح، ومناطق مخصصة للتثقيف واستراحات ومكاتب الإدارة، والعديد من مرافق الأنشطة الداعمة، وساحة واسعة، ومواقف سفلية وسطحية للسيارات.
وتعرّف أصحاب السمو إلى مكونات معارض المتحف، الذي يضم ثمانية معارض دائمة، إلى جانب معارض مؤقتة تستخدم لعرض مقتنيات من متاحف عالمية أخرى لإعطاء المتحف خاصية التجدد، وتشجيع الزوار من المواطنين والمقيمين والسياح على ارتياد المتحف مرات عديدة، ما يضمن استدامة استراتيجية التشغيل، وتحقيق هدف استراتيجي مهم بتأكيد مكانة المتحف كإحدى أهم الوجهات التاريخية والثقافية في الدولة.
واستهل أصحاب السمو جولتهم في المتحف بزيارة معرض «رحلة العبور إلى الاتحاد»، الذي يضم مجموعة من الصور النادرة الخاصة بمرحلة قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تُعرض لأول مرة، وقدمها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، ضمن مشاركة سموه في حملة «لنوثّق المسيرة»، التي كان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قد أطلقها لدعوة أفراد المجتمع للإسهام والمشاركة بالمقتنيات التاريخية، من تحف ومخطوطات وصور توثّق مسيرة قيام الاتحاد.
وشملت الجولة المسرح الخاص بمتحف الاتحاد، الذي يستوعب 120 زائراً، وهو مخصص للمناسبات والمؤتمرات والبرامج المختلفة، ويتم فيه عرض أفلام تعريفية عن المتحف تأخذ الزوار في رحلة تاريخية فريدة، مصحوبة بمؤثرات صوتية وموسيقى معبرة، ومقاطع تسرد قصة تطور دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تابع أصحاب السمو مقطعاً للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، قال فيه: «إن هذه الأمانة حمل ثقيل، وإنني لا أقدر على حملها إلا بتوفيق الله وعون من إخواني المسؤولين والمواطنين جميعاً، فضموا أيديكم وقلوبكم وعبئوا معي مشاعركم وإخلاصكم، لنبني بيد واحدة وقلب واحد مستقبل بلدنا وعزة شعبنا».
وتوقف أصحاب السمو الشيوخ أمام لوحه فنية بديعة، نفذها الفنان الإماراتي عبدالقادر الريّس، مروراً بالشجرة التي غرسها صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في الثاني من ديسمبر عام 2012 بمقر دار الاتحاد، والتي تم نقلها من مكانها الأصلي الذي يبعد أمتاراً عدة عن مكانها الحالي.
الآباء المؤسسون
أصحاب السمو تفقّدوا، خلال الجولة، قسم الآباء المؤسسين للاتحاد؛ وهو أول معرض يطلع الزائر عليه من بين المعارض الأخرى، ويتكون من سبعة أقسام صغيرة، كل قسم يتكوّن من ثلاثة عناصر: أولها الصورة الشامخة لكل من الآباء المؤسسين، والثاني المقتنيات الخاصة به، أمّا الثالث فهو شاشة تفاعلية تعطي معلومات تاريخية عن سيرة المؤسِّس وشجرة عائلته، كما تعرض صوراً فريدة ولقطات فيديو خاصة به.
وشملت جولة أصحاب السمو في المتحف، كذلك، معرض التاريخ البريدي الذي يضم طوابع بريدية تعود للفترة من عام 1909 وحتى 1971، إضافة للمسرح التوجيهي، وشاهدوا فيلماً عن رحلة الاتحاد، بعدها اطلعوا على خريطة الإمارات التفاعلية وهي عبارة عن معرض يسلط الضوء على مرحلة ما قبل الاتحاد، وينقل الزوّار مباشرة إلى مشاهدة خريطة بانورامية تفاعلية للمنطقة التي تشكّل دولة الإمارات، وتعمل الخريطة المجسّمة بطريقة تكنولوجية تسمى خرائط الإسقاط (projection mapping).
صورة تذكارية
وقد التقطت لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكّام الإمارات، صورة جماعية تظهر في خلفيتها الصورة التي التقطت للآباء المؤسسين، بعد توقيعهم على وثيقة قيام الاتحاد في عام 1971.
وتواصلت جولة أصحاب السمو عقب ذلك، لتشمل معرض «الطريق إلى الاتحاد»، الذي يبرز الخطوات التمهيدية لقيام الاتحاد، من خلال صور ومعروضات جرى تنسيقها على شكل «فلج»، حيث يتناول المعرض الخط الزمني التفاعلي لقصة الاتحاد، ضمن سياق الأحداث الوطنية والدولية التي زامنت مرحلة قيام الاتحاد مع إعطاء الزوّار صورة متكاملة عن الحدث منذ البداية وحتى النهاية.
ويبلغ عدد الأفلاج المعروضة في هذا القسم ثلاثة أفلاج، منسقة تكنولوجياً بشاشة عرض تفاعلية، مزودة بمؤثرات صوتية، ويقدم كل فلج معلومات عامة أو ومضات تاريخية عن الإمارات موزَّعة زمنياً على النحو التالي: الفلج الأول يبرز فترة الإمارات المتصالحة حتى عام 1970، والفلج الثاني: منذ عام 1971، وحتى وقت انضمام إمارة رأس الخيمة للاتحاد، أما الفلج الثالث فيعرض جانباً من المرحلة الممتدة منذ وقت انضمام رأس الخيمة وحتى عام 1981.
غرس الاتحاد
وانتقل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكّام الإمارات، إلى معرض «غرس الاتحاد» حيث شاهدوا فيلماً بتقنية «الهيلوغرام» يتضمن رحلة عبر الزمن، كما لو أنهم جزء من اللقاء الذي جمع المغفور لهما بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأخاه المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، في سيح السديرة، ويروي قصة هذا الحدث التاريخي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
بعد ذلك، انتقل أصحاب السمو الشيوخ إلى قسم «التغيير والاستقلال» الذي يتكوّن من ثلاث ألعاب تكنولوجية، حيث توجد شاشة تتفاعل مع المكعبات السبع المحتوية كل منها على شفرة معينة، يجري اختيار أحد المكعبات، ووضع جهته المشفرة على المكان المخصص لها على الشاشة التفاعلية، ومن ثمّ يعرض محتوى المكعب على شاشة عرض تعرض المفاهيم والتعليقات والصور الخاصة بكل عنوان يحمله كل مكعب، والعناوين السبعة التي تحملها المكعبات وهي: الهوية والدين والأمن والدفاع والاستقلال والسيادة الإقليمية والثقافة.
ثم زار أصحاب السمو قسم «توحيد الإمارات»، الذي يلقي الضوء على المسار الذي انتهجته القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وما تضمنته من لقاءات رسمية وغير رسمية، تمهيداً لتأسيس الاتحاد، ويبرز هذا القسم اللحظات الرئيسة المهمة على هيئة صور للحكّام.
الدستور
شملت الزيارة كذلك قسم «الدستور»، الذي يستقبل زواره بجدارية مذهبة، تسبح عليها كلمات مختارة من دستور الإمارات كأنها شلاّل من الكلمات، ويحتوى هذا القسم على نسخة من الدستور موقّعة من الحكّام المؤسسين، كما يضم وثيقة الصداقة التاريخية بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة، وقد وقّع عليها الشيخ زايد في اليوم نفسه الذي أعلن فيه اتحاد دولة الإمارات، وتتوافر كذلك نسختان رقميتان للدستور باللغتين العربية والإنجليزية، تتيحان للزوار تصفّح الدستور والاطلاع على مواده بالتفصيل.
وتضمّنت الجولة معرض «الإمارات العربية المتحدة وطن واحد… مستقبل واحد»، وهو عبارة عن صالة عرض مفتوحة، تتيح للزوار التعرف إلى التطورات التي أسهمت في تأسيس الاتحاد، وملامح دولة الإمارات العربية المتحدة، والأحداث المهمة التي عاصرت تلك الفترة مثل الاعتراف بالدولة من قبل الأمم المتحدة.
إلى ذلك، زار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكّام الإمارات مبنى «قصر الضيافة» الذي أُعيد ترميمه، وتمت إعادة المناظر الطبيعية المحيطة بالموقع التاريخي لحالتها الأصلية، كما كانت عليها في عام 1971
المصدر: الإمارات اليوم