كاتب و روائي سعودي
المقاطع التي تبث من قبل داعش سواء كانت جز الرؤوس أو سبي النساء أو تطبيق الحدود بشكل متعسف أو ترويـع الناس هي أفعال بربرية همجية لا يمكن أن تلحق بالإسلام كدين جاء للسمو بالبشرية مجتمعة والمحافظة على النفس والمال والعرض وفق آليات مقننة ويكون تنفيذها عبر هيكلة إداريـة محكمة يكون فيها ولي أمر وقضاء وجهاز تنفيذي يخضع لولي الأمر، أما أفعال داعش فهي أفعال قوم لم يفهموا الإسلام كنظام له دستور ينظم العلاقات بين أفراد المجتمع، هم قوم تلقوا تعليمات سمعية عن الدين من أدعياء للإسلام تعلموا أقوالا وأفعالا مغلوطة وحشية انتزعت من سياقها التاريخي وقدمت على أن هذا هو الإسلام. ولأن المتلقي لهذه الأفعال يتماثـل مع الدواعشة في عدد من سياقات الأحداث التاريخية والعلل جعل دواعش الداخل يصفقون لتلك الأفعال المشينة التي أضرت بالإسلام والمسلمين في كل بقاع الأرض.. ظل هؤلاء المتلقون متأرجحين إما مؤيد أو معارض (لكنه لا يعرف كيف يثبت معارضته لأفعال حدثت في التاريخ الإسلامي).. وهذا مايستوجب من علماء الأمة للنهوض تفقيها وشرحا للأحداث التاريخية التي حدثت وإن الإسلام ليس دينا فظا قائما على قتل المغايـر كما أن الحدود متدرجة في التطبيق حدها الأقصى ما تم ذكره نصيا.
وحين قدم داود الشريان بلاغا عبر برنامجه يطالب بإغلاق إحدى القنوات الفضائية كونها تقوم ببث الكراهية والتحريض على العنف وجمع تبرعات بالمخالفة للقانون وتحرض على الانضمام إلى جماعات مسلحة في الخارج تحت زعم الجهاد هو الواجب الذي علينا التعاون جميعا لمواجهته وإظهار زيفه.
وكثيرة هي الأفواه المفتوحة الآن لبذر الشقاق ليست قنوات فحسب بل هم أفراد يجوبون المساجد ووسائل الاتصال الحديث داعمين لكل هذه الوحشية وهذا الكره..
إن الأفعال التي تحدث لا تنتمي لأي دين بل هي نتاج أطماع نفسية سلطوية لجأت للدين كوسيلة انتشار واكتساب مؤيدين.
المصدر: عكاظ
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20141025/Con20141025730757.htm