قدمت مجموعة مجلس التعاون الخليجي مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة المتصاعدة في اليمن، تمهيداً للتصويت عليه، اليوم الأربعاء. ويطالب نص مشروع القرار الذي عرض على المجلس مساء أمس الأول عبر الوفد الأردني الأطراف اليمنية بالالتزام بالمبادرة الخليجية، و«الحوثيين» بصفة خاصة بوقف جميع أعمال العنف والعمل على سحب ميليشياتهم المسلحة من جميع المناطق التي احتلوها وإعادة كل الأسلحة، التي استولوا عليها من المؤسسات الأمنية والحكومية بما في ذلك أنظمة الصواريخ وإطلاق سراح جميع المعتقلين والتوقف عن ممارسة الأعمال الاستفزازية لا سيما التي تهدد أمن الدول المجاورة. ويحذر مشروع القرار من أن عدم التزام الميليشيات بتنفيذ هذه المطالب سيدفع إلى فرض المجلس المزيد من العقوبات الدولية على المعرقلين للعملية الانتقالية في اليمن وبصفة خاصة قائد الحوثيين عبدالملك الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح.
جاء ذلك، في وقت قال نائب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: «إن الولايات المتحدة تعجل بإمدادات الأسلحة لتحالف عاصفة الحزم الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين المعارضين للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي»، وأضاف بعد محادثات في الرياض شملت ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وهادي «إن واشنطن كثفت عملية تبادل معلومات المخابرات مع التحالف وشكلت خلية تخطيط مشتركة للتنسيق في مركز العمليات السعودي». وتابع قائلاً : «إن السعودية تبعث برسالة قوية إلى الحوثيين، وحلفائهم بأنه لا يمكنهم السيطرة على اليمن بالقوة»، مشيرا إلى قيادة السعودية للحملة تهدف لمنع هؤلاء المتحالفين مع إيران من السيطرة على اليمن بأكمله. وداعياً في الوقت نفسه كل الأطراف السياسية إلى الالتزام بما وصفه بحل سياسي توافقي.
من جهته، قال رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف أمس إن باكستان وتركيا تبحثان عن حل سياسي للصراع في
اليمن، وتدعوان إيران إلى الانضمام لجهودهما، وأضاف خلال مناقشات في البرلمان لليوم لاثاني على التوالي بشأن الانضمام لـ«عاصفة الحزم» «يتعين على إيران المشاركة في المناقشات وتقييم ما إذا كانت سياستها صحيحة أم لا.. اليوم يعقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان محادثات مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، وأتوقع أن يبلغنا بشأنها اليوم الأربعاء»، مشيراً إلى أن تركيا قد ترسل وزير خارجيتها أو تبلغ باكستان بالنتيجة عبر الهاتف، والتي ستتزامن مع قيام وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بزيارة إلى إسلام آباد لبحث الأزمة.
ولفت شريف إلى أن بلاده ليست على عجلة من أمرها لاتخاذ قرار حول مشاركتها في التحالف، متوقعاً أن تسفر الجهود الدبلوماسية عن نتائج خلال الأيام المقبلة. في وقت قال عضو مجلس الشيوخ عن حزب الرابطة الإسلامية الحاكم في باكستان مشاهد حسين«إن السعودية لديها مخاوف أمنية مشروعة بشأن اليمن»، وأضاف: «اليمن بالنسبة للسعودية مثل أفغانستان بالنسبة لباكستان.. إنه جارها الأقرب.. نحن نريد استقراراً في أفغانستان، نريد القوة لأفغانستان.. إذا حدث أي شيء هناك فهو يؤثر علينا، وكذلك إذا حدث أي شيء في اليمن فهو يؤثر على السعودية، لذلك فإن للسعودية مخاوف أمنية مشروعة. وأعتقد أننا يجب أن نوصل إلى ظريف أنه أياً كان ما تفعله في العراق وسوريا فأنت لست في حاجة لإرسال رجال حزب الله إلى اليمن.. لا يتعين أن تتدخل في اليمن».
وفي طهران، قال أردوغان بعد المحادثات مع روحاني: «نحن نتفق على ضرورة إنهاء الحرب في اليمن، وأننا في حاجة إلى مساعدة هذه الدولة على إعادة تأسيس السلام والأمن، ونحتاج لوضع حد للقتل وسفك الدماء كجبهة متحدة». بينما قال روحاني: «إن بلاده وتركيا متفقتان على ضرورة وقف الحرب في اليمن ويشجعان التوصل إلى حل سياسي»، وأضاف: «تطرقنا إلى الأوضاع في العراق وسوريا وفلسطين، وكان لنا نقاش أطول حول اليمن.. نعتقد نحن الاثنان أنه من الضروري إنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن، والتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، ووقف هجمات التحالف».
وتابع قائلاً : «إن البلدين بمساعدة دول أخرى في المنطقة، يعملان لإقرار السلام والاستقرار وإقامة حكومة موسعة في اليمن، ونحن متوافقان على ضرورة وضع حد للحرب في كل المنطقة».
المصدر: عواصم (وكالات)