كاتبة صحفية / صحيفة عكاظ
عاشت الرياض ليلة عصيبة وفاجعة جديدة مساء السبت الماضي، وذلك جراء هطول أمطار غزيرة قابلها سوء التصريف، وهو ما تسبب في شل حركة السير ووقوع الحوادث في الشوارع الرئيسة، إضافة إلى نكبات الغرق في بعض الأنفاق والتقاطعات ذات المستوى المنخفض، بسبب تزايد منسوب المياة، الأمر الذي أدى إلى وجود ضحايا وقتلى ومفقودين، وذلك بحسب إحصاءات المديرية العامة للدفاع المدني.
كما أفاد المتحدث الإعلامي بالدفاع المدني بأن جهازه اتخذ جميع الاحتياطات تحسباً لمواجهة التغييرات المناخية واحتمال هطول الأمطار في المرات المقبلة، وعلى رغم أن هذه الوعود غير واضحة فضلاً عن أنها غير مقنعة، ولا يمكن أن نتوقعها حلولاً مرضية، إلا أن هذا في الأصل لا يكفي، لأن هذه الاحتياطات تتحسب لحدوث المصيبة بعد وقوعها ومحاولة الخروج منها بأقل الأضرار، فلم نجد حتى الآن طريقة ممكنة، لإنجاح مشروع تصريف السيول الذي أثبت فشله، في حين أنه يجب اتخاذ الاحتياطات حتى لا نقع في المشكلة من أساسها.
نقع في كل مرة تحت تأثير المشاهد التي لا تنتهي من مسلسلات الفواجع التي وقع ضحيتها المواطن، حتى إن حياة الناس واستقرارهم أصبحت على المحك لمجرد أن يهطل المطر، فبدلاً من أن يكون نعمة تحول إلى نقمة وكارثة، ويذكر أن مشاهدات الفيديو لأحداث الغرق رصدت ملايين المشاهدات، الأمر الذي أثار حفيظة المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي، والمتابع الجيد للتفاعل في «تويتر» حول هذه الأحداث يدرك مدى انفعال الناس بين انطباعات التهكم والسخرية والنقد اللاذع للمسؤول، وبين التشنيع بالإشارة إلى حد تعبيرهم بالفساد الذي يطغى على المشاريع الحكومية وأجهزتها في البنية التحتية.
يذكر أن الغرق حدث في النفق الواقع بطريق الملك عبدالله، وهذا الطريق تمت توسعته وإنشاء الأنفاق فيه بعد كارثة أمطار وسيول جدة 2009، وبعد الحوادث الشهيرة التي وقعت في الرياض 2010، وهذا يعني أن المسؤول لا يظهر كمسؤول يريد أن يحل المشكلة، في المقابل تأتي هيئة الفساد تتعهد بمحاسبة المقصرين والمتسببين، ولن نتأمل بأن يتضح من هذه الوعود والتعهدات أي شيء، لأن هذا هو ما يحدث دائماً.
في الواقع نحن بحاجة إلى إيجاد حل جذري لإيقاف حدوث مثل هذه المشكلات، إضافة إلى التحضير الجيد والمدروس لحالات الكوارث قبل وقوعها، وإيجاد قاعدة احتياطية للتعامل، الأمر الذي يجب أن يدركه المواطن في آلية واضحة ومقنعة، وعلى المسؤول أيضاً أن يتحمل عبء ذلك، إضافة إلى وجوب ما تعمل عليه الحكومة لحماية السكان المدنين، سواء كان ذلك في الرخاء أم الشدة.
نتأمل كثيراً بأن ينظر المسؤول للمواطن بعين الاهتمام، لكي ننظر إليه بعين الرضا، وقد نقدم هذا الاقتراح النابع من حرصنا على تسهيل التنقل على المواطنين في مثل هذه الظروف الطارئة، فماذا لو حولنا مشروع المترو إلى غواصات وقوارب نستخدمها في مثل هذه المواسم، ثم نتداولها بالأحاديث، ونكتب عنها في أطرف القصص عن المطر؟