نعى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عقيدة علي المهيري. وقال سموه عبر «تويتر»: «رحم الله تعالى عقيدة علي المهيري الذي سخر خبرته في خدمة مجتمعه ووطنه على مدى عقود من العطاء.. من رجالات الدولة المخلصين وأبنائها الأوفياء.. تغمده الله بواسع رحمته ورضوانه.. وخالص العزاء والمواساة إلى عائلته وذويه».
ونعى سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، عقيدة علي المهيري.
وقال سموه عبر «تويتر»: «تعازينا ومواساتنا إلى آل بومهير الكرام في وفاة عقيدة علي المهيري، رحم الله الفقيد أحد أبناء الوطن الذين كانت لهم إسهامات كثيرة في المجالات الاجتماعية والطب الشعبي، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان». كما نعى سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، عقيدة علي المهيري، وقال سموه عبر «تويتر»: «نتقدم بخالص التعازي والمواساة إلى قبيلة آل بومهير الكرام برحيل عقيدة علي المهيري، أحد كبار دولة الإمارات ممن عملوا وأخلصوا فأحبه الناس وحفظوا سيرته وأعماله الطيبة، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون».
وتوفي أمس، عقيدة علي المهيري، عن عمر تجاوز 100 عام، والذي يُعد أحد أبرز الشخصيات المجتمعية التي كان لها دور بارز خلال العقود الماضية؛ نظراً لما عرف عن الفقيد من مكارم ومآثر وصفات حميدة ورحلة ممتلئة بمواقف الخير والكرم والعطاء، خاصة في مجال الطب الشعبي.
وولد الفقيد في عام 1920 بمدينة العين، حيث اكتسب منذ صباه قيم البذل والخير والعطاء، وتلقى الموروث الإماراتي الأصيل في صغره، ومارس في شبابه مجموعة من المهن من مثل الغوص والزراعة، وصولاً إلى عمر عشرين سنة، حين بدأ في مهنة الطب الشعبي، حيث تكونت لديه دراية عميقة بكيفية معالجة أكثر من خمسين نوعاً من الأمراض الخطيرة على الإنسان، واستطاع بذكائه أيضاً أن يطور أدوات الحجامة، وعالج خلال ممارسته هذه المهنة الإنسانية العظيمة آلاف المرضى. وعُرف عن الراحل، تمسكه بالقيم الإنسانية الأصيلة، حيث كان لا يتوانى في تقديم العلاج المجاني للمحتاجين وغير المقتدرين، وهو ما جعله رمزاً مجتمعياً معروفاً لدى الأفراد والعائلات، ومصدراً ملهماً للأبناء للاحتذاء بنهجه والسير على خطاه، حيث استفاد من خبرته العديد من الناس في الدولة وخارجها، وعلّم كل من طلب منه هذا العلم سواء من طلبة الطب أو الباحثين، إيماناً منه بأهمية نقل المعرفة إلى الأجيال الجديدة. وتميزت مسيرة المهيري، بغزاره علمه وثقافته في مختلف مجالات الحياة، حيث ارتبط اسمه بالحكمة والحرص على التوفيق والمبادرة بنشر الخير، كما كان حريصاً على مخاطبة الأجيال الناشئة وتذكيرهم بضرورة المحافظة على مكتسبات الدولة والقيم المجتمعية الأصيلة، إضافة إلى قربه من مختلف شرائح المجتمع نظراً لأحاديثه المليئة بالاطلاع والثقافة، حيث تميز بمعرفته الغزيرة في علم الأنساب وأصولها، كما كان ملماً بجغرافية الأرض في كل من أبوظبي والعين ودبي. كما توافرت لديه خبرة جيدة في ترميم الأفلاج وصيانتها ليساهم في ترميم وصيانة أفلاج العين المختلفة.
وحاز الفقيد جائزة أبوظبي، وذلك لمساهماته المجتمعية البارزة ولدوره الإنساني والخيري، حيث استمر هذا الدور خلال السنوات الماضية، من خلال الحرص على نقل مفاهيم الطب الشعبي والتأكيد عليها، واستذكار القيم والعادات والتقاليد الأصيلة في المجالس المجتمعية، وظل متمسكاً بهذه المبادئ والقيم حتى وفاته. وشهدت منصات التواصل الاجتماعي في الدولة، تفاعلاً واسعاً من مختلف الشرائح المجتمعية، والذين أعربوا عن خالص عزائهم ومواساتهم لذوي الفقيد، مستذكرين المآثر والمواقف الخالدة للراحل خلال العقود الماضية، وما تميز به من صفات وخصال حميدة، مؤكدين أن عقيدة المهيري يُعد رمزاً وطنياً ورجلاً من رجال الخير والإنسانية، والذين سيبقى التاريخ مخلداً لذكراهم.
المصدر: الاتحاد