نددت الأمم المتحدة بإطلاق كوريا الشمالية صاروخا باليستيا فوق اليابان يوم الثلاثاء ووصفه بأنه تهديد “شائن” وطالب بيونجيانج بالكف عن إطلاق مزيد من الصواريخ والتخلي عن أسلحتها وبرامجها النووية لكنها أحجمت عن التهديد بفرض عقوبات جديدة على النظام المعزول.
وقالت كوريا الشمالية إن إطلاق الصاروخ الباليستي المتوسط المدى هواسونج-12 جاء لمواجهة التدريبات العسكرية المشتركة التي يجريها الجيشان الأمريكي والكوري الجنوبي ويمثل خطوة أولى في تحرك عسكري في المحيط الهادي “لاحتواء” منطقة جوام الأمريكية.
ونقلت الوكالة عن كيم قوله “التدريب الحالي لإطلاق صاروخ باليستي مثل حرب حقيقية وهو الخطوة الأولى من العملية العسكرية للجيش الشعبي الكوري في المحيط الهادي ومقدمة جادة لاحتواء جوام”.
والجيش الشعبي الكوري هو الجيش الكوري الشمالي.
وهددت كوريا الشمالية هذا الشهر بإطلاق أربعة صواريخ هواسونج-12 في البحر قرب منطقة جوام الأمريكية بعدما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن بيونجيانج ستواجه “النار والغضب” إذا هددت الولايات المتحدة.
وقال المجلس المكون من 15 دولة في بيان إن من “المهم للغاية” أن تتخذ كوريا الشمالية إجراءات فورية وملموسة لخفض التوتر وطالب جميع الدول بتنفيذ عقوبات الأمم المتحدة على بيونجيانج.
بيد أن البيان الذي صاغته الولايات المتحدة وجرت الموافقة عليه بالإجماع لا يهدد بفرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية. كما عبر المجلس عن “التزامه بحل سلمي ودبلوماسي وسياسي”.
ويقول دبلوماسيون إن الصين وروسيا اللتين تتمتعان بحق النقض (الفيتو) في المجلس تعتبران فقط أن إطلاق صاروخ طويل المدى أو سلاح نووي هو السبب لفرض مزيد من العقوبات الدولية.
وأبدى سفيرا الصين وروسيا في الأمم المتحدة معارضتهما لأي عقوبات أحادية على كوريا الشمالية وطالبا مجددا بوقف نشر منظومة دفاع صاروخي أمريكية في كوريا الجنوبية.
وقال السفير الياباني بالمنظمة الدولية كورو بيشو للصحفيين “آمل قطعا أن نتمكن من استصدار قرار قوي لمتابعة (ما جاء في)…هذا البيان”.
وكان مجلس الأمن فرض هذا الشهر بالإجماع عقوبات جديدة على كوريا الشمالية قد تقلص إيراداتها السنوية من الصادرات البالغة ثلاثة مليارات بمقدار الثلث وذلك بعد أن أطلقت صاروخين طويلي المدى في يوليو تموز.
* كل الخيارات مطروحة
كانت التجربة الصاروخية التي أجرتها بيونجيانج أمس لنفس الصاروخ هواسونج-12 الذي هدد كيم باستخدامه ضد جوام لكن مساره جاء مختلفا إذ مر فوق جزيرة هوكايدو في شمال اليابان قبل أن يسقط في البحر.
وقال ترامب، الذي تعهد بألا يسمح لبيونجيانج بتطوير صواريخ نووية يمكنها ضرب البر الرئيسي الأمريكي، إن العالم “تلقى رسالة كوريا الشمالية الأخيرة بوضوح شديد: أبدى هذا النظام احتقاره لجيرانه ولكل أعضاء مجلس الأمن وللحد الأدنى من معايير السلوك الدولي المقبول”.
وأضاف قائلا “ستزيد أساليب التهديد وزعزعة الاستقرار من عزلة النظام الكوري الشمالي في المنطقة وبين كل دول العالم. كل الخيارات مطروحة على الطاولة”.
وذكر مسؤول في إدارة ترامب أن الإدارة تعتزم تعيين المسؤول السابق بالبيت الأبيض فيكتور تشا سفيرا جديدا لدى كوريا الجنوبية.
وعمل تشا نائبا لرئيس الوفد الأمريكي في المحادثات المتعددة الأطراف مع كوريا الشمالية بشأن برنامجها النووي في عهد إدارة الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش.
وجاءت التجربة الصاروخية في وقت تجري فيه الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تدريبات عسكرية سنوية في شبه الجزيرة الكورية وهو ما أثار غضب بيونجيانج التي ترى التدريبات استعدادا لغزو.
وأجرت كوريا الشمالية عشرات التجارب على إطلاق صواريخ باليستية في عهد كيم كان أحدثها يوم السبت لكن إطلاق صواريخ فوق البر الرئيسي لليابان أمر نادر.
* الافتقار للتفاصيل
وافتقرت التقارير التي أوردتها وسائل الإعلام الكورية للشمالية عن الإطلاق للتفاخر المعتاد بالتقدم التكنولوجي.
وقطع الصاروخ مسافة 2700 كيلومتر قبل أن يسقط في البحر وهي مسافة أقصر كثيرا وعلى ارتفاع أقل من أي تجربة سابقة لنفس الصاروخ.
وتعهدت كوريا الشمالية بعدم التخلي عن برامجها للأسلحة وقالت إنها ضرورية لمواجهة العداء من الولايات المتحدة وحلفائها.
ولا تزال واشنطن في حالة حرب من الناحية الفنية مع بيونجيانج لأن الحرب التي دارت فيما بين عامي 1950 و 1953 انتهت بهدنة وليس معاهدة سلام. وساءت العلاقات العام الماضي عندما أجرت بيونجيانج تجربتي قنبلتين نوويتين.
المصدر: البيان