قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إن الإيجابية أصبحت جزءا من هويتنا، وإن شباب الإمارات هم الأكثر تفاؤلا بالمستقبل، مؤكداً إيمانه بأن الشباب العربي لديه طاقات إيجابية عظيمة يمكن أن تغير مستقبل المنطقة.
وأشار في تغريدات لسموه على «تويتر» أمس إلى أنه اطلع على نتائج استطلاع رأي الشباب العربي الذي أجرته شركتي «أصداء بيرسون – مارستيلر وشوين آند بيرلاند» العالميتين وشمل 16 بلدا عربيا، وجاء فيه أن شباب الإمارات هم الأكثر تفاؤلا بالمستقبل.
وأضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «أسعدني في الاستطلاع أن الشباب العربي تزداد لديهم روح ريادة الأعمال حيث عبر 67% أن جيلهم لديه فرصة أكبر من الجيل السابق في إطلاق مشاريع خاصة.. وعندما سئل الشباب العربي في الاستطلاع عن البلد الذي يفضلون العيش فيه جاءت الإمارات أولاً».
وذكر سموه في تغريدته: «سئل الشباب العربي عن البلد الذي تتمنى أن تحذو بلدك حذوها في النمو والتطور جاءت الإمارات أولا تلتها الولايات المتحدة ثم فرنسا.. لا أذكر هذه النتائج تفاخرا.. بل ما زلنا في بداية الطريق».
وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة قد تبوأت أمس ــ وللسنة الثالثة على التوالي ــ مرتبة الصدارة لدى الشباب العربي كوجهة يفضلون العيش فيها، ويرغبون لبلادهم أن تحذو حذوها كنموذج للنمو والتطور.
جاءت هذه النتائج في «استطلاع شركة أصداء بيرسون ــ مارستيلر السنوي السادس لرأي الشباب العربي» الذي صدر أمس، وأجرته شركة الاستطلاعات العالمية «بين شوين آند بيرلاند» بمشاركة 3,500 من الشبان والشابات العرب الذين ينتمون للفئة العمرية بين 18 ــ 24 عاماً في 16 بلداً بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وعندما طلب إليهم تسمية البلد الذي يفضلون العيش فيه أكثر من غيره في العالم، وقع اختيار الشباب العربي مجدداً على الإمارات التي تقدمت على 20 بلداً، بما فيها الولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا.
وأعرب 2 من أصل كل 5 أشخاص (39%) عن تفضيلهم العيش في الإمارات، وذلك مقارنةً مع 31% في عام 2012 – وهو ما يمثل تقريباً ضعف نسبة المشاركين الذين اختاروا الولايات المتحدة الأميركية (21%)، فيما جاءت المملكة العربية السعودية في المرتبة الثالثة (14%) متفوقةً على كل من فرنسا (13%) وقطر (13%). وعلى نحو مماثل، وعندما سئل المشاركون عن الدولة التي يرغبون لبلدهم أن تحذو حذوها كنموذج للنمو والتطور، حافظت دولة الإمارات العربية المتحدة مجدداً على المرتبة الأولى للسنة الثالثة على التوالي بمعدل اثنين من أصل كل 5 مشاركين (39%)- مقارنةً مع 30% في عام 2013 – تليها الولايات المتحدة الأميركية (25%)، وفرنسا (14%)، وتركيا (10%) والصين (7%).
وقال جوزيف غصوب، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة «ميناكوم»، الشركة الإقليمية الأم لـ«أصداء بيرسون مارستيلر»: «اعتمدت القيادة الإماراتية رؤية حكيمة ركزت فيها على التنويع الاقتصادي، وإصلاح سياسات السوق الحرة، والابتكار التكنولوجي، والاستثمار في رأس المال البشري، الأمر الذي لاقى صدى واسعاً في شتى أنحاء العالم وخصوصاً لدى الشباب العربي.
وأضاف: «تشد هذه الثقة من أزر حكومة الإمارات لمواصلة توفير البيئة الأفضل للعيش والعمل ومزاولة النشاطات التجارية»، وتابع قائلاً: «حلت الإمارات في المركز الأول عربياً والـ 17 عالمياً وفقاً لـ «تقرير السعادة العالمي 2013» الصادر عن الأمم المتحدة».
وانعكست هذه النتائج في «الاستطلاع السنوي السادس لرأي الشباب العربي»، حيث حل مواطنو الإمارات في المرتبة الأولى ضمن البلدان الـ 16 المشاركة في الاستطلاع من حيث التفاؤل حيال مستقبل بلادهم، حيث وافق 7 من أصل كل 10 أشخاص (69%) على مقولة «أشعر بالتفاؤل حيال ما يخبئه المستقبل لبلادي»، وهذا يتجاوز أي مجموعة وطنية أخرى، ويشكل أكثر من نصف الشباب (55%) الذين تم استطلاع آرائهم عموماً.
من جهته، قال سونيل جون، الرئيس التنفيذي لشركة «أصداء بيرسون – مارستيلر»: «لا شك أن الشعبية التي تحظى بها الإمارات تعد انعكاساً واضحاً للآفاق الاقتصادية القوية في الدولة ولمكانتها المتميزة كملاذ آمن وسط منطقة تتقاذفها الاضطرابات السياسية. وأوضح أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعد ثاني أكبر اقتصاد في العالم العربي، إذ يبلغ ناتجها المحلي الإجمالي نحو 390 مليار دولار أميركي مع توقعات بارتفاعه بنسبة 4,5% في عام 2014 على خلفية عدد من العوامل، ومنها نجاح الدولة باستضافة معرض «إكسبو دبي 2020». وساهمت القرارات الحكومية الرشيدة، إلى جانب سهولة ممارسة الأعمال، في ترسيخ المكانة الفريدة للدولة وتعزيز قدرتها على استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة».
وأظهر الاستطلاع ثقة الشباب العربي بحكوماتهم الوطنية، حيث عبّر أكثر من ثلثي شباب المنطقة (68%) أنهم واثقون «جداً» أو «إلى حد ما» بقدرة حكوماتهم على التعامل مع ارتفاع معدلات البطالة، في حين أبدت نسبة مماثلة تفاؤلها بقدرة هذه الحكومات على التعامل مع ظروف الحرب (67%) والارتقاء بمعايير المعيشة (66%). (دبي – الاتحاد)
الاستطلاع رصد مواقف ووجهات نظر الشباب العربي
استهدف الاستطلاع السنوي، في نسخته السادسة تقديم صورة واقعية عن مواقف ووجهات نظر الشباب العربي، بما يتيح تزويد مؤسسات القطاعين العام والخاص ببيانات وتحليلات ميدانية تساعدهم في اتخاذ القرارات الصائبة ووضع السياسات السديدة.
ويعتبر هذا الاستطلاع الأكثر شمولية من نوعه، حيث يغطي دول مجلس التعاون الخليجي الست (البحرين، الكويت، عُمان، قطر، السعودية، والإمارات)، إلى جانب الجزائر، ومصر، والعراق، والأردن، ولبنان، وليبيا، المغرب، وفلسطين، وتونس، واليمن، ولم يشمل الاستطلاع سوريا بسبب الصراعات الأهلية التي تشهدها البلاد.
وتم إجراء مقابلات معمقة مع المشاركين حول موضوعات عديدة، ابتداء بالمسائل السياسية وانتهاء بالمواقف الشخصية، وتناولت مخاوف وتطلعات الشباب العربي، وتوقعاتهم حيال الاقتصاد، وآراءهم حول تأثير الربيع العربي، واستخدامهم وسائل الإعلام، ومواقفهم من القيم التقليدية، وماهية الأشخاص الذين يؤثرون فيهم. وتم اختيار جميع المشاركين بشكل يعكس الأوضاع الجغرافية والاقتصادية والاجتماعية لكل واحدة من الدول المشمولة، ومن مواطنيها حصراً، وكانت نسبة الذكور إلى الإناث المشاركين في الاستطلاع هي 50:50.
وبلغ عدد المشاركين في الاستطلاع من كل دولة 200 مشارك، باستثناء الإمارات والسعودية ومصر، التي حظيت بمشاركة 300 لكل منها، والعراق بمشاركة 250، وفلسطين بمشاركة 150.
وعند وضع منهجية العمل الميداني للاستطلاع، أخذ بعين الاعتبار أيضاً التوزع الجغرافي للمشاركين، فعلي سبيل المثال، كان 40% من المشاركين في دولة الإمارات العربية المتحدة من المقيمين في أبوظبي، و40% في دبي، و20% في الشارقة.
وبطريقة مماثلة، تم اختيار المشاركين في السعودية من ثلاث مناطق هي الرياض، وجدة، والدمام، بينما اختير المشاركون في فلسطين من غزة، والضفة الغربية، وفي عُمان من مسقط والباطنة. أما المشاركون اللبنانيون، فيقيمون في بيروت وطرابلس، والتونسيون في تونس العاصمة وصفاقس وسوسة، والعراقيون في بغداد وأربيل والبصرة، والمصريون في القاهرة والاسكندرية والمنصورة، وهكذا دواليك في كل بلد شمله الاستطلاع. وعند تحليل الاستطلاع، فإن هذا التوزع الجغرافي يقدم صورة وطنية أكثر دقة مما لو كانت النتائج تستند فقط إلى آراء سكان المدن الكبرى.(دبي – الاتحاد)
ارتفاع تكاليف المعيشة والبطالة يتصدران مخاوف الشباب العربي
جاءت أبرز عشر نتائج للاستطلاع على النحو التالي:
1- الشباب العربي يتبنون القيم المعاصرة، ولكن التأثير الأكبر يبقى للعائلة والوالدين والدين، وازداد عدد الشباب العربي الذين يتبنون القيم المعاصرة في وقت تعيد فيه التكنولوجيا الرقمية صياغة سلوكياتهم، ومع ذلك، لا تزال العائلة والأصدقاء والوالدان والدين هم مصادر التأثير الأكبر على الشباب ونظرتهم إلى الحياة.
2 ـ الشباب العربي يثقون بحكوماتهم الوطنية، ولكن التفاؤل الذي رافق ثورات الربيع العربي بدأ يتلاشى، حيث يثق الشباب العربي بقدرة حكوماتهم الوطنية على التعامل مع طيف واسع من القضايا، بما في ذلك معايير المعيشة، والاستقرار الاقتصادي، والبطالة. ولكن الزخم الإيجابي الذي تخلل ثورات الربيع العربي بدأ يتلاشى، حيث تراجع مستوى الثقة بقدرتها على إحداث أثر إيجابي طويل الأمد.
3 ـ ارتفاع تكاليف المعيشة والبطالة يواصلان تصدر مخاوف الشباب في منطقة الشرق الأوسط للسنة الرابعة على التوالي، يرى الشباب العربي أن ارتفاع تكاليف المعيشة هو مصدر قلقهم الأساسي، ويلي ذلك مباشرةً البطالة التي تواصل ارتفاعها بشكل ثابت سنوياً.
4 – الصراعات الأهلية هي العقبة الكبرى التي تواجه المنطقة، وتعتقد غالبية الشباب العربي أن الصراعات الأهلية هي العقبة الأساسية التي تواجه منطقة الشرق الأوسط وتحدد مدى قدرتها على تحقيق الازدهار مستقبلاً.
5 ـ روح ريادة الأعمال عالية، وعدد متزايد من الشباب العربي يميل اليوم إلى العمل في القطاع الخاص ويميل عدد أكبر من الشباب العربي اليوم إلى إطلاق مشاريعهم الخاصة مقارنةً بالجيل السابق، وعلى الرغم من الشعبية التي لا يزال يتمتع بها القطاع الحكومي، تتزايد نسبة الشباب العربي الذين يرغبون في العمل بالقطاع الخاص.
6 ـ الإمارات العربية المتحدة لا تزال نموذجاً ناجحاً يتطلع إليه الشباب العربي، وتجربة متميزة يرغبون لبلدانهم أن تحتذى به، وبقيت الإمارات العربية المتحدة للعام الثالث على التوالي البلد المفضل للعيش لدى الشباب العربي، والدولة التي يرغبون أن تحذو بلادهم حذوها كنموذج للنمو والتطور.
7 ـ الشباب العربي يعتقدون أن أكبر حلفاء بلادهم هم جيرانها الإقليميون مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وليس الدول الغربية التقليدية عندما سئلوا عن أكبر حليف لبلادهم، وفضّل الشباب العربي اختيار جيرانهم في مجلس التعاون الخليجي على الدول الغربية التقليدية، في وقت يتعاظم فيه الثقل السياسي لبلدان الخليج العربي.
8 ـ الشباب العربي يبدون قلقاً متزايداً إزاء قضايا البدانة والأمراض المتعلقة بنمط الحياة، ويشعر غالبيتهم أن قطاع الرعاية الصحية في بلادهم لا يتحسن بينما يتزايد القلق من مشاكل البدانة والسكري، ويعتقد الكثير من الشباب العربي أن قطاع الرعاية الصحية في بلادهم بقي على حاله خلال الأشهر الـ 12 الماضية من دون أن يشهد أي تحسن ملموس.
9 ـ الغالبية الساحقة من الشباب العربي يعتقدون بوجوب دعم حكوماتهم لتكاليف الطاقة، بينما بقي اهتمامهم بقضية التغير المناخي ضعيفاً ويعتقد نحو 70% من الشباب العربي أن من حقهم الحصول على الدعم الحكومي لقطاعات الطاقة، وبينما يتزايد الاهتمام بقضية التغير المناخي، غير أنها لا تزال من دون مستوى القضايا الأخرى من حيث الأولوية.
10 ـ لا يزال التلفاز يتربع على عرش مصادر الأخبار للسنة السادسة على التوالي، وتتزايد أعداد الشباب العربي الذين يتوجهون إلى الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي للحصول على الأخبار بقي التلفاز المصدر الرئيسي والأكثر موثوقية للأخبار للسنة السادسة على التوالي، بينما تزداد نسبة الشباب العرب الذين يتوجهون إلى شبكة الإنترنت للحصول على الأخبار.
المصدر: دبي – الاتحاد