أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن صحة مواطنينا لا تقاس بكُلفة، وأن العلاج أينما وجد فهو حق لهم، مضيفاً سموه أن دولة الإمارات اليوم، حكومة وشعباً، هي فريق عمل واحد، تستفيد الحكومة من أفكار الشعب، ويسهم الجميع في تطوير الخدمات، ويعمل الجميع وفق رؤية موحدة لقائد هذا الفريق صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، للوصول بدولة الإمارات للمراتب الأولى في كل المجالات، وقدم الشكر لكل من ساهم في إنجاح العصف الذهني الإماراتي، الذي وصل مجموع أفكاره إلى 82 ألف فكرة خلال أقل من أسبوع، وقال سموه «التحدي الآن هو في التنفيذ».
وأضاف سموه أن سر نجاحنا هو فريق العمل المتجانس المتفاهم، وشعبنا المتفاعل والإيجابي والمبدع، ورؤيتنا المتجددة، وقائدنا الشيخ خليفة الذي يدعمنا باستمرار، وشكر سموه شعب الإمارات على أفكاره التي أسهمت في إنجاح الخلوة، وشكر أيضاً المشاركات والأفكار التي جاءت من مشاركين من دول شقيقة، والتي تم الأخذ ببعضها.
وناقشت الخلوة الوزارية، في جزيرة صير بني ياس، أمس، رفع مستوى الأطباء، وتطوير إجراءات الوقاية من الأمراض، واعتمدت مجموعة من المبادرات لتطوير الخدمات في القطاع الطبي، بناء على ما ورد من أفكار الجمهور، وتمت الموافقة على إطلاق برنامج للرعاية الصحية المتنقلة لإيصال الخدمات للجمهور في مناطقهم، خصوصاً البعيدة، وتوفير الرعاية، خصوصاً لكبار السن، ووضع كادر وظيفي متخصص للعاملين في القطاع الطبي الحكومي، وتطوير مسارات وظيفية لهم بما يعزز جاذبية المهن الطبية، وإطلاق برنامج لتقييم المستشفيات والعيادات الصحية، من حيث أوقات الانتظار، مستوى الرضا، معدل أيام الإقامة، نسبة نجاح العمليات، ونشر هذه التقارير، وإنشاء سجل وطني موحد لحالات السرطان في الدولة بهدف تعزيز الرقابة والوقاية منها.
واعتمد برنامجاً للفحص الوطني الشامل في الدولة لكل مواطن بهدف تعزيز الوقاية من الأمراض، وتوحيد معايير اعتماد الأطباء واختصاصيي الرعاية الطبية على مستوى الدولة، ووضع معايير وطنية موحدة لكل المستشفيات لتوحيد جودة الخدمات الصحية على مستوى الدولة، وإطلاق برنامج الفحص المبكر للسرطان، بهدف اكتشاف المرض وعلاجه في مراحله المبكرة، واعتماد حزمة من الإجراءات لمكافحة السمنة وتشجيع أساليب الحياة الصحية (كتحديد حجم المشروبات الغازية، فرض قيود على الإعلانات التجارية للأطعمة غير الصحية، عرض السعرات الحرارية للأطعمة.. وغيرها).
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خلال كلمة له في نهاية الخلوة الوزارية، إن «أول خلوة كانت في 2007 في قاعة صغيرة في باب الشمس، كانت الحكومة في بدايتها، وكانت التحديات التي أمامنا كبيرة، وكان أيضاً البعض يشكك في نجاحنا، واليوم نقف مع بعض في هذه الخلوة بعد ست سنوات فقط، وقد حققنا الكثير معكم كفريق عمل ومع آلاف فرق العمل الأخرى في الحكومة».
وأضاف سموه، في اليوم الثاني من الخلوة الوزارية التي تم تخصيصها لمناقشة الأفكار التي وردت لتطوير القطاع الطبي في الدولة، أن صحة مواطنينا لا تقاس بكلفة، وأن العلاج أينما وجد فهو حق لهم، منوهاً سموه بأن دعم صاحب السمو الشيخ خليفة للقطاع الطبي هو دعم مباشر، ويتابعه بنفسه سواء عن طريق إنشاء المستشفيات أو توفير الخدمات العلاجية المتخصصة داخل الدولة وخارجها لكل محتاج.
وقال سموه، خلال ترؤسه لمجريات اليوم الثاني من الخلوة الوزارية، أمس، إن «أبواب الحكومة ستظل مفتوحة 365 يوماً في السنة لكل أفكار الجمهور وملاحظاتهم واقتراحاتهم، وعقول وقلوب المسؤولين كذلك»، موضحاً سموه أن «الحكومة استفادت من آلاف الأفكار التي وردت عبر العصف الذهني الإماراتي والمسؤولية تحتم علينا جميعاً الإسراع في مسيرة التطوير».
وأضاف سموه أن «كل يوم يمر على الحكومة سيكون أفضل من الذي سبقه، لأن الإبداع والأفكار الجديدة لن يتوقفان سواء من المواطنين أو الموظفين أو المتخصصين، وهذا هو أحد مبادئ عملنا الحكومي»، موضحاً سموه أن الحكومة حققت خلال السنوات القليلة الماضية الكثير من القفزات في العديد من المجالات، متابعاً سموه أن تقديم خدمات طبية افضل هو عمل مشترك بين الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية والقطاع الخاص.
وبدأت فعاليات «مختبر الإبداع الحكومي»، حيث تم تقسيم جميع الحضور من وزراء ومتخصصين ومشاركين من أهل الميدان من أطباء وممرضين وإداريين، إلى خمس مجموعات رئيسة، قامت كل مجموعة بمناقشة محور من محاور التطوير، التي تم تحديدها مسبقاً بناء على ما ورد من أفكار في العصف الذهني الإماراتي، حيث تمت مناقشة التحديات الموجودة في كل محور، بالإضافة إلى الأفكار الواردة لتطوير كل محور على حدة.
وشارك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم جميع المجموعات نقاشاتهم وأفكارهم، كما طرح بعض التساؤلات خلال تنقله بين المجموعات المختلفة.
وتم أثناء جلسات «مختبر الإبداع الحكومي» عرض مجموعات من الفيديو لمشاركات وآراء الجمهور حول التحديات التي تواجه القطاع الطبي، بالإضافة إلى الأفكار المقترحة للتطوير، وكان أمام كل مجموعة وزارية شاشة مخصصة تم استخدامها لعرض مشاركات الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأفكارهم التطويرية حول كل محور، بالإضافة إلى ذلك تم تسليم المجموعات الوزارية ملفات تحوي أهم مقترحات الجمهور الواردة خلال أربعة أيام من العصف الذهني الإماراتي، لاستخلاص ومناقشة أهم الأفكار التي يمكن اعتمادها.
وبعد جلسات عدة للمجموعات الوزارية تم عقد اجتماع موحد لكل المجموعات لاستعراض أهم الحلول والمبادرات، وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في نهاية اليوم الثاني للخلوة الوزارية، أن الخلوة حققت أحد أهم أهدافها الرئيسة، وهو استخلاص الأفكار والمبادرات والاتفاق عليها، ليس بين أعضاء مجلس الوزراء فقط لكن أيضاً مع المختصين وأهل الميدان، ومع شعب الإمارات الذي كان الشريك الأكبر فيها، وأن المرحلة المقبلة هي مرحلة عمل وتنفيذ ومتابعة، مشدداً سموه على أهمية الاستمرار في استقبال آراء ومقترحات الجمهور بشكل مستمر طوال العام لضمان استمرارية مسيرة التطوير في كل الخدمات التي تقدمها الحكومة.
مجموعات وزارية
ترأس الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، المجموعة الأولى المخصصة لتطوير جودة الخدمات الصحية التي يتم تقديمها في القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى خدمات الرعاية الصحية الأولية، أما المجموعة الثانية المخصصة للأفكار الخاصة برفع كفاءة الكوادر الطبية وتطوير مهاراتهم وزيادة الجاذبية المهنية للتخصصات الطبية المختلفة، فترأسها سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وترأس المجموعة الثالثة المخصصة لمناقشة الأفكار الواردة في مجال تطوير الخدمات الطبية التخصصية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية.
أما المجموعة الرابعة فترأسها سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وزير المالية، وهي المجموعة المسؤولة عن الأفكار الواردة في مجال تغيير الأنماط الصحية المنتشرة حالياً، وما يترتب عليها من السمنة وأمراض السكري والقلب، وكيفية الوقاية منها وتخفيض نسبها الحالية.
الخلوة الوزارية تطلق مبادرات صحية
تم الإعلان، أمس، عن مجموعة من المبادرات الصحية التي اعتمدها مجلس الوزراء في خلوته الاستثنائية في جزيرة صير بني ياس، وهي:
• الموافقة على إطلاق برنامج للرعاية الصحية المتنقلة، لإيصال الخدمات للجمهور في مناطقهم، خصوصاً البعيدة، وتوفير خدمات الرعاية الصحية الأولية لهم، خصوصاً لكبار السن.
• إطلاق برنامج لتقييم المستشفيات والعيادات الصحية، من حيث أوقات الانتظار، مستوى الرضا، معدل أيام الإقامة، نسبة نجاح العمليات، ونشر هذه التقارير
• اعتماد برنامج للفحص الوطني الدوري الشامل في الدولة لكل مواطن بهدف تعزيز الوقاية من الأمراض.
• وضع كادر وظيفي متخصص للعاملين في القطاع الطبي الحكومي، وتطوير مسارات وظيفية، لهم بما يعزز جاذبية المهن الطبية.
• توحيد معايير اعتماد الأطباء واختصاصيي الرعاية الطبية على مستوى الدولة.
• وضع معايير وطنية موحدة لكل المستشفيات لتوحيد جودة الخدمات الصحية على مستوى الدولة.
• إطلاق برنامج الفحص المبكر للسرطان، بهدف اكتشاف المرض وعلاجه في مراحله المبكرة.
• الموافقة على إنشاء قاعدة بيانات وطنية لكل السجلات الطبية بهدف التسهيل على انتقال المرضى بين المستشفيات الحكومية والخاصة.
• اعتماد حزمة من الإجراءات لمكافحة السمنة وتشجيع أساليب الحياة الصحية (مثل تحديد حجم المشروبات الغازية، فرض قيود على الإعلانات التجارية للأطعمة غير الصحية، عرض السعرات الحرارية للأطعمة.. وغيرها)
• وضع استراتيجية لإنشاء مراكز للأبحاث والتطوير في القطاع الطبي بالتعاون مع الجهات الأكاديمية في الدولة.
• إنشاء سجل وطني موحد لحالات السرطان في الدولة بهدف تعزيز الرقابة والوقاية منها.
• إطلاق البورد الإماراتي ليكون مرجعاً إقليمياً لجميع التخصصات الطبية.
• إطلاق مركز تدريبي متخصص بمعايير عالمية بهدف التدريب المستمر للعاملين في القطاع الطبي.
• تعزيز جاذبية مهنة التمريض ووضع برنامج لاستقطاب المواطنين لهذا التخصص.
• إطلاق برنامج متكامل لتعزيز الوعي بأنماط الحياة الصحية في المجتمع بهدف تعزيز الوقاية من الأمراض.
• وضع وتطبيق معايير موحدة للغذاء الصحي في كل المدارس الحكومية والخاصة.