محمد بن راشد: الإمارات حاضنة الابتكار وتكنولوجيا المستقبل

أخبار

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أن دولة الإمارات أصبحت اليوم إحدى أهم حاضنات الابتكار وتكنولوجيا المستقبل في العالم، من خلال مبادراتها وخطواتها الثابتة باتجاه صناعة المستقبل وخلق نموذج عالمي يمكن الاحتذاء به في جميع القطاعات.

وقال سموه: «تعودنا على التنفيذ عند التخطيط، ونؤمن بالعمل بعيداً عن التنظير، فتغيرات العالم المتسارعة تحتّم علينا سرعة الحركة، والتاريخ لا يحفر في ذاكرته الخطط بقدر ما يحفر الإنجازات على أرض الواقع».

جاءت تصريحات سموه خلال افتتاحه أمس «مكتب المستقبل» أول مبنى مطبوع ومعدّ للاستخدام بتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد على مستوى العالم، الذي يشكل المبنى المؤقت لمؤسسة دبي للمستقبل، ويقع في حرم أبراج الإمارات في دبي، بحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وسموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، وسمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم.

وأضاف سموه: «نعلن اليوم عن افتتاح أول مكتب مطبوع بتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد في العالم، بعد أقل من شهر من إطلاق استراتيجية دبي للطباعة الثلاثية الأبعاد، ليشكل نموذجاً عصرياً في تصميمه، وتجربة نوثقها للعالم في كيفية تطبيق تكنولوجيا المستقبل، وتوظيفها في حياتنا. كما أنه يشكل إنجازاً جديداً يضاف إلى سجل إنجازات دولة الإمارات في تحقيق الأسبقية العالمية، ضمن قطاعات استراتيجية وذات أهمية عالمياً».

وقال سموّه: «ننظر إلــى هذا الـمشروع كــدراسة حــالة تستفــيد منـــها الجهات التنظيميــة والشركات المطوّرة ومراكز البحث والتطوير إقليمياً وعـالمياً، فـي كيفية تطبيق تكنولوجيا الطباعة الثلاثية الأبعاد على أرض الواقع، ووجهنا اليوم بتوثيق هذه التجربة والبناء عليها، والاستفادة من أهم الدروس منها، لتكون مرجعية ندفع من خلالها تكنولوجيا الطباعة الثلاثية الأبعاد إلى مستويات جديدة من النضوج».

وشدد سموّه على أن الطباعة الثلاثية الأبعاد بمزاياها التنافسية والمرتبطة بالتكلفة المنخفضة وإمكانية سرعة الإنجاز، ستكون ضمن أهم محاور الاقتصاد المستدام في دولة الإمارات، حيث إن هذه التقنية تؤسس لمرحلة جديدة في التعامل مع متطلبات مدن المستقبل وفي جميع القطاعات.

وقال سموه على «تويتر»: «المكتب مثال لما يمكن أن تنجزه تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد من توفير للوقت والكلفة في البناء.. ونموذج نقدمه لكافة المهتمين والمتخصصين، ولدينا استراتيجية طويلة المدى للطباعة ثلاثية الأبعاد، وبحلول 2030 ستتم طباعة 25% من مباني دبي باستخدام هذه التقنية».

حضر الافتتاح، محمد القرقاوي، نائب رئيس مجلس الأمناء، العضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل، وعبيد الطاير، وزير الدولة للشؤون المالية، وخليفة سعيد سليمان، المدير العام لدائرة التشريفات والضيافة في دبي، وسيف العليلي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل.

ويعدّ المبنى الأول من نوعه على مستوى العالم، من ناحية كونه معداً للاستخدام العملي، حيث روعي التكامل بين تصميم المبنى وطباعته من جهة، وتوفير الخدمات الرئيسية ضمن المبنى، مثل الكهرباء والمياه والاتصالات والتكييف من جهة أخرى.

وتصل مساحة المكتب إلى 250 متراً مربعاً، ويعكس تصميمه الخارجي أحدث الأشكال المبتكرة لبيئة العمل المستقبلية. وروعي عند التصميم الابتعاد عن الشكل التقليدي في بيئات العمل، لتوفير فرص أكبر للتحفيز على الابتكار والتواصل بين فرق العمل، وفسح المجال للعمل المشترك مع شبكات الخبراء والمبتكرين في العالم، واستلهام الأفكار وتطوير العلاقات بين الموظفين والتأسيس لأساليب جديدة في جلسات العصف الذهني، عبر توفير بيئة عمل صحية وسعيدة.

كما يوفر التصميم بيئات عمل متنوعة؛ لتلبية جميع الاحتياجات، بما يوفر من فرص للالتقاء التفاعلي بين موظفي المؤسسة، فضلاً عن توفير مساحات لإقامة المعارض وورش العمل، حتى يتمكن أعضاء المؤسسة وشركاؤها، من عقد اجتماعاتهم وإقامة الفعاليات المتنوعة.

واستُخدم مزيج من الأسمنت ومجموعة من المواد الخاصة التي صُمّمت بين دولة الإمارات والولايات المتحدة، وخضعت لمجموعة من الاختبارات في كل من الصين والمملكة المتحدة، لضمان اعتماديتها. فيما اعتُمدت تصاميم قوسية، مراعاة لإجراءات السلامة وضماناً لقوة هيكل المبنى.

ويتميّز البناء بنظام عزل مبتكر يساعد على تخفيف استهلاك الطاقة. كما توجد مظلات فوق النوافذ تضفي جمالاً على التصميم، وتوفر حماية للمبنى من التعرض المباشر لأشعة الشمس، بما يقلل من استهلاك الطاقة، كما يوفر المبنى أحدث التقنيات لإدارة نظم المعلومات، حيث يقدم حلولاً متكاملة لاسلكية للإنترنت.

واستُخدمت طابعة بارتفاع 20 قدماً، وطول 120 قدماً، وعرض 40 قدماً. كما استُخدمت ذراعة آلية «روبوت»، لتنفيذ عمليات الطباعة.

وفيما يخصّ الأيدي العاملة، تطلبت عملية الطباعة عاملاً واحداً لمراقبة سير عمل الطابعة، فضلاً عن فريق عمل مكون من 7 أشخاص، لتركيب مكونات المبنى في الموقع.

كما قام فريق مكون من 10 كهربائيين ومتخصصين بتنفيذ أعمال الهندسة الميكانيكية والكهربائية؛ وتالياً فقد وفر المبنى أكثر من 50% من تكلفة الأيدي العاملة، مقارنة بالمباني التقليدية ذات مساحة البناء المماثلة.

ولتنفيذ المشروع وإدارته، أسّس مركز معلومات، لبناء قاعدة بيانات وتوثيق مراحل المشروع وضمان الاستفادة من هذه المعلومات في تنفيذ مشاريع مستقبلية قائمة على هذه التكنولوجيا.

كما استُخدمت مجموعة من الحواسيب المتطورة لضمان التحكم بالجودة وتوفير عمليات الطباعة وتسهيلها، وتكوين قواعد أكثر فعالية وإنتاجية تلائم المتطلبات المختلفة للمشاريع.

واستغرق البناء الكلي 17 يوماً فقط للطباعة، بعد اعتماد التصاميم الداخلية والخارجية وتم تركيبه في الموقع خلال يومين، ليكون بالتالي أسرع من أساليب البناء التقليدي لمكاتب الفئة الأولى في هذا المشروع المبتكر. (وام)

المصدر: الخليج