كاتب ومستشار قانوني إماراتي
سأروي لكم قصة حدثت مع «مُسَاعِدتنا المنزلية» وكادت أن تكون فيها ضحية عملية نصب واحتيال، لولا تدخلنا في الوقت المناسب، فقد تواصل معها أحد الأشخاص وادعى أنه من جنسيتها نفسها، وبعد مُدّة قصيرة من المحادثات، ادعى أنه يُريد الزواج بها رسمياً، وأنه ثري وسَيُرسل لها طَقمين من الذهب، مع 50 ألف دولار أميركي، وعقدا الاتفاق على ذلك.
وبعد مرور أيام عدة على هذا الاتفاق، أرسلت لها شركة شحن – وهمية طبعاً – رسالة نصية عبر تطبيق «واتس أب» وطلبت منها عنوانها الذي تسكن فيه، فأعطتها عنوان منزلنا، وبعدها طلبت الشركة منها مبلغ 500 دولار، لكي تُرسل لها الشحنة «المزعومة» المتضمنة مهرها النقدي و«ذهبها».
لَم تُصدم «العروس المحتملة» بهذا الطلب، ولكنها قالت للذي يُراسلها من الشركة كتابةً: «ليس لديّ هذا المبلغ، فقد تسلمتُ راتبي هذا الشهر، وحوّلته إلى بلدي لولدي»، إلا أن الطرف الآخر، كما روت لنا القصة، انقلب عليها وبدأ يهددها، وقال لها إنه سيبلّغ الشرطة، أو يُرسل لها أشخاصاً على العنوان الذي تُقيم فيه لضربها وحملها على السداد، فاضطرت مساعدتنا المنزلية إلى إبلاغ ابنتي الصغيرة لتساعدها على حل المشكلة، فقالت ابنتي لها سأخبر والدي بالموضوع، وبالفعل أبلغتني الصغيرة بذلك الأمر أمام والدتها وإخوتها، فناديت المساعدة المنزلية وقلت لها: اطمئني فإن المتصل هو محتال يحاول الاستيلاء على أي مبلغ منكِ مُقابل إغرائك بمبلغ أكبر، وخداعك بأحلام لن تتحقق، واحمدي الله أنكِ لم تُرسلي له مبلغ الشحن المطلوب.
وشرحتُ لها طريقة تعامل هؤلاء المحتالين مع أمثالِها، وأخبرتها بألا تخاف وأن تقوم بحظر رقم المتصل وتتجاهَله كلياً.. وانتهت الحكاية.
إلا أن جُلّ ما يهمني من كل ذلك هو موت قلوب أمثال هؤلاء المُحتالين الذين يستغلون حاجة الناس، فكيف لمثل هذا النصاب أن يحاول استغلال عاملة تنتظر راتبها بفارغ الصبر آخر كل شهر حتى ترسله إلى أهلها وابنها؟ كيف يوافقه ضميره على أن يقتطع لقمة عائلة كاملة ستعيش على هذا المبلغ لمدة شهر كامل، ويستولي هو عليه غير آبهٍ بالتبعات وهو غير عاجز عن كسب رزقه بيده بطريقة شريفة؟ يا هل تُرى كم من الأشخاص وقعوا ضحايا عمليات نصب واحتيال من هذا النوع؟
احذروا أمثال هؤلاء المحتالين الذين يحاولون دغدغة أحلام بعض الفئات لإيقاعهم بفخاخ أحلام لن تتحقق، من أجل سرقة أموالهم دون أن يرف لهم جفن، ولا يهتزّ لهم ضمير!
المصدر: الامارات اليوم