كاتب - مستشار إعلامي
الجلوس مع شخص مثل المقدم طارق بن حمود الربيعان رئيس قسم البحث والتحري في مرور الرياض يجعلك تسبر أغوار صورة غائبة عن ذهنك وأذهان كثيرين.
إنها قصص وحكايات الليل والنهار، التي تشهدها شوارع الرياض، التي تتقاطع فيها قضايا التفحيط وسرقة السيارات والمخدرات، وأولئك الذين يمارسون الفرجة والتصفيق لمن يهددون أرواح الناس.
استضافنا مرور الرياض الأسبوع الماضي أنا والصديق الشاعر منصور البطي، إضافة إلى مجموعة من شباب الإعلام الجديد المؤثرين، وكذلك الزميلين خالد السملق ورائد فهد من فيديو “الاقتصادية الإلكترونية”.
كان المقدم طارق الربيعان واضحا وصريحا وهو يتحدث عن التحدي الجاد الذي خاضه مرور الرياض من أجل تطويق الظواهر السلبية وتقليصها مثل التفحيط وما يرافقها من سلبيات يستغلها المروجون وذوو النفوس المريضة بما في ذلك ما يسمونهم “الدرباوية” أو هيبز السعودية – إن صح التعبير. سمعنا كثيرا من القصص عن ضحايا التهور والتفحيط، وتأثرنا كثيرا بآلام آباء وأمهات وجدوا أبناءهم في دائرة التجاوزات، وهم يتصورون أن فلذات أكبادهم بعيدون عن هذه الدروب المهلكة.
قابلنا في الجزء التالي من الزيارة العقيد حسن بن صالح الحسن رئيس مركز القيادة والتحكم والمتحدث الرسمي لمرور الرياض.
الجولة إجمالا كانت إيجابية للغاية، والحديث عن المرور والآمال الملقاة على عاتقه والوعود المؤجلة أمر يطول. لكنني وأنا أجول في المركز الضخم الذي تم افتتاحه في مرور الرياض ويضم نقلا مباشرا لما يدور في معظم شوارع الرياض أشعرني بالتفاؤل. خاصة أن الكاميرات الذكية الموجودة – وهي تختلف عن كاميرات ساهر – تعطي صورة واضحة عن جميع التجاوزات سواء كانت المرورية أو الأمنية.
بل إنها تعطي تنبيها إلكترونيا بشأن السيارات التي عليها ملاحظات سواء كانت مسروقة أو تتبع لشخص مطلوب في جريمة.
لا أظنني أستطيع عبر مقالة قصيرة أن أعطيكم تفاصيل الزيارة، لكنني أقول إنني خرجت من مبنى المرور وأنا أشعر بالتفاؤل.
ومع ذلك فإنني لن أغير قناعاتي بأن قطاع المرور بالأعباء الملقاة عليه، لا يزال في حاجة إلى مزيد من الأفراد والدوريات السيارة والراجلة حتى تصبح الصورة أجمل وأكثر ردعا للمتجاوزين.
المصدر: الاقتصادية