طوّر مكتب نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، والإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، أول تطبيق من نوعه في العالم، عبارة عن محفظة ذكية تضم جميع بيانات المسافر، سواء جواز السفر أو بطاقة الهوية وبطاقة العبور الإلكترونية، تتيح للمسافر العبور من البوابات الذكية بمجرد تمرير الهاتف على البوابة، من دون الحاجة إلى إخراج أي من وثائقه، ما يختزل ثلاثة إجراءات في خطوة واحدة، مدتها تصل إلى تسع ثوانٍ فقط، ويختصر 70% من زمن العبور.
لم يعد المسافر بحاجة إلى الوثائق
قال نائب الرئيس لخدمات المبنى في «طيران الإمارات»، سامي عقيلان، إن المسافر لم يعد بحاجة إلى حمل جواز سفره أو أي من وثائقه في يده، بما فيها تصريح الإقلاع «بوردينغ باس»، لأن جميع بياناته المسجلة بـ«طيران الإمارات»، التي تشمل الاسم ورقم المقعد والرحلة، مرتبطة مباشرة بالمحفظة الذكية، لافتاً إلى أن هذا يقلص الإجراءات التي يلزمه اتخاذها، ويختصر الفترة الزمنية التي يحتاج إليها للعبور عبر البوابات.
ودشن نائب رئيس الشرطة والأمن العام، الفريق ضاحي خلفان تميم، ومدير الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، اللواء محمد أحمد المري، المرحلة التجريبية الأولى من المشروع، مساء أول من أمس، في المبنى رقم (3) لمطار دبي الدولي، بالتعاون مع «طيران الإمارات».
وقال الفريق ضاحي خلفان تميم لـ«الإمارات اليوم» إن محفظة الإمارات الذكية تسهل على المسافر، إذ تقلص نقاط المرور للتدقيق، وتحمي مستنداته ووثائقه التي ربما يضيعها بسبب ارتباك وتوتر السفر، لافتاً إلى أنه لن يحتاج إلا إلى تمرير الهاتف على بوابة الإمارات الذكية، لتظهر جميع بياناته ويبصم ويغادر بكل سلاسة.
وأضاف أن المرحلة الأولى لمشروع المحفظة الذكية تطبق في مطارات دبي، لكن يجري العمل على مرحلة أخرى أكثر شمولاً تتضمن ربط بيانات المقيمين والمواطنين في جميع الدوائر الحكومية بالمحفظة، بحيث لا يحتاج إلى إبراز مستندات أو وثائق حين يتقدم لإنهاء معاملة ما، ويكتفي فقط بتمرير «الباركود» الموجود في الهاتف على جهاز في الدائرة لتظهر كل بياناته وينهي معاملته خلال ثوانٍ.
وأشار إلى أن التطبيق خضع لتدقيق محكم قبل تدشينه، لضمان عدم وجود أي ثغرات أمنية، وأكد القائمون عليه استحالة محاولة اختراقه أو إساءة استغلاله، معتبراً أنه يمثل نقلة جيدة في إطار التسهيل على المسافرين عبر مطارات دبي، ما يعزز سمعتها العالمية واجهةً للإمارة.
من جهته، قال مساعد المدير العام لشؤون المنافذ بـ«الإقامة وشؤون الأجانب»، العميد طلال أحمد الشنقيطي، لـ«الإمارات اليوم» إن أي مسافر كان يلتزم بخطوات محددة أثناء السفر تفرض عليه الاستخدام اليدوي لجواز السفر أو بطاقة الهوية أو البطاقة الذكية «إي غيت»، لافتاً إلى أن محفظة الإمارات تختزل كل هذه الخطوات في خطوة واحدة، تقتصر على تمرير الهاتف عبر البوابات الذكية في المطار، واستخدام البصمة والعبور في فترة زمنية تراوح بين تسع و12 ثانية فقط.
وأضاف أن المغادرين والقادمين من مواطنين ومقيمين يمثلون 55% من مستخدمي مطارات دبي، وهذه نسبة كبيرة بالنظر إلى إجمالي المستخدمين، لافتاً إلى أن المحفظة الذكية ستخفف كثيراً من الضغط على بوابات التدقيق العادية، وتقلص الزمن المستغرق في العبور، سواء أثناء المغادرة أو القدوم، بنسبة تصل إلى 70%.
وأشار إلى أن المرحلة الأولى للمشروع تطبق في المبنى رقم (3) بمطار دبي، بالتعاون مع «طيران الإمارات»، وستمتد لتشمل جميع البوابات في المباني الأخرى بعد الربط مع شركات الطيران المختلفة، لتنطلق بعدها مرحلة أخرى أكثر مرونة تتيح استخدام المحفظة الذكية في جميع الدوائر الحكومية.
من جهته، قال مساعد مستشار نائب رئيس الشرطة والأمن العام، العقيد مهندس وليد المناعي، إن التطبيق هو الأول من نوعه في العالم، وطرحت الفكرة من مكتب نائب رئيس الشرطة والأمن العام على مدير الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، اللواء محمد أحمد المري، ليشكل فريق عمل ضم الجانبين بالإضافة إلى «طيران الإمارات».
وأضاف أن العمل مع الشركة المطورة للتطبيق استغرق جهداً ووقتاً طويلاً حتى تم الانتهاء من ربط المحفظة الذكية بالبيانات المسجلة في نظام «الإقامة وشؤون الأجانب»، مع توفير الضمانات الكافية لسد أي ثغرات أمنية وحماية بيانات المستخدمين.
وأوضح أن الجانب الأمني في التطبيق يرتكز على عدم تخزين أي بيانات في الهاتف ذاته، فإذا تعرض للسرقة أو التلف لا تتأثر تلك البيانات، إذ تُستدعى من نظام الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، حال تمرير «الباركود» الموجود في التطبيق على البوابة الذكية فقط.
وأشار إلى أن من الضروري أن يعي المستخدمون كذلك أن رقم الهاتف الذي يتم تحميل التطبيق عليه، يجب أن يكون هو نفسه الرقم المسجل في بياناته لدى الهيئة الوطنية للهوية، وإلا لن يتم تفعيله، مشيراً إلى أن هذا يعزز الجانب الأمني في التطبيق. وشرح المناعي أن المسافر، وفق الإجراءات الراهنة، يلزمه إنهاء إجراءات التسجيل في الرحلة ثم التوجه إلى البوابة الذكية، أو البوابات الأخرى، لإخراج جوازه أو تصريح المرور «بوردينغ باس» ليسمح له بالعبور، لافتاً إلى أن المحفظة تختزل كل هذا الجهد لأن النظام يتصل مباشرة بقاعدة البيانات المختصة بحجوزات المسافرين، ويحدد ما إذا كان لدى المسافر حجز سابق من عدمه، وفي حالة وجود الحجز كل ما يجب عليه المفاضلة بين اختيارات واضحة إما تمرير باركود جواز السفر، أو بطاقة الإقامة، أو البطاقة الذكية، أو تصريح العبور، لتفتح له البوابة مباشرة.
المصدر: الإمارات اليوم