يفتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله صباح اليوم رسمياً مطار آل مكتوم الدولي أمام حركة المسافرين. وتهبط في المطار اليوم أولى رحلات شركة ويز اير الأوروبية لتدشن رسمياً تشغيل المطار أمام رحلات المسافرين. وتعتبر بنية النقل الجوي من أكبر العوامل الداعمة لملف الإمارات لاستضافة إكسبو 2020.
ومع انطلاق رحلات المسافرين عبر مطار آل مكتوم تبدأ حقبة جديدة في قطاع الطيران المدني في دبي تمثل خطوة أولى لتوسيع الاعتماد على المطار الذي يمثل مستقبل دبي في الطيران مع وجود خطة لوجستية متكاملة لتعزيز الربط بين مطاري دبي الدولي ودبي وورلد سنترال لتسهيل عملية انتقال المسافرين بين المطارين أو وجهتهم النهائية في دبي.
انطلاقة جديدة
وأعلنت كل من شركة طيران ناس السعودية وطيران الخليج أنهما ستبدآن رحلاتهما المنتظمة انطلاقاً من المطار الجديد. وتخطط ( ناس) لتسيير 50 رحلة أسبوعياً بين دبي وعدد من الوجهات في المملكة العربية السعودية. فيما ستبدأ شركة ويز اير الأوروبية رحلاتها المنتظمة بين دبي و4 وجهات أوروبية بواقع 16 رحلة أسبوعياً في الوقت الذي ستباشر فيه طيران الخليج رحلاتها من المطار اعتباراً من ديسمبر المقبل.
وتخطط (ناس) لتسيير 50 رحلة أسبوعيا بين دبي وعدد من الوجهات في المملكة العربية السعودية. وتقوم الناقلة التي تتخذ من السعودية مقراً لها، بتسيير 950 رحلة أسبوعياً إلى 28 وجهة بأسطول مكون من 21 طائرة إيرباص A023 وامبراير E091s.
انتشار ملحوظ
وتوفر ويز اير رحلات إلى 30 بلداً حول العالم ولديها 16 محطة رئيسية في مختلف أنحاء أوروبا مما يوفر خيارات واسعة أمام الركاب إلى وجهات وسط وشرق أوروبا، وتمتلك شركة (ويز اير) التي تعتبر من شركات الطيران منخفضة التكاليف، أسطولاً مكوناً من 40 طائرة إيرباص A023 وتسيّر أكثر من 1500 رحلة أسبوعياً إلى 93 وجهة.
وتم الانتهاء من إنشاء مبنى المسافرين في المطار خلال العام الماضي وبات المطار بكامل جاهزيته بما فيها مباني السوق الحرة وخدمات التسوق والمأكولات وهو مهيأ للتعامل مع طائرات الإيرباص العملاقة A083 فضلاً عن وجود 64 موقفاً للطائرات بطاقة استيعابية قدرها 7 ملايين مسافر سنوياً.
وتتوقع مطارات دبي قيام نحو 25 شركة طيران بتسيير رحلات منتظمة من وإلى المطار خلال الشهور المقبلة.
وتتوقع شركة ويز اير نقل نحو 250 ألف مسافر بين دبي والوجهات الأربع التي ستبدأ الخدمة إليها وهي العاصمة الرومانية بودابست وكييف العاصمة الأوكرانية وبوخارست العاصمة الرومانية إضافة إلى العاصمة البلغارية صوفيا.
35 شركة شحن جوي
وكانت مطارات دبي قد افتتحت مبنى الشحن في دبي ورلد سنترال في يونيو 2010 وسرعان ما أصبح هذا المركز واحداً من المراكز المهمة على مستوى المنطقة، حيث تستخدمه أكثر من 36 شركة طيران تسير رحلات مجدولة وتشارتر.
وتعامل مركز الشحن مع 219092 طناً من البضائع تم شحنها عبر 16317 رحلة في عام 2012. وتم الإعلان عن بدء تسيير رحلات للطيران العام في 28 أبريل 2011 عقب موافقة الهيئة العامة للطيران المدني على بدء تشغيل رحلات جوية تحمل على متنها 50 راكباً بالإضافة إلى طاقمها. ومع اكتمال جميع مراحل بناء دبي ورلد سنترال سيصبح أكبر مطار في العالم يضم خمسة مدرجات وتصل طاقته إلى 160 مليون مسافر و12 مليون طن شحن.
نموذج مبتكر لقطاع الطيران تقدم دبي أنموذجاً مبتكراً لصناعة الطيران
والبنية التحتية المتعلقة بها تقوم أساساً على تكامل الخدمات بين مختلف القطاعات ذات العلاقة من حيث امتلاكها لمطار عالمي ببنية تحتية متطورة وشركة طيران باتت أحد كبار اللاعبين في هذا المجال.
وتضيف دبي لذلك امتلاكها لشركة مناولة خدمات عالمية وهي دناتا لا تعمل فقط في مطارات دبي بل تتواجد في أكثر من 20 دولة حول العالم مع خطط توسع مستمرة ورؤية بعيدة لتحويل الإمارة إلى مركز عالمي للطيران.
وتشكل منظومة التكامل هذه خيارات مهمة وحيوية لاستضافة إكسبو 2020 من حيث قدرة دبي على امتلاك كل العناصر الحيوية لاستضافة هذا الحدث العالمي، فهي تتمتع بمقومات الربط مع مختلف الوجهات العالمية، حيث تطير الإمارات إلى أكثر من 130 وجهة عالمية في الوقت الذي يتعامل فيه مطار دبي الدولي مع أكثر من 130 شركة طيران توفر رحلات ربط لأكثر من 200 وجهة حول العالم.
وترتكز رؤية دبي على مساهمة رئيسية وحيوية لصناعة الطيران المدني في عملية التنمية الاقتصادية، حيث يسهم هذا القطاع في توفير 125 ألف فرصة عمل بشكل مباشرة أو غير مباشر..
حيث يعمل في قطاع الطيران نحو 85 ألف شخص ويضخ القطاع 6.2 مليارات دولار في ناتج دبي الإجمالي بشكل مباشر فيما تصل مساهمته غير المباشرة بأكثر من 12 مليار دولار إذا أخذنا في الاعتبار قطاعات ذات علاقة مثل السياحة والفنادق والخدمات الأخرى.
ولم تحقق دبي ذلك من فراغ بل من خلال مشاريع عملاقة قامت على رؤية ثاقبة بأهمية هذه الصناعة وتمثلت أبرز تلك المشاريع في التوسعات الكبيرة التي شهدها مطار دبي الدولي خلال السنوات الماضية والتي جعلت منه أكبر مطار في المنطقة ورابع أكبر مطار عالمي من حيث أعداد المسافرين الدوليين.
وتتمثل عناصر قوة هذا القطاع في دبي في تلك القرارات الاستراتيجية التي اتخذتها حكومة دبي في ماضيها وحاضرها متمثلة بأهمية الوعي بهذه الصناعة ودورها المهم في الاقتصاد. ونفذت الحكومة خلال السنوات الماضية مشاريع عملاقة قامت على قرارات استراتيجية لعل أبرزها سياسة الأجواء المفتوحة التي اتخذتها دبي منذ عقود مضت مكنتها من جذب أكثر من 130 شركة طيران عالمية فضلاً عن الرسوم المعقولة التي تفرضها على شركات الطيران مقارنة مع مطارات عالمية أخرى.
طيران الإمارات تضاعف أعداد مسافريها 6 مرات
أدركت دبي منذ سنوات أهمية موقعها الاستراتيجية كنقطة ربط بين الشرق والغرب والنمو الكبير في أعداد المسافرين. وخاصة في قارات آسيا وإفريقيا، فعملت من خلال توسع طيران الإمارات على افتتاح العديد من الوجهات العالمية في هاتين القارتين، مع مواصلة النمو في قارتي أميركا الشمالية والجنوبية، الأمر الذي مكن الناقلة العالمية من تحقيق كفاءة عالية في الربط بين الشرق والغرب من خلال مركز عملياتها في دبي.
وتتمتع دبي اليوم بميزات فريدة مكنتها من تحقيق الربط بين قارات العالم أجمع بوجود ناقلتين هما الأكبر في فئتهما: فلاي دبي وهي أكبر ناقلة اقتصادية في المنطقة و تطير إلى أكثر من 50 وجهة في المنطقة وخارجها، وطيران الإمارات بأكثر من 130 وجهة حول العالم، وللدلالة على ذلك فإن طيران الإمارات ضاعفت أعداد مسافريها 6 مرات خلال عقد واحد فقط، وكذلك نسجت فلاي دبي على المنوال نفسه، واستطاعت الوصول إلى نقاط غير مخدومة وفق أنموذج عمل فريد.
ومع وجود مثل هذه الإمكانات، باتت دبي اليوم نقطة وصل وربط حيوية بين الشرق والغرب تسندها بنية تحتية عالمية، وفي الوقت نفسه لم تتوقف مشاريع التوسعة فيها منذ افتتاح مطار دبي في خمسينات القرن الماضي. ونما قطاع الطيران في دبي خلال السنوات الماضية على هذه الوتيرة المتسارعة مستفيدا من موقع دبي الاستراتيجي وتلك المشاريع الضخمة التي تسند هذا النمو الكبير، حيث لا تبعد دبي سوى 8 ساعات عن ثلثي سكان العالم، من بينها واحدة من أكثر مناطق العالم نمواً وهي منطقة آسيا الهادئ.
المصدر: البيان