زار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قبل ظهر أمس، مقر شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» في العاصمة أبوظبي.
وأبدى سموه سعادته وعظيم اعتزازه بإنجاز هذه المدينة العالمية التي وصفها بمدينة العلماء والباحثين، وأيقونة الابتكار والإبداع لشباب الوطن خصوصاً، والشباب العربي والعالمي عموماً في قطاع الطاقة النظيفة التي تحتاج إليها الإمارات ومختلف دول الإقليم والعالم، لحماية البيئة أولاً، وتحقيق الاستدامة في جميع مناحي الحياة، فضلاً عن تعزيز الاقتصاد الوطني من خلال الاستثمارات في قطاع الطاقة النظيفة داخل الإمارات وخارجها.
وأشاد سموه بالمبادرات المبتكرة والطموحة التي تطلقها المؤسسات الوطنية في إطار التوجيهات السديدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، منوهاً سموه بإنشاء شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، والمبادرات الوطنية الأخرى، من بينها «مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية» الذي نفذته هيئة كهرباء ومياه دبي في إطار استراتيجية الإمارات الهادفة الى ترسيخ مقومات التنمية المستدامة التي أرسى مفهومها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، منذ تأسيس دولة الاتحاد الراسخة البنيان، حرصاً منه، رحمه الله، على مستقبل أجيال شعب الإمارات العزيز، وتوفير العيش الكريم والآمن لكل فرد من أفراد هذا الشعب الوفي على امتداد رقعة الوطن.
كما أثنى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على جهود القائمين على «مصدر»، مشيراً إلى الكفاءات والكوادر الوطنية التي أثبتت للعالم أن شباب دولة الإمارات قادرون على الإبداع والابتكار، واستيعاب كل ما هو جديد في عالم التكنولوجيا وتوظيفها في خدمة وطنهم، وبناء دولتهم القائمة على العلم والإبداع والثقة بالنفس والإيمان بالله، وبقدرات شعبنا العظيمة في شتى المجالات.
واعتبر سموه أن الجهود الاستثنائية لهؤلاء الشباب وعلى رأسهم الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، أسهمت في جذب اهتمام العالم للإنجازات التي تحققها الإمارات الحبيبة، ورسخت مكانتها وموقعها الرائد على خريطة العالم للابتكار والإبداع العلمي والتقني والاقتصادي والأمني، وغيرها من الميادين التي تضمن تحقيق الأمن الاقتصادي والسياسي والاستقرار المعيشي والاجتماعي لمختلف شرائح وأفراد مجتمعنا.
جولة المدينة
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، استهل زيارته لـ«مدينة مصدر»، بالتوقف عند مجسم ضخم للمدينة ومرفقاتها، والتي تبلغ مساحة الأرض المقامة عليها نحو ستة كيلومترات مربعة عقب بلوغ بنيانها التمام.
واطلع سموه، وإلى جانبه سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، على مكونات المدينة الواعدة التي تضم مقار شركات عالمية، ومراكز دراسات وبحوث تعنى بالبحث والدراسة والتطوير التقني في قطاع الطاقة المتجددة المولدة من الطاقة الشمسية والرياح، فضلاً عن «معهد مصدر» الذي أسس في المدينة لتخريج كوادر بشرية مؤهلة تأهيلاً عالياً في مجالات البحث والتكنولوجيا المتطورة والابتكار، والذي وصل عدد خريجيه منذ إنشائه عام 2008 إلى 450 طالباً وطالبة من الإمارات ودول شقيقة وصديقة، يحملون درجتي الدكتوراه والماجستير في مجال الطاقة المتجددة، باعتبارها مصدراً مستداماً وذات جدوى اقتصادية تعزز برامج التنمية المستدامة، وتسهم في ترسيخ مفهوم أمن الطاقة في الإمارات والعالم.
مشروعات خارجية
وتعرف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خلال الجولة في أقسام «مدينة مصدر»، التي رافقه فيها سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة «طيران الإمارات»، ووزير دولة رئيس مجلس إدارة شركة مصدر، الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر، والمدير العام لديوان صاحب السمو حاكم دبي، محمد إبراهيم الشيباني، والمدير العام لدائرة التشريفات والضيافة في دبي، خليفة سعيد سليمان؛ إلى المشروعات التي تنفذها «مصدر» داخل الدولة وخارجها، منها مشروعات في أبوظبي، ودبي، والأردن، وبريطانيا، وإسبانيا، وأفغانستان، وغيرها، في إطار تنفيذ استراتيجية الدولة الرامية للوصول بخطة التنمية المستدامة الى خواتيمها، وزيادة حصة الطاقة المستدامة في مزيج الطاقة إلى 24% بحلول عام 2021، مع الأخذ بعين الاعتبار تطبيق «استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050» على أرض الواقع.
الفحص المجهري
وقبل جولة سموه في مختبرات ومراكز أبحاث «معهد مصدر»، وقّع على الشبكة الإلكترونية المعدة خصيصى لكبار زوار المدينة، ثم تابع سموه جولته في منشأة الفحص المجهري الإلكتروني التي تضم ستة مجاهر إلكترونية في مختبر واحد مفتوح، تساعد الباحثين والدارسين في «معهد مصدر» على البحث والابتكار دون الحاجة للسفر إلى خارج الدولة.
واستمع صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، من الشباب المواطنين الدارسين في المعهد، إلى تفاصيل عمل الأجهزة الإلكترونية المتطورة التي يستعملها الدارسون في ترجمة أفكارهم الإبداعية كلٌّ في مجال تخصصه الأكاديمي في قطاع الطاقة النظيفة.
وشملت جولة سموه «غرف نظيفة» في معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، وهي الأولى من نوعها في المنطقة وتستخدم كمختبر للبحوث التي تتطلب توافر بيئة نقية وخالية من أي شوائب أو ملوثات جوية، حيث يتم توفير بيئة مثالية لإجراء البحوث على أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية.
كما توقف سموه ومرافقوه في مركز بحوث تصميم وتقييم خرائط الطاقة المتجددة الذي يهدف إلى تحديد المواقع الأنسب لإنشاء محطات إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية والرياح، واستمع من الباحثين والباحثات الإماراتيات إلى شروح حول كل مشروع ينفذه هؤلاء الطلاب الدارسون بالمعهد في مجالات تحلية المياه، وعلوم الفضاء، والوقود الحيوي، وتطبيقات بحوث الطابعات ثلاثية الأبعاد، وغيرها من البحوث ذات الصلة بقطاعي الطاقة والمياه في الإمارات.
أبرز المشروعات
كما اطلع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على عروض توضيحية من الطلبة الدارسين حول أبرز مشروعات «مصدر»، أهمها مشروع غنتوت في إمارة أبوظبي لتحلية المياه بالاعتماد على الطاقة المتجددة، ومشروعات: «شمس 1» للطاقة الشمسية المركزة، ومحطة شعب الإمارات للطاقة الشمسية في «سيوة» بطاقة تصل الى 10 ميغاواط، ومحطة الرياح في «ساموا»، ومحطة «مصفوفة لندن» لتوليد الكهرباء من الرياح البحرية في المملكة المتحدة، ومحطة الطفيلة في الأردن لطاقة الرياح، وغيرها.
وفي ختام زيارته لأقسام ومرافق ومراكز «مدينة مصدر» عرج سموه، على المقر الدائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «إرينا»، حيث كان في استقبال سموه ومرافقيه، الأمين العام للوكالة الدكتور عدنان أمين، وموظفو الوكالة، وصافحهم سموه، ثم اطلع من الأمين العام على خريطة أنشطة الوكالة وإنجازاتها منذ عام 2009، وهو تاريخ انتقال مقرها الدائم إلى العاصمة أبوظبي ضمن مدينة مصدر.
زيارة توجيهية
إلى ذلك، توجّه وزير الدولة رئيس مجلس إدارة «مصدر»، الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، بالشكر والامتنان إلى صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لزيارته مقر «مصدر»، مثمناً غالياً هذه الزيارة الكريمة التي اعتبرها زيارة توجيهية للشباب من أبناء وبنات الوطن، الذين أعربوا عن سعادتهم البالغة، واعتزازهم العظيم بزيارة سموه التي تزيدهم تصميماً ومثابرة على تطوير أعمالهم ودراستهم وتحفيزهم لمزيد من النجاح والتقدم في سبيل خدمة الوطن العزيز، وإعلاء شأنه.
المصدر: الإمارات اليوم