برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يتوج اليوم في حفل يقام على مسرح «أوبرا دبي» بطل «تحدي القراءة العربي» في دورته الثانية، والمدرسة المتميزة الفائزة بجائزة المليون دولار، والمشرف المتميز على صعيد الوطن العربي، كما يُكرَّم الطلبة أوائل التحدي على مستوى بلدانهم، وذلك بمجموع جوائز تصل إلى 3 ملايين دولار.
واختتمت يوم أمس التصفيات النهائية للطلبة الأوائل على بلدانهم، حيث خضعوا لاختبارات أخيرة شفهية وخطية أمام لجنة التحكيم على مدى يومين، وذلك وفق معايير خاصة لاختيار 3 طلبة منهم يتنافسون أمام الجمهور على لقب بطل «تحدي القراءة العربي» بنسخته الثانية.
ووصل الطلبة الـ 16 إلى التصفيات النهائية بعد التنافس مع أكثر من 7 ملايين و400 ألف طالب وطالبة من 41 ألف مدرسة شاركت في التحدي في 25 دولة عربية، كما وصلت إلى النهائيات 6 مدارس ستفوز واحدة منها بجائزة المدرسة الأكثر تميزاً في التحدي، وهي مدارس الحصاد التربوي من الأردن ومدرسة الإمارات الوطنية من الإمارات.
ومدرسة عرابة الأساسية للبنات من فلسطين، ومدرسة ثانوية عبد الحميد دار عبيد سيدي علي في الجزائر، ومدرسة الإيمان الخاصة للبنات في البحرين، ومدرسة حسن أبو بكر الرسمية للغات من مصر.
وتبلغ جائزة بطل التحدي 150 ألف دولار، في حين تحصد المدرسة الفائزة بالتحدي مبلغ مليون دولار، توزع بواقع 100 ألف دولار للمدير الذي ساهم في وصول مدرسته إلى هذا المستوى، و100 ألف للمشرف المتميز الذي حث طلاب المدرسة على المشاركة في تحدي القراءة العربي، و800 ألف تخصص للمدرسة، بالإضافة إلى الكثير من الجوائز التي توزع على الطلبة العشرة الأوائل على دولهم في التحدي، والمشرفين وفرق التحدي.
وتنافس في اليوم الأول من التصفيات النهائية، الطالب مصطفى اعبدادي من موريتانيا، والطالبة بشرى ميسوم من الجزائر، والطالبة عفاف شريف من فلسطين، والطالبة رباب مبارك عبدالناظر من تونس، والطالبة عتيقة العدناني من المغرب، والطالبة آلاء جعفر البشير من السودان، والطالبة حفصة الظنحاني من الإمارات.
في حين تنافس في اليوم الثاني، الطالبة ضحى محمود حسين من الأردن، والطالبة نور طبو من لبنان، والطالبة عائشة بديع من البحرين، والطالبة شيماء العمري من الكويت، والطالبة شذا الطويرقي من السعودية، والطالب محمد مختار السلمان من السعودية، والطالب عبدالله محمد عمار من مصر، والطالب شريف سيد مصطفى من مصر أيضاً، والطالبة سما بنت صالح العامري من سلطنة عُمان.
ويهدف تحدي القراءة العربي الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ضمن مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية إلى تكريس عادة القراءة لدى النشء والنهوض باللغة العربية، والارتقاء بالبنية المعرفية للمجتمعات المعرفية، وتعزيز قيم الانفتاح والتسامح وقبول الآخر لدى الشباب.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قد أطلق تحدي القراءة العربي في دورته الأولى في العام 2015 بغرض تشجيع مليون طالب على قراءة 50 مليون كتاب خلال عام، لكن نتائج التحدي فاقت التوقعات مع إقبال أكثر من 3.5 ملايين طالب على قراءة 150 مليون كتاب خلال عام. وكان الطالب محمد عبدالله جلود من الجزائر قد فاز بتحدي القراءة العربي في دورته الأولى، فيما نالت مدرسة «طلائع الأمل الثانوية للبنات» في فلسطين جائزة «المدرسة المتميزة».
عباقرة علم وأدب
«البيان» تابعت أمس التصفيات النهائية للطلبة في مدرسة البحث العلمي في دبي، لتجد نفسها أمام نخبة من عباقرة وعلماء وأدباء امتازوا بامتلاكهم قدراً كبيراً من العلم والمعرفة، واتسموا بمواهبهم الإبداعية الخلاقة، فأبهروا الجميع بإمكاناتهم، وتميزوا بإيجابيتهم وقدرتهم على نشر السعادة والبهجة في محيطهم.
إضافةً إلى معانقتهم للمستقبل وسيرهم في تنفيذ خططهم ومشروعاتهم المستقبلية، لنرى مؤلفين ومؤلفات وأدباء وأديبات وشعراء وشاعرات وعلماء خطوا نحو المستقبل بكل ثقة، تاركين بصمات بارزة رغم صغر أعمارهم.
صراع النفس البشرية
مع السعودي محمد مختار السلمان، 14 سنة، يأخذنا الحديث، لنكتشف روائياً يغوص في أعماق النفس البشرية، من خلال رواية منحها اسم «سراب»، وعنها قال: أكتب رواية تتحدث عن صراع النفس البشرية في هذه الحياة، والتقلبات التي يمر بها الإنسان من حزن وفرح وغضب وكراهية وإيمان وسعادة، ووصلت فيها إلى الفصل السابع، وأتوقع أن تحدث أصداء جميلة.
وأكد السلمان أنه قدم أفضل ما لديه في التصفيات، وعن سر تميزه ووصوله إلى هذه المرحلة من «تحدي القراءة العربي»، قال: أؤمن بنفسي وبقدراتي، ولا أنظر للآخرين بعين الاستهزاء، ولا أستضعف خصمي، وهذا ما يجعلني أثابر لأحقق ما أطمح إليه.
6000 كتاب
من الأزهر الشريف، جاء الطالب شريف سيد مصطفى ليتبارى مع 15 طالباً على لقب بطل التحدي، وقال: بفضل الله تعالي قرأت في حياتي أكثر من 6000 آلاف كتاب في مختلف المجالات، وتنوعت كتبي الخاصة بتحدي القراءة العربي بين الفكر والفلسفة والهندسة والاقتصاد والتنمية البشرية والطب وغيره.
وعبَّر شريف عن رغبته في الحصول على المركز الأول، لافتاً إلى أنه سيتخصص في مجال الطب الذي يرغب بدراسته في جامعة كامبريدج.
وذكر شريف أنه أنهى كتابة 3 أبحاث علمية، الأول عن العمل التطوعي وأثره في بناء المجتمع، والثاني حول وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها على الشباب، والثالث عن آليات إصلاح التعليم والإعلام، مشيراً إلى أنه سيقوم بجمعها في كتاب للنشر، كما يعمل في الوقت الحالي على رواية «الشيخ القديس» والتي تقوم على التسامح والحوار لا العنف والتشدد.
كاتبة واعدة
وبالانتقال إلى الطفلة السعودية شذا باشا الطويرقي، 11 سنة، نرى كاتبة واعدة، اختارت عنوان كتابها رغم صغر سنها، وعنه قالت: أرغب بتأليف كتاب بعنوان «أحباب الله» ويكون مخصصاً للأطفال، أعبر فيه عنهم وعن قدراتهم ومشاعرهم.
وتطمح شذا الطويرقي بالتخصص في مجال الهندسة المعمارية، وقالت: أعشق تصميم المباني والحدائق، وأرغب في هذا التخصص لأني أحب التطور، وأريد أن يكون بلدي ومملكتي أفضل وأجمل دولة في العالم.
وعبرت شذا عن سعادتها بالتصفيات النهائية، مؤكدة أنها تشعر بالراحة الغامرة لأدائها المتمكن أمام لجنة التحكيم، وقالت: اجتهدت كثيراً، وسأحقق حلمي بلا شك، وأشكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على هذه المبادرة الرائعة التي غرست في نفوس الأطفال حب القراءة.
رواية اجتماعية
مع الأردنية ضحى محمود عواد 16 سنة، نجد كاتبة من طراز فريد، وظفت أدواتها الإبداعية في إصدارها الروائي الأول، وعنه قالت: أكمل العمل على رواية اجتماعية تتطرق لمشكلة اجتماعية واقعية، وسأخضعها للنشر بمجرد عودتي إلى بلدي الأردن، كما أقوم بالوقت الحالي بحفظ القرآن الكريم.
ولم تستطع ضحى منع نفسها من الضحك والابتسام بعد خروجها من اختبار التصفيات النهائية، إذ أكدت أن الاختبار كان سلساً جداً، وأجادت في تقديم الإجابات، وقالت: أرغب في تمثيل بلدي الأردن بأفضل صورة، ولو حققت هذا الحلم سيكون هذا نصراً عظيماً، ودافعاً لي للاستمرار في مسيرتي الثقافية، وسأسير في مشواري نحو خدمة المجتمع بكل ما أملك من قوة وطاقة، إذ أود أن أكون طبيبة أخدم المجتمع، وأسعى لتحسين قطاع الصحة فيه.
ورغم أنها لا تزال في الثامنة عشرة من عمرها، إلا أن اللبنانية نور طبو، نشرت كتاباً بعنوان «جنى الأحلام»، إلى جانب مجموعة من الخواطر تحمل عنوان «وجع»، لافتةً إلى أنها رغم عشقها للأدب، ستتخصص في الصيدلة لرغبتها في اختراع دواء يشفي الأمراض المستعصية التي لم يستطع العلم التوصل لها حتى الآن.
وعبرت نور عن سعادتها بالتصفيات النهائية، مؤكدة أنها قدمت أفضل ما لديها، وقالت: تحليت بالعزيمة والإرادة، وأشعر بالفخر كوني أمثل بلدي لبنان، وأتمنى أن أحقق المركز الأول حتى أعلي راية بلدي، ولو فزت في «تحدي القراءة» سأكون ربحت الجلسة الأولى في القضية التي أدافع عنها، وهي العربية كهوية وانتماء.
ومن البحرين، تحلق عائشة بديع 9 سنوات، في فضاءات من الأحلام، فأسلوبها المتميز في التعبير عن طموحاتها كفيل بجعل من يستمع إليها يحلق معها، ورغم صغر سنها إلا أنها تعشق كتابة القصص، وقد سبق وألفت قصة عن البيئة في إحدى المسابقات، وترغب في أن تكون طبيبة أطفال تعالج أوجاعهم وآلامهم.
وقدمت عائشة أداءً ممتازاً في التصفيات، لافتةً إلى أنها أجابت بشكل جيد عن الأسئلة المطروحة، وواثقة بأنها ستكون في المراكز الأولى.
أما العمانية سما بنت صالح العامري 9 سنوات، فتهوى قراءة وكتابة وتأليف القصص، وقالت: أريد أن أكون مؤلفة قصص خيالية وأدبية تناسب أعمار الأطفال، فهذا المجال يتيح لي الفرصة للإبداع، وتقديم الرسائل الإيجابية للقراء الصغار. وذكرت سما أن الاختبارات كانت مريحة وسلسة، لافتةً إلى أنها أجابت عنها بكل أريحية، ومعبرة عن ثقتها بأنها ستكون من ضمن الثلاثة الأوائل.
جراحة أعصاب
ومن الكويت، عبرت تيماء عبدالله العمري، 17 سنة، عن سعادتها بأدائها في التصفيات النهائية، وقالت: لم أواجه أي صعوبة، كما أن لجنة التحكيم كانت رائعة، وسعيدة بأني وصلت لهذه المرحلة من التحدي، وأطمح لتحقيق المركز الأول لأسعد أسرتني، والمشرفة والمدرسة وكل من تعاون معي للوصول لهذه المرحلة.
فراشة السعادة
وسط أجواء الترقب واللهفة والقلق، تطل حنان الكيلاني، منسقة ومحكمة دولية على مستوى الدول في «تحدي القراءة»، لتنشر البهجة والسعادة في المكان، ومن خلال دورها في الإشراف على الطلاب وتقديمهم للجنة التحكيم، وتهيئتهم من الناحية النفسية والمعنوية، تضيف أجواءً من السعادة والمرح بالتصفيق لكل من أنهى اختباره، وخلق حالة من البهجة، لتكون كفراشة سعادة تحلق بخفة في المكان.
«البيان» التقتها لتؤكد بأن الطلبة يمتلكون طاقة إيجابية كبيرة، وقالت: أسعدتني روحهم الإيجابية، وأنا من يستمد منهم السعادة وليس العكس، وكوني أماً، أسعى جاهدة لتخفيف حدة التوتر، ورسم البسمة على وجوههم ليقدموا أفضل أداء لديهم.
أولياء أمور المرشحين: الإمارات بيتنا واستقبلتنا استقبال الملوك
أشاد أولياء أمور أوائل الطلبة على مستوى الوطن العربي في «تحدي القراءة» بالاستقبال الرائع والتعامل الراقي الذي قوبلوا به في دبي، إذ أكدت العمانية خلود عبدالرحمن الخروصي والدة المتسابقة سما العامري، أنها لم تشعر بالغربة للحظة، وقالت: استقبلنا القائمون على التحدي كالملوك، وشعرنا وكأننا في بلادنا، وكان كل شيء منظماً، وهذه عادة أهل الإمارات بلد السعادة.
ولولا دعم أولياء الأمور لأبنائهم لما وصلوا لهذه المرحلة اليوم، عن ذلك قالت خلود: منذ صغر سن سما، كان لافتاً حبها وشغفها بالقراءة والاطلاع، وكانت تقضي ساعات متواصلة وهي مندمجة بالقراءة، وكنت أحرص على تقديم الكتب لها بشكل لدائم، كما تعلمت القراءة في سن صغيرة، ولا تتوقف سما عن طرح الأسئلة وتدوين المعلومات الجديدة في دفتر خاص بها.
وأشادت خلود بمشروع تحدي القراءة العربي مؤكدة أنه مشروع عظيم يخدم جميع دول الوطن العربي، وهذا سر تميزه.
كما توجهت السعودية تهاني الطويرقي والدة الطالبة شذا الطويرقي بالشكر الجزيل لدولة الإمارات، للاستقبال الجميل، ورقي التعامل، ولما قدمته من دعم للمتسابقين وأولياء أمورهم، وقالت: لم نشعر بالغربة أبداً، فالإمارات بيتنا الثاني، وهذا المشروع المتميز ليس غريباً عليها، فهي دولة المبادرات المتميزة، والأفكار الخلاقة.
وذكرت تهاني أنها دعمت ابنتها شذا بكل ما تمتلكه من طاقة وإمكانات، لافتة إلى أن المشروع شغل أوقات فراغ الطلبة بالقراءة التي تغذي عقولهم وتوسع مداركهم.
ووجهت الأردنية أماني إبراهيم أحمد، والدة الطالبة ضحى محمود رسالة حب لدولة الإمارات على الاستقبال الرائع، وعلى حسن الضيافة. وتحدثت عن دعمها لابنتها قائلة: ظهرت عبقرية ضحى منذ صغرها، وواجهنا تحديات كثيرة لتعزيز عقلها التواق للعمل والمعرفة، وكنا لا نتوانى في مواجهة كل الصعاب لمساندتها ودعمها، وفي «تحدي القراءة» أثبتت ضحى أنها على قدر المسؤولية، وتستحق الفوز.
مشرفون: التكريم دافع لمزيد من العطاء
أكد المشرفون المشاركون في تحدي القراءة العربي أن إضافة فئة «المشرف المتميز» للتكريم في هذه الدورة أمر يستحق التقدير، يدفع للبهجة والسعادة ويزيد الدافعية للعطاء.
«البيان» التقت بعض المشرفين، إذ أكد الأردني فادي الدهشان، مسؤول تحدي القراءة في الأردن، أن تكريم المشرف المتميز حافز كبير وقال: نحن كبشر تؤثر فينا كلمة الشكر، فكيف بجائزة خاصة يحمل معها أي مشرف لقب المشرف المتميز، وحين يتم الإعلان عن أفضل مشرف على مستوى الوطن العربي، فهذا يضخ الإيجابية في نفوسنا ويدفعنا لمضاعفة جهودنا.
وحصل فادي الدهشان على جائزة أفضل مشرف في تحدي القراءة العربي على مستوى الأردن، لافتاً إلى أن مهامه ستزداد العام المقبل، وقال: تم تكليفي أخيراً بتدريب جميع مديريات التربية والتعليم في الأردن، لأتولى مهمة الإشراف على التدريب ووضع برنامج تدريبي على الطلاب المتميزين الذين سينافسون على مستوى المملكة.
وأشار فادي إلى أنه بعد فوز طالبته ضحى محمود، تم تكثيف التدريب، ووضع مدربين متخصصين، كدكتور في اللغة العربية ودكتورة في علم النفس التربوي ودكتورة في علم الاجتماع والعديد من المحكمين من وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم ورابطة كتاب الطفل الأردني، وإخضاع ضحى لعدة تجارب تحكيمية في ظروف مختلفة لتكون مهيأة لمواجهة جميع الظروف التي تتعرض لها أثناء اختبارات تحدي القراءة العربي.
شرف كبير
أكد المشرف الجزائري أحمد الأمين باشا، أن تخصيص جائزة للمشرف المتميز دافع للعطاء، معبراً عن رغبته في الحصول على هذا اللقب، وقال: أرغب في أن أتوج بلقب المشرف المتميز حتى أصافح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والتكريم في هذه المبادرة المعرفية المتميزة شرف كبير، وأتمنى أن أعود لبلدي الجزائر باللقب، وفي حال تحقق هذا الحلم، سأضاعف جهودي لخدمة الأمة العربية.
حافز
ذكرت المشرفة البحرينية نجاة الجودر، منسقة تحدي القراءة في البحرين، أن دور المشرف مكمل لدور المدرسة والوالدين، لافتة إلى أن التكريم الأكبر للمشرف هو فوز الطالب الذي يقوم بالإشراف عليه، وقالت: الجائزة حافز كبير، وتخصيص جائزة للمشرف المتميز يدفعه للعطاء وتقديم أفضل ما لديه.
عبدالله عمار.. كفيف ينافس العلماء بالمعرفة
لا يمكن أن يمر الطالب المصري عبدالله عمار محمد، 11 سنة، مرور الكرام على أي شخص يلتقيه، فهذا الطفل رغم معاناته من العتمة التي تحيط به من كل جانب، إلا أنه موسوعة علم ومعرفة لا تنضب، وها هو يصل إلى المركز الأول على مستوى جمهورية مصر العربية رغم كل الصعوبات والتحديات التي واجهته.
«البيان» التقته لتجد نفسها أمام عالم منَّ الله عليه بالإلمام بعلوم القرآن والحديث والأدب العربي والتاريخ الإسلامي، يتحدث بثقة واقتدار، وواثقاً بالفوز وبقدرته على تحقيق مسيرته رغم الظلام، وقال: واصلت اجتهادي حتى وصلت إلى هذا المركز، ولو فزت بالمركز الأول سأبني مسجداً وملعب كرة قدم، وسأتصدق على الفقراء، وأطمح أن أكون عالماً حين أكبر.
ويرافق عبدالله في رحلته والده عمار محمد، الذي تحدث عن مسيرة ابنه فقال: واجه عبدالله صعوبات كثيرة، وتحديات يعجز الكثيرون عن مواجهتها، إلا أنه كان في كل مرة صابراً ومتفائلاً، ويسعى بشكل دائم لتخفيف الأمر عليّ، وقد منَّ الله عليه بالإلمام بعلوم القرآن والحديث، إلى جانب الأدب العربي، والتاريخ الإسلامي.
وذكر والد عبدالله أن ابنه يقرأ بطريقة برايل، إلى جانب قيامه هو ووالدته بالقراءة له، وقال: نقرأ له سماعياً، ويحتاج منا للمزيد من الوقت والاهتمام، ودائماً ما نبحث له عن كتب جديدة، ونقرأ له الفهرس ليحدد إن كان يريد قراءة الكتاب أم لا، وهو بذلك يحدد الاتجاه الذي يريد السير فيه.
وأكد عمار أن ابنه عبدالله نجح في أن يجمع في عقله ثقافة عربية إسلامية مع ثقافة واسعة بالأدب الإنجليزي، إلى جانب ثقافة علمية حول موضوعات مختلفة ومهمة كالزلازل والبراكين وغيرها من ظواهر الطبيعة، وقال: قرأ عبدالله في مختلف العلوم.
وأصر على المشاركة بتحدي القراءة العربي حين سمع عن هذا المشروع الثقافي، وأشكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على هذه المبادرة التي ترتقي بالوطن العربي ككل، وحين أرى هذا القائد يكرم القراء، أتذكر العصر العباسي وهارون الرشيد الذي احتضن العلماء، فأثمر ذلك عن أزهى عصور الحضارة في التاريخ، وحين يكرم محمد بن راشد الأطفال، فهو بذلك يضعهم على طريق صناعة المستقبل.
ونجح عبدالله في حفظ القرآن الكريم خلال 3 أشهر، كما يحفظ قراءات القرآن، وكتب أحاديث مسلم والبخاري، كما يتقن الإنجليزية ويدرس الفرنسية.
* عباقرة وعلماء ومؤلفون بدأوا مشروعاتهم العلمية والأدبية رغم صغر سنهم
* «المدرسة المتميزة» من أفضل 6 مدارس عربية منتقاة وفق معايير دقيقة
* ضحى ومحمد روائيان واعدان ونور تبحث عن دواء للأمراض المستعصية
المصدر: البيان