ارتكب الطيران الحربي السوري النظامي، أمس، مجزرة بشعة جديدة أوقعت 30 قتيلاً على الأقل وعشرات الجرحى من أطفال مدرسة عين جالوت بحي الأنصاري في حلب، إثر قصف شنته بصواريخ فراغية أثناء انطلاق فعاليات معرض للرسم يحكي معاناة التلاميذ وجرائم نظام الرئيس بشار الأسد بحق المدنيين، بحسب راوية التنسيقيات المحلية والهيئة العامة للثورة. في حين أكد المرصد الحقوقي وقوع المجزرة الوحشية شرق مدينة حلب، قائلاً إنها حصدت 19 قتيلاً على الأقل، بينهم 10 أطفال. تزامن ذلك مع تعرض الأحياء السكنية في المليحة بريف دمشق لقصف بـ 7 صواريخ طراز «أرض-أرض» ترافقت مع اشتباكات شرسة من عدة جبهات في محيطها في استمرار لمحاولات الجيش النظامي اقتحام البلدة المضطربة. ولاحقا، أكدت الهيئة العامة للثورة مصرع 7 أشخاص بينهم 4 أطفال بمجزرة أخرى نفذها الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة بقصفه حي عين التل الواقع قرب حي الهلك في حلب أيضاً.
بالتوازي، أعلن الجيش الحر أمس، عن بدء عملية عسكرية باسم «معركة اليرموك» تهدف لتحرير تل الجموع العسكري في ريف درعا الغربي، وسط اشتباكات عنيفة وقصف بالبراميل المتفجرة، أسفر عن سيطرة مقاتلي المعارضة على تل عشترة وتدمير دبابة ومدفع بي 9 للقوات النظام في بلدة الطيرة. من جهة أخرى، تواصل قصف الطيران الحربي على بلدة سرمين بريف إدلب حيث يواصل الأهالي البحث تحت أنقاض المباني السكنية المدمرة جراء الغارات، لانتشال جثث، تزامناً مع إعلان الناشطين الميدانيين استهداف مقاتلات سلاح الطيران قرية التمانعة بغازات سامة. وفي منطقة الساحل، تواصلت الاشتباكات والقصف بمنطقة اللاذقية، حيث كثف الجيش النظامي هجماته براجمات الصواريخ على مدينة كسب التي يسيطر عليها الجيش الحر، ومحيط البرج الزمني 45، بينما قصف مسلحو المعارضة مقر الدفاع الوطني بالمنطقة مستخدمين صواريخ جراد، في حين دوى انفجاران عنيفان بالمدينة جراء القصف الصاروخي. وبلغت حصيلة قتلى أمس 63 ضحية بينما أفاد ناشطون ميدانيون أن حصيلة قتلى الثلاثاء ارتفعت إلى 102 قتيلاً معظمهم في حمص ودمشق وريفها وحلب.
فقد ارتكبت قوات النظام أمس مجزرة مروعة راح ضحيتها 30 طفلاً وعشرات الجرحى، إثر قصف الطيران الحربي مدرسة عين جالوت في حي الأنصاري شرق حلب مستخدمة صواريخ فراغية. وأفاد مراسل المكتب الإعلامي في الهيئة العامة للثورة أن الطيران الحربي استهدف المدرسة، تزامناً مع بدء معرض لرسومات الأطفال يحكي عن معاناتهم وإجرام الأسد بحق المدنيين. وأكد أن المدرسة كانت مزدحمة، لأن الأطفال اصطحبوا معهم آباءهم وأمهاتهم لمشاركتهم في معرض الرسم، الذي يقام برعاية جمعيات خيرية، ويوزع جوائز تحفيزية تشجيعية لتنمية مهارات الأطفال. كما تسبب القصف بدمار واسع في مبنى المدرسة، وأحدث أضراراً مادية بأكثر من 80 منزلاً سكنياً مجاوراً.
من جهته، قال المرصد الحقوقي «استشهد 18 مواطناً بينهم 10 أطفال على الأقل قضوا جراء قصف الطيران الحربي مدرسة عين جالوت في حي الأنصاري الشرقي» شرق مدينة حلب. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع فرانس برس أن غالبية الأطفال القتلى هم في الثانية عشرة أو الثالثة عشرة من العمر، وأن من بين الضحايا استاذا واحدا على الأقل. وبث ناشطون معارضون شريطاً مصوراً على موقع يوتيوب، قالوا إنه لضحايا القصف. ويظهر الشريط جثث 10 أطفال على الأقل موضوعة في أكياس كبيرة رمادية اللون، وبدت على بعضهم آثار دماء. وبدت الجثث ممدة داخل الأكياس على أرض عليها آثار دماء أيضاً. وامكن سماع أصوات نحيب وبكاء في خلفية الشريط المصور.
وأوضح الناشط في المدينة محمد الخطيب لفرانس برس عبر الانترنت أن الأطفال «كانوا يقيمون معرضاً للرسم في المدرسة، حينما استهدفتها غارتان جويتان تفصل بينهما 10 دقائق». وتتعرض مناطق سيطرة المعارضة في حلب وريفها منذ منتصف ديسمبر الماضي لقصف عنيف من سلاح الجو لا سيما «بالبراميل المتفجرة» التي تلقى من المروحيات وطيران حربي. وادى القصف إلى مقتل المئات. كما أفادت الهيئة العامة للثورة بسقوط أكثر من برميل متفجر على حي الصاخور بحلب أمس، وسط أنباء عن وقوع إصابات، مشيرة إلى استشهاد مدني، وإصابة 10 آخرين، جراء استهداف الطيران الحربي بلدة كفر حمرة بالقنابل العنقودية، كما سقط برميل متفجر على حي بعيدين، وبرميلين على كل من منطقة الشيخ نجار، فيما دمر الثوار 4 دبابات قرب مستودع للذخيرة في تلة الشيخ يوسف بحلب.
وفي دمشق وريفها، قصفت القوات النظامية المليحة بـ 7 صواريخ أرض – أرض. وأكدت هيئة الثورة أن قوات النظام مدعومة بميليشيات عراقية، تحاول لليوم التاسع والعشرين على التوالي اقتحام البلدة. ورد مقاتلو المعارضة أمس، باستهداف معاقل النظام وميليشياته على جبهة المليحة بمدافع محلية الصنع والهاون. كما تعرضت مدينة دوما بالريف الدمشقي لقصف مدفعي عنيف، ترافق مع القاء الطيران المروحي 3 براميل متفجرة على داريا بالريف الغربي. في الأثناء، تصدى الجيش الحر لمحاولة اقتحام حي جوبر العاصمي من جهة العباسيين، وسط أنباء عن مقتل أكثر من 7 عناصر من قوات النظام و5 من المعارضة بالاشتباكات في المنطقة. كما تعرض حي القابون لقصف مدفعي، تزامناً مع قصف مماثل على مدينة الزبداني.
في الجبهة الجنوبية، أعلن الجيش الحر بدء عملية عسكرية واسعة تستهدف تحرير تل الجموع في ريف درعا الغربي، ضمن معركة أطلقوا عليها اسم «يرموك خالد».
ودارت اشتباكات بين الثوار وقوات النظام، في محيط تل الجموع بين بلدة تسيل ومدينة نوى، استهدف خلالها الثوار تل الجموع وتلة عشترة وكتيبة الـم. دي في الشيخ سعد، وقرية الطيرة بالصواريخ المضادة للدروع، والهاون، والرشاشات الثقيلة، محققين إصابات مباشرة. وفي وقت لاحق، أفادت الهيئة العامة للثورة والتنسيقيات بسيطرة الثوار على تل عشترة بمحيط بلدة عدوان بريف درعا، إثر معارك عنيفة بالمنطقة، مشيرين إلى أن الطيران الحربي استهدف المنطقة بالبراميل المتفجرة.
المصدر: (عواصم – وكالات)