بدأت في جزيرة صير بني ياس أمس، الخلوة الوزارية الاستثنائية لمجلس الوزراء، التي دعا إليها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وخصصت لتطوير قطاعي الصحة والتعليم بمشاركة شعبية كبيرة عبر 65 ألف فكرة، وصلت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وموقع رئيس مجلس الوزراء، وبمشاركة ممثلين عن المعلمين والطلاب وأولياء الأمور ومديري المدارس والإداريين والمتخصصين، حيث تم تخصيص اليوم الأول للأفكار المتعلقة بتطوير التعليم في الدولة، عبر خمسة محاور تم تقسيمها بناء على الأفكار الواردة في العصف الذهني الإماراتي.
سيف بن زايد: لابد من تغيير طريقة اختيار المعلمين
شكر الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، في مداخلة له، صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على هذه الفرصة والمبادرة المميزة «العصف الذهني الإماراتي».
وأكد سموه أنه لابد من تغيير طريقة اختيار المعلمين لمدارس الدولة، ووضع معايير أرقى وأقوى لتوظيفهم.
وأشار سموه إلى توجهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، للتوطين في قطاع التعليم، على اعتبار أن المواطن هو الأساس في تطوير قطاع التعليم في الدولة.
واعتبر سموه أن دولة الإمارات التي ولد فيها قادة عظام كزايد وراشد وخليفة ومحمد بن راشد، يمكن لها أيضاً أن تخرج وتنجب كفاءات وطنية مهمة.
وقدم الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، الطالبة شما خالد، وطلب منها تقديم وجهة نظرها وشرح احتياجاتها أمام مجلس الوزراء.
وفي بداية الخلوة توجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بالشكر لشعب الإمارات ولجميع المقيمين على تفاعلهم مع الدعوة، التي وجهها للمشاركة بالأفكار لتطوير قطاعي الصحة والتعليم، كما أكد سموه أن دولة الإمارات لم تتوقف يوماً واحداً عن التطوير المستمر، ولو توقفت لما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم. وأن تنافسية دولة الإمارات كلها في جميع القطاعات تقوم على الأفكار الجديدة وعلى التطوير المستمر والإبداع، وأن هذا يشكل مبدأ دائماً في عمل الحكومة.
وأضاف سموه أن تغير الزمن والظروف يفرض تغير الأدوات، وأن الثبات في عالم يتقدم هو في الحقيقة تراجع.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «لو قدمنا خدماتنا في الصحة والتعليم بالطريقة نفسها التي كانت قبل 10 سنوات، فإننا نعتبر متأخرين 10 سنوات، ولو قلنا اليوم ما كنا نقوله منذ 10 سنوات، لكنا أضعنا 10 سنوات من حياتنا، لذلك لابد من التطوير المستمر، ومواكبة وتغيير الأدوات».
وأكد سموه أيضاً أن تطوير قطاعي الصحة والتعليم هو عملية مستمرة ومصيرية أيضاً لمستقبل بلادنا، مضيفاً أنه متفائل بهذه الخلوة الوزارية، لأن الشريك الرئيس فيها كان شعب الإمارات، ولأن الأفكار التي وردت هي أفكار كثيرة ومميزة، وستمثل هذه الخلوة محطة رئيسة في تطوير العمل في قطاعي الصحة والتعليم، مضيفاً أنه «سيتم اعتماد مجموعة من المبادرات خلال الخلوة، وسنستمر في إطلاق مبادرات أخرى خلال الفترة القادمة بناء على الدراسات الميدانية».
وكانت فعاليات «مختبر الإبداع الحكومي» بدأت بتقسيم جميع الحضور من وزراء ومتخصصين ومشاركين من أهل الميدان إلى خمس مجموعات رئيسة، قامت كل مجموعة بمناقشة محور من محاور التطوير التي تم تحديدها مسبقاً، بناء على ما ورد من أفكار في العصف الذهني الإماراتي، حيث تم مناقشة التحديات الموجودة في كل محور، بالإضافة إلى الأفكار الواردة لتطوير كل محور على حدة.
وشارك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، جميع المجموعات نقاشاتهم وأفكارهم، كما طرح بعض التساؤلات خلال تنقله بين المجموعات المختلفة.
كما تم أثناء جلسات «مختبر الإبداع الحكومي» عرض مجموعات من الفيديو لمشاركات وآراء الجمهور حول التحديات التي تواجه قطاع التعليم، بالإضافة إلى الأفكار المقترحة للتطوير.
وكان أمام كل مجموعة وزارية ايضاً شاشة مخصصة، تم استخدامها لعرض مشاركات الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأفكارهم التطويرية حول كل محور، بالإضافة إلى ذلك تم تسليم المجموعات الوزارية في مختبر الإبداع الحكومي ملفات تحوي أهم مقترحات الجمهور الواردة، خلال أربعة أيام من العصف الذهني الإماراتي لاستخلاص ومناقشة أهم الأفكار التي يمكن اعتمادها.
وبعد جلسات عدة للمجموعات الوزارية تم عقد اجتماع موحد لكل المجموعات لاستعراض أهم الحلول والمبادرات. وقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في نهاية اليوم الأول، أن «النشاط الذي رآه والحرص الذي لمسه من المجموعات كافة، للخروج بأفكار ومشروعات قابلة للتطبيق يبعث على الارتياح، مشيراً إلى الإعلان عن مجموعة من المقترحات، فيما الكثير من الأفكار المميزة الأخرى ستخضع لمزيد من الدراسات الميدانية تمهيداً لإطلاقها تباعاً خلال الفترات المقبلة بإذن الله».
مداخلات للوزراء
تحدث في الخلوة الوزارية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، الذي أشار إلى أن المعلم له أهمية محورية لمستقبل التعليم في بلادنا، ولابد من الاهتمام بالمعلم والمعلمة المواطنة، لأنه الأساس والقاعدة التي تبنى عليها عملية التطوير والتحديث.
وكان للشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة التنمية والتعاون الدولي، مداخلة تحدثت فيها عن محور مهارات الطلبة، إذ أكدت أن مدارسنا بحاجة إلى نظام الإرشاد الأكاديمي، وتحتاج أيضاً إلى نظام متكامل للكشف عن الطلبة الموهوبين.
وأشارت إلى أن المناهج المحشوة وكثرتها هي من أهم التحديات في قطاع التعليم، وأن المعلمين المتميزين لا يحصلون على أية حوافز، لتشجيعهم وترسيخ دورهم المتميز على مستوى الدولة.
أمّا سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وزير المالية، فقد ترأس مجموعة «كفاءة المعلمين» في الخلوة الوزارية، فيما ترأس الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، مجموعة «إكمال المراحل الدراسية».
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يتنقل طوال الجلسات بين مختلف مجموعات العمل، ويناقش ويحاور المشاركين من الجمهور حول أفكارهم التي يطرحونها على طاولة الحوار، وكان سموه سعيداً بسماع آراء متعددة وبناءة تخدم عملية وأهداف تطوير قطاع التعليم في الدولة.
المصدر: صير بني ياس ـ وام – الإمارات اليوم