واصلت القوات الحكومية السورية حملتها الجوية على الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في حلب، وقصفت أمس، مستوصفاً في ثاني هجوم خلال ساعات على المؤسسات الطبية في المدينة. في وقت اتفقت واشنطن وموسكو على «هدنة محدودة» تشمل مناطق الغوطة الشرقية بريف دمشق إضافة إلى مناطق اللاذقية، بينما أكد مصدر أمني سوري نظامي، أن الروس رفضوا تجميد القتال في مدينة حلب المنكوبة. وقال الدفاع المدني في حلب إن عدة أشخاص قتلوا في الغارة التي استهدفت المستوصف الطبي الميداني في حي المرجة شرقي مدينة حلب. وذكر شهود أن عدة أشخاص قتلوا وأصيبوا بغارة استهدفت مستوصفاً طبياً في حي المرجة الذي تسيطر عليه فصائل المعارضة في حلب، بعد يوم من مقتل نحو 50 شخصاً بغارة استهدفت مستشفى القدس.
وقال أحد سكان حي بستان القصر الشعبي «الأرض تهتز تحت أقدامنا» بعد غارات جديدة شنتها طائرات النظام أمس، مضيفاً أن «الغارات لم تتوقف طوال الليل. لم ننم ولو دقيقة واحدة». وقتل أكثر من 200 مدني في حلب مع تجدد المعارك منذ أكثر من أسبوع بين فصائل المعارضة التي تقصف مناطق سيطرة النظام بالمدفعية والقذائف الصاروخية، بينما تشن قوات النظام غارات جوية على أحياء المعارضة. وأمس، قتلت امرأة وطفل في الغارات على أحياء المعارضة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان في حين تحدث التلفزيون السوري عن مقتل 3 أشخاص بقذائف صاروخية أطلقتها فصائل المعارضة على أحياء يسيطر عليها النظام. وذكر مراسل لفرانس برس في مناطق سيطرة المعارضة إن هذه الأحياء تعرضت لعشر غارات على الأقل وأن المسعفين يعملون بلا توقف منتقلين من حي لآخر. وأفاد الدفاع المدني أن عدة أشخاص بينهم ممرض واحد على الأقل، أصيبوا في الغارة على المستوصف الواقع في حي المرجة شرق المدينة. وخلفت الغارة أضراراً جسيمة في المستوصف الذي يضم عيادة للأسنان وأخرى للأمراض المزمنة ويقدم خدمات لسكان الحي منذ 5 سنوات.
وأكد مصدر أمني في دمشق أن اتفاق تجميد القتال في ريف دمشق واللاذقية الذي تم التوصل إليه بين واشنطن وموسكو الليلة قبل الماضية، جاء «بناء على طلب الأميركيين والروس الذين التقوا في جنيف لتهدئة الوضع في تلك المنطقتين، مبينا أن «الأميركيين طلبوا أن يشمل التجميد حلب أيضاً، لكن الروس رفضوا ذلك». ودان المجتمع الدولي الغارة على مستشفى القدس التي قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنها تبدو «متعمدة».
واعتبرت الأمم المتحدة قصف مستشفى القدس الميداني «غير مبرر»، فيما دعا الأمين العام بان كي مون، إلى محاسبة المسؤولين عن «هذه الجرائم».
ودان كي مون «أعمال القصف العشوائية التي تنفذها القوات الحكومية وفصائل المعارضة والتكتيكات الإرهابية التي يلجأ إليها المتطرفون»، داعياً مختلف الأطراف المتحاربة إلى وقف المعارك «فوراً».
وكانت واشنطن قد أعربت مساء أمس الأول على لسان كيري، عن «غضب شديد» إثر قصف المستشفى قائلة «لا نزال نحاول الحصول على مزيد من المعلومات حول هذا القصف ولكن يبدو أن هذه الغارات استهدفت عمداً مبنى طبياً معروفاً وتضاف إلى حصيلة نظام الأسد الذي قصف منشآت مماثلة ومسعفين». ودعا الموفد الدولي لدى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى «إنقاذ الهدنة من الانهيار الكامل». وقال «لا يزال الاتفاق قائماً في مناطق عدة، لكنه يواجه خطراً كبيراً، وبالكاد لا يزال حياً. وقد ينهار في أي وقت». ودعا إلى عقد اجتماع لمجموعة دعم سوريا برئاسة واشنطن وموسكو «قبل الجولة الجديدة من المفاوضات السورية خلال مايو المقبل. من ناحيتها، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن حلب باتت «على شفير كارثة إنسانية». وذكر ممثل الصليب الأحمر في المدينة فالتر غرو «أينما ذهبتم تسمعون دوي انفجار القذائف والغارات وهدير الطائرات. السكان يعيشون على حد السكين. كلهم يخشون الموت». كما دانت منظمة أطباء بلا حدود تدمير مستشفى القدس الذي قتل فيه آخر طبيب أطفال في المنطقة.
المصدر: الإتحاد