أكد الفائزون في سباق تحدي القراءة العربي في دورته الأولى، أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، استطاع أن يصنع بالمعرفة قادة المستقبل عربياً، أبطالاً تجاوزوا التحديات، معبرين عن سعادتهم بالوصول إلى هذه المكانة الثقافية من خلال سباق التحدي.
«الخليج» التقت الفائزين في سباق التحدي، وعبروا عن سعادتهم بتحقيق الفوز والمراكز الأولى، معتبرين أن القراءة سلاح الأمم نحو التقدم والرقي والازدهار.
البداية كانت مع ابن الجزائر محمد عبدالله فرج جلود، الفائز بالمركز الأول، الذي أكد أن القراءة تمنحه متعة ورضى ذاتياً، وتسهم في استخراج الأفكار العامة والتفصيلية وفوائدها، موضحاً أهمية القراءة في حياة الإنسان، حيث تضيء له دروب العلم والمعرفة، وتساعده في مجابهة تحديد الأمية والجهل والفقر.
وأضاف أن القراءة وفهم النصوص لم يكونا أمراً صعباً ولم يشكلا أي تحد له، بل كان يستمتع باستخراج الأفكار العامة والتفصيلية، والفوائد بكل يسر، ولكن الصعوبة كانت أحياناً في صياغتها، وهنا كان دور الإشراف والأهل في المناقشة والحوار للوصول إلى صيغة نهائية، معبراً عن سعادته لنجاحه وتفوقه في التحدي، فضلاً عن شرف تمثيل بلاده في هذا السباق الكبير.
قال والد الطفل عبدالقادر، إن محمد أكبر إخوته، فتح عينيه على الكتب، ولم يلتحق بروضة أو قسم تحضيري ما قبل المدرسة وإنما لقن المبادئ الأولية للغة العربية من قبل والدته، ولم يمض وقت قصير على دخوله إلى الصف الأول ابتدائي إلا وقد استرسل في القراءة والكتابة، وما إن انطلق مشروع التحدي حتى كان سريع القراءة والفهم.
وأوضح أنه رغم الفترة التي تبدو قصيرة جداً لقراءة 50 كتاباً بالنسبة لسنه – وهو بالصف الأول ابتدائي – إلا أنه خاض التحدي بكل عزم، فمع تنظيم الوقت ومتعة القراءة تمكن من قراءة 50 عنواناً لاثنين وعشرين (22) مؤلفاً تراوح عدد صفحات الكتب بين 10 و20 صفحة، موجهاً الشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،رعاه الله، على تلك المبادرة التي أضاءت الطريق أمام الملايين من أبناء الوطن العربي.
فضول معرفي
من جانبها أكدت رؤى حمو من الأردن والفائزة بالمركز الثاني في سباق التحدي، أن القراءة تقودنا نحو دروب المعرفة والاكتشاف، وتحرك في الوقت ذاته الفضول للوصول إلى المعارف وتحقيق الإنجازات، معبرة عن سعادتها لتكريم صاحب السمو نائب رئيس الدولة لها، وسط جموع غفيرة الشخصيات المهمة والجاليات العربية، مؤكدة أن سموه صنع بالمعرفة قادة المستقبل عربياً، وأبطالاً تجاوزوا التحديات.
وأضافت أنها شعرت بأنها تملك العالم، مع أول عشرة كتب قرأتها، ولديها الأجوبة عن الأسئلة التي طال البحث عنها في تطوّر الإنسان، موضحة أنها وبعد أن طال إبحارها في القراءة شعرت بأنها نقطة في بحر الوجود، وشعرت بأن العالم ملك لمن يسأل ولمن يفكر لا لمن يجيب فقط، فالعالم قائم للباحث عن الحقيقة من نافذة القراءة، فالقراءة أولاً والباقي تفاصيل.
وقالت مشرفة الطالبة، إنها طالبة مميزة بحسن خُلقها، وباجتهادها في طلب العلم، تتمتع بقدرات فكرية تثير الإعجاب والتقدير، وشغوفة بالمطالعة تحسن اختيار الكتاب وتلازمه حتى تستخرج درره، وتكتشف خوافيه، وتستقرئ فكر مؤلفه وأهدافه وغاياته، وتبدع في عرضه وتحليله.
دعم لامحدود
وفي لقائها عبرت الفارسة الثالثة للتحدي ولاء عبدالهادي أحمد البقالي، من البحرين، عن سعادتها بالفوز وتحقيق هذا المركز، فضلاً عن شكرها الجزيل لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على دعمه اللامحدود، في بناء الأجيال العربية، واكتشاف مواهبهم المعرفية من خلال تلك المبادرة الكبيرة التي لعبت دوراً في تحريك العقول العربية الفتية، مؤكدة أن دبي قبة المعرفة والتميز والقراءة، وباتت صرحاً ثقافياً كبيراً يحتضن تحت مظلته عباقرة المعرفة عربياً.
قالت إنها ركزت خلال التحدي على تنوع الكتب المختارة والقراءة في المجالات كافة، وخصصت في يومي 4 ساعات للمطالعة، وأسهمت مبادرة تحدي القراءة العربي في تعزيز قدرة المشاركين على إبداء الرأي والاستفادة من الكتب المقروءة، وسرعة القراءة وتكوين فكرة شمولية سريعة لمجرد النظر إلى الكتاب، فضلاً عن تنمية التفكير الناقد ومهارات إعداد المخلصات الخاصة بكل كتاب، مؤكدة «من لا يقرأ سيظل خارج صفحات التاريخ».
تقويم سنوي
وقالت وفاء شموط، مديرة مدرسة طلائع الأمل في دولة فلسطين، الفائزة بجائزة أفضل مدرسة في تحدي القراءة العربي، إن المدرسة ركزت منذ بداية التحدي على إعداد تقويم سنوي خاص، بفعاليات تحدي القراءة العربي، ويضم الفعاليات كافة شهرياً وأسبوعياً ويومياً، فضلاً عن تزويد المكتبة ب 1220 كتاباً ليكون الكتاب بمتناول أيدي جميع المشاركات في التحدي، بالإضافة إلى توفير مكتبة صفية في كل صف دراسي لتسهيل عملية الاستعارة.
وفي محاولة لإثراء المعارف لدى طلبة المدرسة، البالغ عددهم 3100 طالب شارك منهم 830 طالب في التحدي، ثبتت المدرسة عشرين دقيقة يومياً في جدول حصص للقراءة الحرة، ثم التلخيص في دفاتر خاصة بالتحدي، فضلاً عن طباعة 3000 نسخة من دفاتر التلخيص، وتوزيعها على الطالبات المشاركات لحين استلام النسخ الأصلية من فريق التحدي، بهدف استثمار الوقت في القراءة.
وأكدت أن مبادرة تحدي القراءة أشعلت شموع المعرفة لأجيال الوطن العربي، وأسهمت في محاربة ظلام الجهل والأمية، إذ إن القراءة تسخر كل شيء للإنسان، مقدمة الشكر الجزيل لصاحب السمو على تلك المبادرة النبيلة التي رسخت مبادئ العلم والمعرفة، وكشفت عن المهارات الكامنة في نفوس وعقول أبنائنا العرب.
أهداف مهمة
من جانبه هنأ الدكتور عبداللطيف الشامسي، مدير مجمع كليات التقنية العليا، الفائزين في سباق القراءة والمعرفة في دورته الأولى، متوقعاً زيادة المشاركات في المرحلة المقبلة، مؤكداً أن تحدي القراءة العربي حقق أهدافاً مهمة كثيرة، أسهمت في الكشف عن عقول عربية مستنيرة تتمتع بمهارات معرفية خاصة، في مجالات كافة، فضلاً عن القدرة على التفكير الناقد وغيره من المهارات التي تحاكي مجتمع المعرفة، وعباقرة العصر الحديث، موضحاً أن مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، باتت مساراً ممنهجاً، لمجابهة أزمة المطالعة في الوطن العربي، وعبرت بأجيال المستقبل من النفق المظلم، بما يحتويه من الجهل والأمية، إلى ميادين العلم والمعرفة، وشكلت حراكاً عربياً معرفياً متميزاً.
مشهد مشرف
أما مروان الصوالح، وكيل وزارة التربية والتعليم، عبر عن سعادته بعرس القراءة الذي ضم صفوة وعباقرة الوطن العربي من القارئين، إذ يرى أن المشهد كان مشرفاً ومصدر فخر لكل عربي، مثمناً الدور المضيء لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، في دعم مسارات العلم والمعرفة، التي جابهت ظلمة الجهل والمعرفة في الوطن العربي، ومنحت الأبناء فرصة التعبير عن الذات وإفساح المجال أمامهم للانطلاق في دروب القراءة والثقافة والمعرفة.
وأكد أن مبادرة تحدي القراءة العربي تسهم في الارتقاء بمستوى تصنيف المنطقة العربية على قائمة مستويات القراءة والإطلاع عالمياً، فضلاً عن أنها أفرزت حراكاً معرفياً كبيراً في ميادين القراءة في الوطن العربي، ووضعت نهاية لازمتها التي تعاني منها المجتمعات، فالقراءة تعد من أهم العادات الإيجابية التي يجب أن يحافظ عليها الفرد في المجتمع، إذ إنها وسيلة من أهم وسائل التعلم وكسب المعلومات ومهما كانت وسيلتك في كسب المعلومات فليس بإمكانك أبداً أن تتخلى عن القراءة، أو تستبدلها بشيء يكون أكثر قيمة وفائدة.
منافسة قوية
من جانبها قالت حنان الحروب، أفضل معلمة على مستوى العالم للعام الجاري عضو لجنة التحكيم، إن التحدي شهد منافسة قوية بين أبناء الوطن العربي، وكشف عن عقول مضيئة لجيل عربي استثنائي، لديه مخزون معرفي كبير، ويستطيع مجابهة تحديات المستقبل، فضلاً عن أن التحدي أضاء أمام الأجيال شموع العلم والمعرفة، «فشكراً محمد بن راشد» على هذه المبادرة النبيلة التي تحاكي في مضمونها محاربة الجهل والفقر المعرفي بين أفراد المجتمعات عربياً.
وأكدت أن المبادرة عظيمة تحل إشكاليات ثقافية كثيرة، تعاني منها العديد من الدول العربية، لاسيما أنها ابتكرت دوراً جديداً للتربويين والمهتمين لاجتياز هذا التحدي، لاسيما أن القراءة والمطالعة، تتمتع بأهمية بالغة من حيث تنمية الشخصية وتوسيع مدارك الفرد ورؤيته الشاملة للحياة، واكتساب الآراء والأفكار والخبرات، وإشباع الحاجات النفسية والاجتماعية، وتنمية الفكر والوجدان والعاطفة، فضلاً عن أنها تكسر الحواجز بينه وبين البشر، فنجده يتفاعل مع أفكارهم، والقراءة فرصة لمعرفة الآراء والأفكار والتعبير عما يقرأ ويبدي ملاحظاته وآراءه فيه، لاسيما بعد تخرج أول دفعة من التحدي.
من وراء كواليس السباق
شهد الحفل الختامي لتحدي القراءة العربي، عرضاً موجزاً، لقصص نجاح مضيئة شاركت في رحلة السباق، وإن كانت لم تصل إلى نهائيات السباق، إلا أنها حققت إنجازات كبيرة، وقهرت الإعاقة والمرض والفقر والضعف، بنور العلم والمعرفة والقراءة.
تتحدى السرطان
كوثر حميداني، من المغرب، كانت إحدى المشاركات في سباق تحدي القراءة، علمت بإصابتها بالسرطان، بعد أسبوع من تقدمها للمسابقة، ولكن تمتعت بالعزيمة والإرادة والصبر الكبير، إذ جاءت ردة فعلها غير متوقعة، تناست المرض وهمومه وذهبت تمخر عباب العلم والمعرفة من خلال قراءتها لتحقق مركزاً فريداً في التحدي رغم مرضها.
شهر متسابق
محمود تنيرة، تلميذ فلسطيني في الصف الثالث الابتدائي، يعاني من مرض وراثي يؤثّر في قدرته على استخدام عضلات جسمه، ممّا أقعده عن الحركة وحدّ من قدرته على النطق بشكل كبير، وعلى الرغم أنه لم يفُز بالمسابقة في هذه الدورة، إلا أنه أثبت نفسه أثناء خوض التحدي، مكتسباً إعجاب كل من حوله لموهبته الفذّة وقدراته العقلية المتميزة، ونال حظاً وفيراً من التغطية الإعلامية خلال مشاركته في المسابقة، ليصبح أحد مشاهير التحدي.
معاق بصرياً
جنا مكرم أبو كامل، فتاة لبنانية عمرها 12 سنة، طالبة بمدرسة رؤوف أبو غانم في الصف السابع، تعشق الموسيقى والمطالعة، عانت من ضعف شديد في البصر، تفاقم بمرور الزمن حتى باتت اليوم شبه كفيفة، قد يظن بعضهم أن هذا الابتلاء يستوجب العطف والشفقة كونها لا تستطيع أن تؤدي أعمالها اليومية من دون مساعدة أحد، لكنها حققت نجاحاً وتفوقت في مبادرة تحدي القراءة العربي، حيث اجتازت اختبارات التصفيات في المسابقة لتفوز في المركز الأول على مستوى المحافظة، وتحتل المستوى الثالث في التصفيات النهائية على مستوى لبنان.
سفير الخرطوم
طه عثمان ابن الثمانية أعوام من السودان، أحد المتسابقين في التحدي، كان سبباً في تمديد فترة التسجيل لكي يفسح المجال لجميع أقرانه في التشاور مع أهاليهم قبل خوض السباق، إذ دفعه شغفه بالقراءة إقناع مدير مدرسته بإرسال بياناته إلى المسابقة كي يتاح لكافة الطلبة المشاركة، وكان سفيراً لتحدي القراءة في الخرطوم، إذ عرف أهله وأصدقاءه بتفاصيل المسابقة وكيفية المشاركة فيها، فلم يسمح للواقع بأن يقهره، هو الذي رغم يفاعة سنه، اكتشف معنى أن يكون قارئاً من الصغر، فقاده شغفه بالمعرفة إلى الغوص في عوالم الكتب المثيرة، محققاً تميزاً جعله محطّ إعجاب أسرته وأساتذته.
افتتاح رسمي لأوبرا دبي
تعد استضافة «أوبرا دبي» للحدث الكبير «تحدي القراء ة العربي» تحت رعاية وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بمثابة افتتاح رسمي لهذا المبنى الأسطوري، إذ جاءت تصاميمه تحاكي العالمية، وتخطيطه يجمع بين الحداثة والتراث.
التصويت على غرار العالمية
جاءت عملية التصويت في حفل الختام لعرس القراءة العربي، أمس على غرار النظم العالمية في المسابقات الشهيرة، إذ شارك الجمهور في عملية اختيار الفائز الأول حيث تم تجهيز مقاعد الأوبرا بأجهزة استشعار عن بعد، يستطيع الشخص التصويت من مقعده، وتعد تلك العملية الأولى التي يتم تطبيقها في الإمارات خلال الحدث الأكبر عربياً خلال 2016، إذ شارك فيه 3.5 مليون متنافس.
تقديم متميز
شهد ختام تحدي القراءة العربي أمس، طريقة مبتكرة في عرض برنامج حفل تتويج الفائز في التحدي، أبدع فيها كل من، تركي الدخيل مدير عام قناة العربية والدكتورة بروين الحبيب الإعلامية ومقدمة البرامج في تلفزيون دبي، والإعلامي مصطفى الأغا مقدم البرامج على قناة إم بي سي، حيث عكست طريقة تقديمهم الأهمية البالغة للحدث.
أبرز مشاهد الفرح
من أبرز المشاهد التي تضمنها حفل تتويج بطل التحدي العربي في دورته الأولى، تفاعل الحضور عند بدء عملية التصويت لاختيار الفائز، وحينما تم الإعلان عن بطل السباق والمركزين الثاني والثالث، امتلات القاعة بالزغاريد وردود الفعل التي تعبر عن الفرح والسعادة، التي غمرت القاعة، ليلعب الجمهور دوراً أساسياً في إنجاح عرس القراءة الأول.
عظمة التشييد وفن البناء
أخذتنا أوبرا دبي أمس في رحلة إلى عالم عظمة التشييد وفن البناء العصري الذي يحاكي العالمية في المضمون والتصاميم، التي جاءت فريدة من نوعها، وتجمع الحداثة والتراث، وتعد معلماً ثقافياً جديداً، مركزاً فنياً متعدد الاستخدامات، مجهز لاستقبال ألفي شخص للاستمتاع بعروض الأوبرا والمسرح والحفلات الموسيقية والمعارض الفنية والأوركسترا، فضلاً عن عروض الأفلام والبرامج الموسمية في وسط مدينة دبي.
القرقاوي: نجاح مبهر على مختلف المستويات
أكد محمد عبدالله القرقاوي، أمين عام مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، بأن الدورة الأولى من مشروع تحدي القراءة العربي حققت نجاحاً مبهراً على مختلف المستويات، مشيداً بحجم المشاركة العربية التي تجاوزت 3.5 مليون طالب وطلبة من أكثر من 30 ألف مدرسة أتموا قراءة أكثر من 150 مليون كتاب.
ونوه بأن مشروع تحدي القراءة العربي يعتبر من المبادرات التي تدعم رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بجعل العالم العربي مكاناً أفضل للأجيال القادمة من خلال الكتاب والقلم، وبأن اكتساب الشباب العربي لمختلف المعارف يعتبر خطوة أولى نحو تمكينهم من النجاح في عالم مملوء بالتحديات.
وبين بأن الشباب هم ركيزة المستقبل وعماد نجاح الدول وأن الأمم لا تنهض إلا بشبابها المتسلحين بالمعارف والعلوم، وشدد معاليه على أن المنطقة العربية تواجه اليوم وأكثر من أي وقت مضى جملة من التحديات التي كان أحد أهم أسبابها تدني مستويات التعليم وضعف الاهتمام بالقراءة واكتساب المعارف، موضحاً بأن القراءة مفتاح العلم والمعرفة وأنها الطريق لغرس القيم والمبادئ الحميدة والأخلاق العربية الأصيلة لدى الشباب العربي الذي نعتقد بأنه أحوج ما يكون لها اليوم لتقوده إلى طريق الخير والرشاد بعيداً عن ظلام الجهل والتطرف والكراهية.
وبين القرقاوي بأن الدول العربية تزخر بالعديد من المكتبات الكبرى التي تضم المراجع وأمهات الكتب في مختلف نواحي الحياة، ومهمتنا اليوم هو دفع الجمهور العربي نحو تلك المنارات المعرفية، وخير بداية تكمن في تكريس عادة القراءة لدى الجيل الصاعد.
وأشار بأن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله ومن خلال هذا المشروع الحيوي نقل المنهجية الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة الرامية لغرس محبة القراءة لدى النشء ليتم تعميمها على مختلف الدول العربية الشقيقة، موضحاً بأن هذا المشروع أسهم ومنذ عامه الأول في رفع نسبة قراءة الكتب لدى الشباب العربي قياساً بالمتوسط العالمي لعدد الكتب التي تقرأها شعوب الدول الأكثر تقدماً في العالم.
منوهاً بأن الدراسات السابقة الصادرة عن مؤسسات دولية مرموقة كانت صادمة للغاية لجهة تدني الاهتمام العربي بالقراءة وهو ما عمل المشروع على تغييره وفي زمن قياسي.
هذا وأشار القرقاوي إلى أن أبرز ما يميز الدورة الأولى من التحدي هو حجم الدعم الرسمي والتفاعل الشعبي الذي حظي به على مستوى دولة الإمارات ومختلف دول العالم العربي، مبرزاً جهود فريق تحدي القراءة الذي حمل معه رسالة المحبة والتسامح من دولة الإمارات إلى كافة الأشقاء العرب.
المستقبل يبنى بالعقول المتعلمة
عبر الدكتور عبد اللطيف الشامسي مدير مجمع كليات التقنية العليا، عن فخره الكبير بمشروع «تحدي القراءة العربي» الذي تفاعل معه أكثر من 3 ملايين ونصف المليون طالب وطالبة على مستوى وطننا العربي، وتم تتويج أبطاله ممن يمثلون ثمار هذا المشروع الكبير الذي يمثل الأمل للجيل العربي، مؤكداً أن دولة الإمارات دائما سباقة ورائدة في مبادراتها محلياً وإقليمياً وعالمياً، وتنظر للإنسان دوماً نظرة الثقة والإيمان بقدراته وطاقاته وبأنه الثروة والمستقبل، وهذه النظرة تخطت حدود الإمارات لتصل إلى المنطقة والعالم، ومشروع «تحدي القراءة» الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لخير دليل على الرؤية الثاقبة لسموه واستشرافه للمستقبل الذي لا يبنى إلا بالعقول المتعلمة والقارئة.
بارقة أمل لدى شعوب المنطقة
أكد الدكتور علي النعيمي، مدير مجلس أبوظبي للتعليم وعضو اللجنة العليا لمشروع تحدي القراءة العربي بأن الدورة الأولى للمشروع سجلت نجاحاً منقطع النظير، فقد تفوق المشروع ليس على الصعيد الوطني فحسب من خلال مشاركة أكثر من 100 ألف طالب وطالبة من دولة الإمارات بل على المستوى العربي ككل وخير دليل على ذلك تفاعل ومشاركة أكثر من 3.5 مليون طالب وطالبة من 15 دولة عربية.
وأضاف أن مشروع تحدي القراءة العربي أسهم بلا شك في تعزيز الرغبة بالاطلاع لدى ملايين الطلبة، وفي ختام دورته الأولى تبين بشكل جلي حجم التأثير الذي أحدثه في المحيط العربي وخلال فترة زمنية قصيرة للغاية، فقد مثل هذا المشروع المرموق بارقة أمل لدى شعوب المنطقة بغد أفضل من خلال شباب المستقبل المتسلحين بالعلم والمعرفة.
رسالة صريحة للشباب
أعرب حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، عن فخره واعتزازه بتتويج بطل تحدي القراءة العربي في أرض الإمارات، ومن قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، راعي هذه المبادرة غير المسبوقة، مضيفاً بأن ذلك يحمل دلالة واضحة بأن دولة الإمارات بقيادتها ستظل أيقونة للمعرفة وصاحبة رسالة حضارية وثقافية تنويرية يمتد أفقها ليتجاوز حدود الوطن. وقال إن المبادرة شكلت نقطة التقاء للشباب العربي وللأجيال المقبلة لتحقيق هدف واحد، وهو كسب رهان التحدي وتحقيق سبق الريادة المعرفية، والتتويج ببطولة القراءة بفئاتها المختلفة.
وقال إن مبادرة تحدي القراءة العربي رسالة صريحة للشباب، وتحديداً العربي، بأن القراءة يجب أن تكون أسلوب حياة، وممارسة يومية، ليستخلصوا منها كل جديد ومفيد.
المصدر: الخليج