للصباح ملامحه، تفاؤله، وبداياته الجديدة التي تأخذك لتعيد اكتشاف دبي عبر جولة في المترو، بدأناها من محطة برجمان؛ لنكتشف وجهاً آخر لمدينة لا تهدأ أبهرت العالم بإنجازاتها الضخمة، ومعالمها السياحية، لتكون جديرة بالألقاب والمعاني الملهمة، فمن مدينة الأحلام، والسعادة، إلى مدينة التسامح، والابتكار، وصولاً إلى مدينة الشباب والمستقبل وغيرها.
كل شيء ميسر، وأنت داخل أروقة المترو، من لحظة دخولك القاعات إلى ركوب المترو، إلى أن يحين وقت نزولك منه، ولعل أكثر المشاهد اللافتة في صالات الانتظار في ساعات الصباح الباكر هي طقوس الركاب، فهناك من يقرأ الجريدة، وآخر منشغل بجواله، وغيره يحتسي القهوة؛ جميلة هي لقطات الصباح التي تروي قصص الركاب واهتماماتهم؛ كل حسب ثقافته، يقول محمد من دبي: “لا يحلو لي قراءة الجرائد إلا وأنا في المترو.. طقس يومي اعتدت عليه وأنا ذاهب إلى عملي”.
خلال مسيرك في أرجاء المكان وأنت تستخدم السلالم المتحركة أو تمرر البطاقة على جهاز المسح في بداية الرحلة وحتى نهايتها لدفع الرسوم، لابد أن تستوقفك تلك اللوحات المنتشرة في قاعات المترو، فالفن والإبداع حاضر ويتجدد، عبر صور تعكس روح دبي وأصالة الحياة القديمة وعبق الزمن الجميل، وكأنك في رحلة روحانية بين حياة القدم والحداثة، امتداداً إلى المستقبل، وإلى كل ما يسهم في تطوير الحياة. هي تفاصيل حاضرة تنتظر أن تكتشفها فقط وأنت متجه إلى وجهتك.
حكايات الصباح لا تنتهي في هذا المكان الذي لا يعد فقط وسيلة نقل متطورة داخل المدينة، بل تعدى ذلك ليغدو تحفة معمارية غاية في الجمال بتصاميمه المتناسقة مع تكوين المدينة وبناها التحتية، وشكل المترو الانسيابي الحديث الذي أضحى نموذجاً متميزاً في التصميم.
لا تشغل بالك بالتفكير بوقت وصولك إلى وجهتك المطلوبة، فالمتروات سريعة تختصر كل المسافات مهما بعدت، تقول أرين، ألمانية: «ستكون رهينة لما تراه من خلف النوافذ، وأنت جالس على مقعدك، سترى أبراجاً شاهقة، وطرقاً، وجسوراً متشابكة بتناغم هندسي جذاب، يكتنفها الكثير من القصص والمغامرات».
عنما يمتزج الصباح مع جمال المدنية، في مشهد واحد يصعب نسيان روح المكان، هكذا عبر أحمد من موريتانيا، عن إعجابه لما وصلت إليه دبي، من تطور وسائل النقل الجماعية، خاصة شبكة مترو دبي، التي تقرّب مسافات المدينة وتتيح التنقل دون ازدحام أو فوضى.
قد تختلط عليك الأمكنة، وتفقد بوصلة الطريق، لا تقلق، هناك دليل لمسار المترو، وأسماء المحطات، ونقاط التوقف، ما عليك سوى الانتباه إلى الخريطة بلونيها الأخضر والأحمر، التي تشرح شبكة المترو كاملة.
وبالفعل لا تتوانى ماريا من الفلبين، بالاستعانة بهذه الخرائط المنتشرة في المترو، عندما تنوي تغيير وجهتها إلى أماكن جديدة، كما تحرص على استخدام المترو للذهاب إلى العمل كل يوم، في الصباح الباكر.
أما أكاش، من الهند، يرافق صديقه صباح كل يوم إلى المدرسة مستخدماً المترو، ولا ينسى كثير من الأحاديث والمواقف الممتعة بينه وبين صديقه قبل بدء يوم دراسي جديد معاً.
«محطات باريس، كما هنا، تحتفي بالحياة والإنسان. عندما أركب المترو لا أشعر أني غادرت بلدي» يقول فينسينت من فرنسا، فيما يصدح فوج سياحي جاء ليشاهد معالم المدينة الفتية: “صباح الخير دبي”.
المصدر: البيان