توالى الدعم والتأييد الدولي والمحلي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، ورحب مجلس الأمن الدولي بالإجماع بانتقالها إلى طرابلس، ودعا جميع الدول إلى التوقف عن التعاطي «مع المؤسسات الموازية»، فيما أعلنت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط استعدادها للعمل معها لتنسيق مبيعات النفط المستقبلية، ونسيان فترة الانقسام والتناحر.
وجاء في البيان الصادر عن مجلس الأمن بالإجماع، إن الزيارة التي قام بها رئيس هذه الحكومة فايز السراج إلى طرابلس «تعد مرحلة مهمة نحو إرساء الاستقرار في البلاد، ووضع العملية السياسية على سكتها».
كما جدد أعضاء المجلس دعوتهم الدول إلى «التوقف عن إجراء اتصالات رسمية مع المؤسسات الموازية التي تدعي بأنها السلطة الشرعية، لكنها تبقى خارج الاتفاق السياسي الليبي».
من جهتها قالت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط، إنها تعمل مع حكومة الوفاق لتنسيق مبيعات النفط المستقبلية، ونسيان فترة الانقسام والتناحر.
وقال مصطفى صنع الله رئيس المؤسسة في بيان، إنه مع إعلان حرس المنشآت النفطية في الآونة الأخيرة نيته إعادة فتح موانئ التصدير التي كانت تغلقها، فإنه يأمل أن تتمكن المؤسسة وموارد البلاد النفطية من توفير منصة ثابتة يمكن أن تكون أساساً لتحقيق الانتعاش في البلاد.
في أثناء ذلك، واصل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق لقاءاته التي بدأها منذ وصوله إلى طرابلس الأربعاء.
وذكر مكتبه الإعلامي، أن أعضاء المجلس اجتمعوا الجمعة مع بعض أعضاء مجلس النواب في مقر إقامة المجلس، حيث باركوا للمجلس دخوله إلى طرابلس وبدء أعماله منها.
كما بحث الطرفان آخر مستجدات الترتيبات الخاصة ببدء الحكومة عملها، وأكدا بذل كل المساعي ليعود مجلس النواب إلى عمله وأداء مهامه في أقرب وقت، وكما ورد في الاتفاق السياسي الليبي.
وأعرب أعضاء «حراك أبناء الجنوب» في مدينة سبها عن دعمهم لحكومة الوفاق من أجل إنهاء معاناة المواطن الليبي.
وفي صبراتة غربي ليبيا نظمت وقفة تضامنية، طالب من خلالها أهالي المدينة بالمصالحة الوطنية، وبعودة المهجرين والنازحين وتحقيق العدالة الاجتماعية وإبداء دعمهم لحكومة الوفاق الوطني، ودعم مؤسسات الجيش والشرطة والمؤسسات الأمنية، ورفضهم لأي تشكيلات عسكرية تعمل خارج نطاق أجهزة الدولة الرسمية.
من جانبه ثمن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الدعم اللامحدود الذي تلقاه من أبناء الشعب الليبي، وهو يباشر أعماله من العاصمة طرابلس التي تمثل عاصمة لكل الليبيين.
في غضون ذلك حذر وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، من احتمالات تكثيف عصابات في ليبيا نشاطها في تهريبها للاجئين عبر البحر المتوسط إلى أوروبا. وقال إنه لا ينبغي لأوروبا أن «تجول ببصرها بعيداً عندما تجد إرهابيين من تنظيم «داعش» الإرهابي، وعصابات تهريب يأخذون استعدادهم في ليبيا التي تقع على مسافة مئات الكيلومترات القليلة من حدودها الجنوبية».
ورأى شتاينماير، أن التغلب الدائم على عصابات الإرهاب وجرائم التهريب، مرهونة بعودة ليبيا مرة أخرى لتكون دولة قادرة على التحرك. وأكد شتاينماير، أن بلاده بالتعاون مع شركائها في الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، تدعم حكومة الوحدة الجديدة في ليبيا، من أجل الاضطلاع بمسؤولياتها، وإعادة بناء هيكل الدولة.
من جانبه قال رئيس الوزراء الإيطالي، إن بلاده على استعداد لمد يد العون إلى ليبيا.
على صعيد آخر توعد قيادي في تنظيم «داعش» الإرهابي بمدينة سرت، بالحرب على حكومة الوفاق، واصفاً إياها ب«حكومة الصليبيين». وقال سكان من المدينة ل«بوابة الوسط»، إن المسؤول عما يُسمى «المحكمة الإسلامية» أطلق وعيده أول أمس خلال خطبة الجمعة من داخل أحد مساجد المدينة، قائلاً: «سيتم قريباً إشعال طرابلس المملوءة بالانغماسيين والمجاهدين».
المصدر: صحيفة الخليج