أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مكانة القيم الفاضلة في بناء الأمم ونهضتها ورقي الشعوب وتطورها، وأنه مهما بلغت الدول من تقدم علمي ومعرفي وتقني فإن ديمومة بقائها مرهونة بمدى محافظتها على قيمها النبيلة وتمسكها بمبادئها السامية لتواصل طريقها نحو بناء حاضرها ومستقبلها المشرق وما العلم في جوهره إلا تجسيد وإعلاء للقيم الحضارية والأخلاق الإنسانية.
وقال سموه إن دولة الإمارات العربية المتحدة تتميز بهويتها الثقافية وقيمها الأخلاقية الأصيلة المرتكزة على موروث القيم النابع من تعاليم الدين الحنيف وتقاليد الآباء والأجداد التي تعلي من قيم التسامح والاحترام والتعاون وحب الخير والانتماء والبذل والتضحية والعطاء اللامحدود للوطن.
وشدد سموه على أهمية الدور المتنامي للمؤسسات التعليمية في إعداد النشء وتربيته وبناء شخصيته الفاعلة والطموحة إلى جانب دور الأسرة المحوري من خلال تعزيز القيم الرفيعة والفضائل والمثل العليا في نفوس الأبناء تلك التي أصل لها الأجداد وأضحت مخزوناً حضارياً ينبغي العمل على إبرازه وترسيخ جوانبه المضيئة ومواقفه المشرقة حتى تسلك الأجيال نهج القدوات الحسنة فيستلهمون الحاضر من الماضي وهم يتطلعون إلى مستقبل مشرق زاهر.
جاء ذلك بمناسبة إطلاق ديوان ولي عهد أبوظبي وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مبادرة تدعم العملية التعليمية بمادة «التربية الأخلاقية» في المناهج والمقررات الدراسية، وذلك بالتعاون والتنسيق مع وزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم وباقي المؤسسات ذات الصلة. وتشمل مادة التربية الأخلاقية خمسة عناصر رئيسية هي الأخلاقيات والتطوير الذاتي والمجتمعي والثقافة والتراث والتربية المدنية والحقوق والمسؤوليات.
وتتضمن المبادرة تشكيل لجنة لاعتماد أطر منهجية ومعايير مناسبة لإعداد مادة «التربية الأخلاقية» بما يتوافق مع الهوية الثقافية والعادات والتقاليد الإماراتية لكي تسهم مع جهود مختلف المؤسسات والهيئات في وضع أسس علمية ومضامين تربوية وبرامج مدروسة وآليات عمل تضمن تكامل هذه المادة الحيوية مع باقي المقررات الوطنية والدراسية.
وتهدف المبادرة إلى ترسيخ الخصائص الأخلاقية والقيم في دولة الإمارات بين طلبة المدارس وتلك التي تعزز التسامح والاحترام والمشاركة المجتمعية وتنمي روح المبادرة والتفاعل الإيجابي والمسؤولية وتشجع على الإبداع والابتكار والطموح لدى الطلبة وحب والعلم وإتقان العمل.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قد شدد في وقت سابق خلال لقائه المعلمين والقيادات التربوية في مجلس سموه بقصر البحر على أهمية قيام المؤسسات التعليمية بدور مضاعف وتسخير وتعزيز إمكانياتها وتوحيد جهودها في تربية النشء على قيم الولاء والانتماء والتعاون والتضامن ومواجهة كل التحديات.
كما قال سموه «إن دور المدرسة التربوي يتعاظم في هذه المرحلة أكثر من أي مرحلة سابقة، ونحن واثقون بأن المعلمين والمعلمات على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وهم على وعي كامل بالدور المحوري للتربية والتعليم في تعزيز النهضة التنموية الإماراتية الرائدة».
وشدد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على أنه يتوجب علينا في مسيرة عمليتنا التعليمية أن نمنح الجوانب التربوية والتنشئة الوطنية أولوياتها نظراً لما تمثله من حصانة ومناعة ذاتية لطالب العلم متخذين من التوجيه والتوعية والإرشاد والتربية وسائل أساسية لتمكين الشباب وإتاحة الفرص أمامهم كي يكونوا مساهمين نشطين على كل المستويات.
مصدر مسؤول لـ«الاتحاد»:
حكماء وعلماء وأعيان يشاركون في إعداد المادة
أكد مصدر مسؤول لـ«الاتحاد»، اعتماد نهج ينسجم مع تقاليد دولة الإمارات العربية المتحدة، وقيم مجتمعها، في إعداد مادة «التربية الأخلاقية»، المقرر ضمها للمناهج، وذلك ضمن مجالات عدة منها التربية الوطنية، والأخلاقية، والثقافية، وغيرها.
وأشار المصدر إلى أنه سيتم الاستعانة بالخبرات المحلية من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة والمؤرخين وعلماء الأنثروبولوجيا وحكماء من أعيان القبائل الذين شهدوا تحول دولة الإمارات منذ بدايتها في وضع المادة الدراسية، ودمج عناصر من الثقافة الإماراتية المحلية والخبرات الوطنية ضمن إطار تعليمي لتوثيق القيم الاجتماعية، وترسيخ مبادئ الهوية والشخصية الإماراتية، والتعريف بالعادات والتقاليد، وتوثيق تاريخ الإمارات وصولاً إلى مرحلة قيام الدولة وما بعدها.
وذكر المصدر أن مادة التربية الأخلاقية ستسهم في تعزيز الحس المجتمعي والمشاركة الاجتماعية والتمييز بين الصواب والخطأ واتخاذ قرارات عقلانية وأخلاقية واحترام أوجه الاختلاف والتشابه بين الأديان والاعتراف بأن العنصرية لا مكان لها في المجتمع، بالإضافة إلى فهم النظام السياسي في الدولة، وكيفية عمل المجلس الوطني، ودوره التنفيذي، ومعرفة الفرق بين الحكومة المحلية والاتحادية، وفهم مبادئ الإيثار والخير، ر ودور الفرد ضمن المجموعة واتخاذ قرارات عقلانية في الحياة اليومية والعيش باحترام واندماج في المجتمع.
وقال: تشمل مادة التربية الأخلاقية خمسة عناصر هي الأخلاقيات، والتطوير الذاتي والمجتمعي، والثقافة والتراث والتربية المدنية، والحقوق والمسؤوليات، مشيراً إلى تشكيل لجنة لاعتماد أطر منهجية ومعايير مناسبة لإعداد المادة بما يتوافق مع الهوية الثقافية والعادات والتقاليد الإماراتية لكي تسهم مع جهود مختلف المؤسسات والهيئات في وضع أسس علمية ومضامين تربوية وبرامج مدروسة وآليات عمل تضمن تكامل هذه المادة الحيوية مع باقي المقررات الوطنية والدراسية.
المصدر: الإتحاد