أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن التميز الحكومي في الخدمات يعزز جميع القطاعات العاملة بالدولة، ويخلق الكثير من الفرص ويرسخ مكانة الإمارات العالمية في المجالات كافة.

جاء ذلك خلال حضور سموه لمؤتمر التميز الحكومي الذي عقد، أمس، في دبي، إلى جانب سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع.

ووجه سموه المؤتمر بإنشاء مجلس الإمارات للتميز، الذي سيضم جميع برامج التميز الاتحادية والمحلية تحت مظلة واحدة بهدف تنسيق الجهود وتبادل المعارف والخبرات والعمل كفريق عمل واحد لترسيخ التميز ثقافةً وطنيةً في دولة الإمارات.

وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إن تضافر الجهود الاتحادية والمحلية وتكامل برامج التميز في ما بينها، سيحقق لنا قفزات كبيرة في الأداء الحكومي بشكل عام ويرسخ دولة الإمارات وجهةً رئيسةً لأفضل الممارسات في هذا المجال، وسيخلق ثقافة وطنية عامة تشجع على التميز في كل الأعمال والخدمات المقدمة في الدولة.

ووجه سموه المسؤولين بأهمية خلق بيئة العمل المناسبة لجميع الموظفين لإطلاق طاقاتهم، وقال سموه إن «كل إنسان يحب أن يكون متميزاً، وكل موظف لديه الرغبة في ذلك، ووظيفتنا كمسؤولين توفير البيئة لإطلاق طاقات أبنائنا».

وأوضح سموه أن التميز في العمل هو جزء من ديننا وثقافتنا الإسلامية، حيث قال رسولنا الكريم «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه»، كما أن التميز هو أحد أهم عوامل تحقيق الراحة والرضا لمواطنينا، وهذا ما نطلبه دائماً.

وأكد سموه أن «التميز هو أسلوب حياة وثقافة حكومية وميزة وطنية، نحقق به الكثير من الإنجازات، وأن تحقيق رؤية ?2021 يصبح أقرب إلينا إذا رسخنا مفهوم التميز في جميع جهاتنا الحكومية».

ويهدف مؤتمر الإمارات للتميز إلى إبراز المكانة الرائدة لدولة الإمارات في مجال التميز الحكومي على المستويين الإقليمي والعالمي، وإيجاد منصة تفاعلية لعرض أفضل الممارسات الحكومية الإماراتية في كل القطاعات، والتعريف بها وتعميمها محلياً وإقليمياً وعالمياً، بالإضافة إلى تعزيز التعاون وتوحيد الجهود وتبادل المعرفة بين الجهات الحكومية المتميزة على المستويين المحلي والاتحادي.

وحفل جدول أعمال المؤتمر بعدد من الجلسات الرئيسة وورش العمل التفاعلية، إذ أكد الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي في كلمة له أمام المؤتمر أهمية دور القيادة في نجاح مشروعات التطوير الحكومي، منوهاً بدور القائد في خلق ثقافة مؤسسية تدعم تحقيق التميز وتحفز العاملين على التطوير المستمر والتفكير الإبداعي غير النمطي، لما يمثله القائد من قدوة للعاملين في جميع المجالات، خصوصاً في المجالات التي تتطلب التواصل مع المتعاملين ومتابعة أمورهم وتحقيق رضاهم.

وأشار سمو الشيخ حمدان إلى أن التميز المؤسسي هو منظومة متكاملة ترتكز على محاور مهمة عدة تتضمن نشر وتعزيز ثقافة المشاركة والمبادرة والتمكين والمساءلة على كل المستويات، كما تتضمن بناء القرارات على حقائق ومعلومات موثوقة والاعتماد على نتائج مؤشرات الأداء لمتابعة نتائج وتأثيرات مشروعات التحسين والتطوير، داعياً إلى أهمية الاستثمار في بناء القدرات الداخلية لدى المؤسسات في مجالات التميز لضمان استمرارية تحقيق النتائج المتميزة.

كما تضمن جدول أعمال المؤتمر ورشة بعنوان التميز في القطاع الأمني، أدارها وكيل وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، طارق لوتاه، وشارك فيها الأمين العام لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، اللواء ناصر لخريباني النعيمي، ومدير الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي، اللواء مهندس محمد سيف الزفين، ومدير الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي، اللواء محمد أحمد المري، ومدير عام الدفاع المدني في عجمان، العميد صالح سعيد المطروشي. وركز المتحدثون على دور القطاع الأمني في دعم تنافسية الدولة، وأسباب تميز القطاع الأمني، وأوجه الشراكة بينه وبين الجهات الحكومية الأخرى في مجال تطوير العمل الحكومي، وأهم عوامل النجاح لتحقيق التميز الحكومي.

ويمثل مؤتمر الإمارات للتميز الحكومي نقلة مهمة على صعيد تعزيز التواصل بين الجهات الاتحادية والمحلية وتبادل المعرفة، وإثراء الخبرات بمختلف مستوياتها الوظيفية، خصوصاً في مجال الموارد البشرية، لإثراء تجربة الجهات الحكومية من ناحية تطوير المهارات القيادية للموارد البشرية بما ينسجم مع أهداف رؤية الإمارات ?2021.

التميز في إدارة التغيير

شهدت أعمال المؤتمر جلسة بعنوان «التميز في إدارة التغيير»، أدارها المدير التنفيذي للشؤون الهندسية والإسكان في برنامج الشيخ زايد للإسكان، عبدالله الخديم، وشارك فيها مدير عام هيئة الإمارات للهوية، علي محمد الخوري، ومدير عام مركز أبوظبي للأنظمة الإلكترونية والمعلومات راشد بن لاحج المنصوري، ومدير عام بلدية دبي، المهندس حسين ناصر لوتاه، وتم خلالها مناقشة التحديات التي تواجه عملية التغيير في القطاع الحكومي، وأهمية الإدارة الفعالة للتغيير لضمان نجاح المشروعات الحكومية، وأساليب التعامل مع مقاومة التغيير في القطاع الحكومي، والدروس المستفادة من مشروعات التغيير التي تمت إدارتها بنجاح.

مشاركة ‬1000 موظف الاحتفال بإنجازات الدولة

شارك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على هامش المؤتمر، أكثر من ?1000 من موظفي الحكومة الاتحادية والمحلية الاحتفال بإنجازات الدولة وحصولها على المركز الأول عالمياً في مجال الكفاءة الحكومية، وتحقيقها أكبر قفزة بين جميع دول العالم في مجال التنافسية لهذا العام، لتصل إلى المركز الثامن عالمياً، وتحقيقها أيضاً المركز الرابع في مجال الأداء الاقتصادي حسب الكتاب السنوي للتنافسية العالمية ?2013، الذي يعد أحد أهم التقارير العالمية التي تقيس مستوى تنافسية الدول، ويصدر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية في سويسرا. وشارك الموظفين بقطع قالب من الحلوى (كعكة) احتفاءً بالمناسبة.

مركز اتصال موحد للبلديات

خلصت ورشة التميز في قطاع البلديات، التي عقدت ضمن أربع ورش تفاعلية كانت على أجندة أعمال مؤتمر الإمارات للتميز، إلى ضرورة إنشاء مركز اتصال موحد على مستوى بلديات الدولة، يضمن وجود قنوات اتصال مباشرة ومستمرة على مدار ?24 ساعة بين البلديات والعملاء، وذلك في إطار الجهود المطلوبة لتحقيق التميز في الخدمات الحكومية الإلكترونية والذكية التي سيعتمد تميزها على تطوير وتوثيق واتمتة كل العمليات المتعلقة بتقديم تلك الخدمات. وتناولت الورشة تجارب بلديات في تطوير وأداء العمليات المطلوبة لإنتاج الخدمات، كما استعرضوا أمثلة أسهمت برفع مستوى الخدمات وتخفيض كلفتها عبر تطبيق خيارات مختلفة من بينها التعهيد والخصخصة.

ورش عمل

حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مساء أمس، على المشاركة في جانب من ورش العمل المنعقدة على هامش مؤتمر التميز الحكومي، الذي اختتم فعالياته في فندق جي دبليو ماريوت ماركيز في دبي.

وحضر إلى جانب سموه، سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، حيث حضر سموهما جانباً من ورشة العمل الخاصة في التميز في المجال الوظيفي، واستمعا لتجربة عدد من المشاركين في الورشة، التي شهدت مداخلات بعض الحضور في القاعة.

ثم شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وإلى جانبه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ورشة العمل الخاصة بأسرار التفوق الوظيفي، واستمع سموه لتجربة ضابطين من وزارة الداخلية حول أسباب تفوقهما في عملهما في الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب ومديرية المرور بوزارة الداخلية، إلى جانب تجارب عدد من الموظفين والموظفات في عدد من الجهات الحكومية في الدولة.

كما حضر صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في ختام مشاركته لشباب الوطن، في ورش العمل التي نظمها مكتب رئاسة مجلس الوزراء، على هامش مؤتمر التميز الحكومي، جانباً من ورشة العمل الخاصة بالتميز في قطاع البلديات، واستمع سموه لأسئلة بعض الحضور للمتحدثين عن هذا الموضوع ومداخلتهم والآراء التي طرحت خلال ورشة العمل هذه.

وقد أبدى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ارتياحه للمشاركة الكثيفة والفاعلة من قبل القيادات الشابة والموظفين الحكوميين في أعمال المؤتمر وورش العمل التي عقدت على هامشه، مشيداً سموه بالمستوى الفكري لهذه القيادات والأداء الحكومي المتميز الذي يقدمونه خدمة للوطن والمواطن كل من موقعه.

وقد حظيت مشاركة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في جانب من ورش عمل المؤتمر، بكل التقدير والترحيب من قبل الشباب الذين تبادلوا مع سموه التحية والحوار حول عدد من قضايا التميز والإبداع في شتى المجالات على مستوى مساحة الوطن العزيز.

المصدر: وام