تكشفت مؤامرات تنظيم الحمدين على دول المنطقة في الداخل القطري، وهو ما خلق حالة من التذمر في أوساط القطريين، بسبب ما يقوم به هذا التنظيم المتحالف مع جماعة الإخوان الإرهابية من زعزعة لاستقرار الدول وبث القلاقل داخلها، وهو ما أقره قادة سابقون في التنظيم الإخواني أنفسهم والذي لا يدع أي مجال للشك في أن تنظيم الحمدين أدى دوراً رائداً في مجال الإرهاب والاغتيالات، وضرب أمن دول المنطقة، ضارباً بكل المواثيق ومبادئ حسن الجوار عرض الحائط، بعد ان حول قطر إلى عاصمة التآمر الإخواني، وموظفاً جهاز المخابرات القطري لخدمة التنظيم الدولي للإخوان.
وبدأت ألاعيب قطر تتكشف من داخل أهل بيتهم، بدعمها للإرهاب وبخاصة التنظيم السري للإخوان، الذي حظي بأكبر دعم مالي وسياسي من قطر، على لسان أحد قادة التنظيم السري للإخوان، حتى سقط تنظيم الحمدين في أعين القطريين الذين يعيشون حالة خوف على مستقبل بلادهم، في ظل وجوده على سدة الحكم في الدوحة.
وأكد خبراء ومحللون وباحثون تونسيون أن التصريحات التي أدلى بها القيادي السابق بالتنظيم السري للإخوان في دولة الإمارات العربية المتحدة عبدالرحمن خليفة بن صبيح السويدي، كشفت عن طبيعة التآمر القطري الإخواني المزدوج على الدولة وعلى الوطن العربي عموماً، مؤكدين أنه لا يوجد بلد عربي لم يكتوِ بنار الغدر التي يشعلها حكام الدوحة منذ أن جعلوا من بلادهم مركزاً لمخططات التنظيم العالمي للإخوان الجهنمية.
اعترافات صادمة
وقال النائب البرلماني عبدالرؤوف الماي إن الاعترافات المعروضة على شاشات التلفزيون كانت صادمة، حيث قدمت تفاصيل كاملة عن دعم «تنظيم الحمدين» لـ«التنظيم السري» للإخوان في الإمارات سواء من خلال التدريب أو التمويل أو التأطير أو ربط العلاقات مع وسائل الإعلام والمنظمات الدولية، وذلك من حيث توفير جوازات سفر للإرهابيين لتمكينهم من السفر إلى دول عدة، في إطار نشاطهم المشبوه وتحركاتهم التي حاولوا أن يلفوها بالسرية المطلقة.
وأبرز سفير تونس الأسبق في الألكسو المازري الحداد أن اعترافات السويدي أكدت أن المخطط التخريبي القطري الإخواني يستهدف الجميع، ولا يستثني أية دولة عربية، وهو ما أثبتته الإمارات بالأدلة والبراهين عندما بثت في أكثر من مناسبة اعترافات تفضح الخيانة القطرية وجرائم حكام الدوحة في حق العرب والإنسان حيثما كان.
وبحسب المحلل السياسي عز الدين بن محمود، فإن الاعترافات تعتبر مفاجأة مدوية أدرك من خلالها المراقبون أن قطر تحولت منذ مدة طويلة إلى عاصمة التآمر الإخواني، وأن جهاز المخابرات القطري يخضع بالكامل للتنظيم الدولي للإخوان، وهو ينفذ أجنداته تحت غطاء سياسي توفره القيادة القطرية الخاضعة بدورها لإملاءات شيخ الفتنة المدعو يوسف القرضاوي.
مخطط شيطاني
من جهته، يرى المحلل السياسي منذر ثابت أن اعترافات القيادي السابق بالتنظيم السري للإخوان أكدت أن الخلاف مع قطر ونظامها ليس خلافاً عابراً، وإنما هو صراع من أجل حماية المصير لدول تواجه مخططاً شيطانياً يتحرك تحت مسميات شتى، منها ما هو سياسي وديني واجتماعي وإعلامي وخيري وإنساني.
أدلة دامغة
ومن الأراضي المحتلة، يرى محللون فلسطينيون أن هناك أدلة دامغة تثبت تمويل قطر للارهاب على مدار سنوات ، وتُكذب دفاع قطر عن نفسها، وأيضاً باحتوائها أحد أكبر رؤساء التنظيم السري للإخوان متمثلة في القرضاوي.
ويقول المحلل السياسي كمال الرواغ إن كل الدلة أثبتت احتواء قطر للإرهاب، ومن الطبيعي أن يكون الإرهاب في المنطقة العربية منوطاً بقطر وتمويلها لهم، ودفعها لتخريب المنطقة العربية.
من جهته، يقول الخبير في القانون الدولي د. عبد الكريم شبير إنه لا يجوز تمويل أي جماعات تستخدم لإدارة تقسيم الوطن العربي وإحداث الفوضى بين الدول العربية، معتبراً ذلك جريمة إرهاب لا بد من معاقبة كل من يقوم بدعم أو تقديم أموال لهذه الجماعات، لأن هذه الجماعات خارجة عن القانون، ولا بد من معاقبتها.
وفي السياق، قال المحلل السياسي د. إبراهيم أبراش إن العلاقة بين قطر والإخوان لم تكن خفية على أحد، وإن قيادة قطر كانت تعلن ذلك وتستضيف عناصر هذه الجماعة.
وفي الوقت ذاته، كانت قطر تسخّر قناة الجزيرة لخدمة هذه الجماعات، ولا تنفي ولا تنكر هذا الأمر، وربما الدول الداعية لمكافحة الإرهاب أخذت قرارها، لأنها تأكدت أن قطر مستمرة في دعم الجماعات، وأن هناك علاقة عضوية قوية بين قطر والإخوان.
إدانة واضحة
أما المحلل السياسي أكرم عطالله، فأكد أن الجميع يعرف مدى العلاقة بين قطر والإخوان، وأن قطر تقف خلف كل أنشطة هذه الجماعة، وأن قناة الجزيرة وحدها كانت تدلل على أنها تدعمها، ولكن هذا الاعتراف الآن سيشكّل إدانة واضحة تخرج من حالة التكهنات إلى حالة الدليل على دور قطر في دعم الإخوان والمجموعات السرية والإرهابية غير الإخوان.
المصدر: البيان