أطلق صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بحضور سموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، مشروع «مجمع دبي للأغذية» التابع ل«دبي القابضة» في مدينة دبي لتجارة الجملة بتكلفة 5.5 مليار درهم.
واستمع سموّه إلى شرح مفصل قدمه عبدالله الحباي، رئيس دبي القابضة عن التفاصيل المتعلقة بالمجمع الذي يهدف إلى توفير بيئة جاذبة للتجار والمستثمرين في قطاع الأغذية، للوصول إلى أسواق جديدة، مع زيادة مستوى جذب الاستثمارات العالمية في هذا المجال، والاستفادة من البنية التحتية المتميزة لإمارة دبي في قطاع الشحن البري والبحري والجوي، فضلاً عن الدور الاستراتيجي المهم الذي سيسهم به المجمع في دعم تحقيق الأمن الغذائي.
ويتمتع المجمع الجديد، الذي يُعدّ الأول من نوعه في المنطقة، بموقع استراتيجي مميز، إذ يُقام على مساحة تصل إلى 48 مليون قدم مربعة، في مدينة دبي لتجارة الجملة، وعلى مقربة من عدد من المعالم الحيوية في دبي، إذ يقع بالقرب من مشروع دبي الجنوب، وعشر دقائق فقط عن مطار آل مكتوم الدولي، وموقع إكسبو 2020 دبي، و15 دقيقة عن المنطقة الحرة لجبل علي، إذ يمثل هذا الموقع الفريد ميزة مهمة تؤكد قيمة الفرص الاستثمارية الكثيرة التي يطرحها المشروع.
ويهدف إلى تعزيز موقع دبي مركزاً إقليمياً رائداً لتجارة الأغذية وإعادة تصدير المواد الغذائية، لاسيما أنها تسهم في ما يصل إلى 11% من إجمالي الناتج المحلي في دولة الإمارات، بينما يتوقع أن ينمو القطاع بنسبة 70%، ليصل حجمه إلى 23 مليار درهم بحلول 2030.
وسيقدم المجمع الجديد مختلف الخدمات المتخصصة في هذا القطاع الحيوي، بما فيها البنية التحتية الرائدة ومراكز متخصصة لخدمات الدعم والخدمات الإدارية. كما سيقدم خدمات حكومية شاملة للشركات المتخصصة، تشمل الجمارك، والتخليص، والترخيص، وسلامة الأغذية ورقابتها تحت سقف واحد، ما سيسهم في تعزيز نمو الشركات العاملة في قطاع الأغذية، وخفض تكلفة سلسلة التوريد، إلى جانب تعزيز قدرات هذه الشركات على النمو وتوفير مساحة جديدة للابتكار والإبداع.
وقال عبدالله الحباي «تهدف المشاريع التطويرية المختلفة التي تنفذها «دبي القابضة» إلى دعم استراتيجية دبي للتنويع الاقتصادي والاستعداد جيداً للمستقبل واحتياجات المرحلة المقبلة التي تتطلب عملاً مستمراً ونهجاً حكيماً في التخطيط والتنفيذ، تماشياً مع الرؤية الطموحة لقيادتها الرشيدة. ويأتي تأسيس المجمع استجابة للطلب المتزايد الذي يشهده قطاع الأغذية بدولة الإمارات والمنطقة، مدعوماً بالنمو السكاني ونمو قطاع السياحة، وهو ما يزيد الحاجة إلى توفير خدمات لوجستية متخصصة تسهم في تقليل تكلفة سلسلة التوريد والإمداد الحالية، وتوفير مساحات أكبر للشركات المتخصصة التي وصلت نسب نموها إلى مستويات لم تعد المراكز الحالية في دبي قادرة على استيعابها كاملة».
وأضاف «يمثل افتتاح المجمع الجديد فرصة كبيرة لهذه الشركات لتعزيز حضورها والإسهام في تحقيق الأمن الغذائي في الإمارات وعموم المنطقة، خصوصا، بالابتكار الذي يمثل سمة أساسية لمجتمع الأعمال في دبي؛ فنحن ننظر إلى المجمع ليس فرصة تجارية رائدة وحسب، بل منصة لتطوير هذا القطاع الحيوي وتقديم تجربة رائدة تسهم في إحداث تغيير حقيقي في القطاع في العالم».
ويشمل المجمع سوقاً مركزية لتجارة الجملة لخدمة قطاع التجزئة والفنادق والمطاعم، إلى جانب منطقة لوجستية، ومنطقة خاصة بالأنشطة التكميلية، مثل التغليف وإعادة التعبئة والمعالجة، ومنطقة مناولة للبضائع المغطاة، فضلاً عن توفير السكن للموظفين والعمال. كما يشمل عدداً من الفنادق والمكاتب والخدمات المالية ومركزاً للخدمات الحكومية المتكاملة، ومركزاً لتدوير النفايات العضوية، ليكون واحداً من أهم المجمعات الصديقة للبيئة في العالم.
وقالت الدكتورة أمينة الرستماني، الرئيسة التنفيذية لمجموعة تيكوم: «تحتل دبي موقعاً مهماً في قطاع الأغذية في المنطقة، وتأتي هذه الخطوة الجديدة لتعزيز هذا الموقع، خصوصاً من حيث الخدمات المبتكرة التي يقدمها المجمع للشركات، وستقلل من أعباء العمل الإداري، لتتمكن من التركيز على تقديم أعلى مستويات الخدمات، وفقاً لأرفع المعايير العالمية، مستفيدين من تخصيص 11 مليون قدم مربعة، منطقة حرة، لدعم إعادة التصدير. وسيلعب المجمع دوراً حيوياً في تطوير نشاطات إعادة التصدير في القطاع الغذائي، وتالياً تعزيز الأمن الغذائي، ودفع عجلة نمو قطاع الأغذية على مستوى المنطقة والعالم».
ويوجد المجمع ضمن مدينة دبي لتجارة الجملة التي تعد السوق الأكبر عالمياً لمنتجات الجملة، حيث تسعى لتعزيز دور دبي بصفتها عاصمة عالمية لتجارة الجملة، بتقديم أرقى مستويات خدمات النقل والخدمات اللوجستية والمالية، مدعومة بالبنية التحتية الرائدة التي تتمتع بها الإمارة في هذه المجالات. كما ستسهم المدينة في تعزيز سياحة الأعمال التي تعد من أهم القطاعات السياحية في الإمارات، ودبي على وجه الخصوص.
وفي تعليقه على الدور الذي ستلعبه المدينة في تعزيز نمو قطاع الأغذية وتطوره في الإمارات والمنطقة، قال عبدالله بالهول، الرئيس التنفيذي لمدينة دبي لتجارة الجملة: «نسعى في المدينة إلى تقديم بنية تحتية متقدمة تلبي احتياجات قطاع الأغذية الحيوي، حيث صُمّم مجمع دبي للأغذية وفقاً لأعلى المعايير العالمية، لضمان كفاءة التشغيل وسهولة الإجراءات، ما سينعكس إيجاباً على سير العمليات، سواء بالنسبة للتجار، أو المستهلكين. وسيكون المجمع الجديد وجهة واحدة لكل الخدمات الحكومية والإدارية واللوجستية المتعلقة بقطاع الأغذية».
مفاوضات مع شركات عالمية
كشفت «دبي القابضة» عن دخولها في مراحل متقدمة من المفاوضات مع بعض من أهم الشركات العالمية الرائدة في قطاع الأغذية التي تهدف إلى تعزيز حضورها في المنطقة، عبر اختيارها دبي مقراً إقليمياً، لتسهيل انضمام هذه الشركات إلى المجمّع.
المصدر: الخليج