قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إنه «عندما ننظر إلى المستقبل بتفاؤل، فذلك لأننا – بفضل الله – وضعنا ثقتنا بأبنائنا الطلبة، وقدرتهم على تحقيق طموحات الوطن»، مؤكداً سموه «أهمية العمل على تزويد أبنائنا الطلبة بمهارات التواصل والتفاعل والعمل في بيئات متعددة الثقافات».
ولي عهد أبوظبي:
نؤكد أهمية تزويد أبنائنا الطلبة بمهارات التواصل والتفاعل والعمل في بيئات متعددة الثقافات.
يجب تنمية قدرات الطلبة وتطوير مهاراتهم، بما يمكنهم من بناء حاضرهم ومستقبل وطنهم.
جاء ذلك، خلال زيارة سموه مدرسة حمدان بن زايد بمنطقة البطين في أبوظبي، أمس.
وتفصيلاً، أجرى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، زيارة تفقدية، صباح أمس، إلى مدرسة حمدان بن زايد بمنطقة البطين في أبوظبي، واطلع سموه خلالها على سير العملية التعليمية وانطلاقها في أول أيام العام الدراسي (2017 /2018).
ورافق سموه، خلال الزيارة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، ووزير التربية والتعليم، حسين بن إبراهيم الحمادي، ورئيس مكتب اللجنة التنفيذية لإمارة أبوظبي، جاسم محمد بوعتابه الزعابي، ومدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، الدكتور علي راشد النعيمي، ومدير مكتب شؤون التعليم بديوان ولي عهد أبوظبي، محمد خليفة النعيمي، وعدد من المسؤولين في المؤسسات التعليمية.
وتفقد سموه الأقسام العلمية والصفوف الدراسية والمختبرات التعليمية والمرافق العامة للمدرسة، التي تأسست عام 2006، وتعد المدرسة الحكومية الوحيدة التي تدرس فيها اللغة الصينية، وتضم 782 طالباً وطالبة، بينهم 18 طالباً وطالبة من الصين.
وتجول سموه داخل قاعات المدرسة وفصولها مستمعاً إلى شرح تفصيلي من مديرتها، فاطمة البستكي، عن الاستعدادات لاستقبال الطلبة وجاهزية طواقم التدريس والمرافق الحيوية التي تتميز بها من ناحية التصميم، وتوافر مستلزمات التدريس، ونوعية المبادرات التعليمية.
وذكرت البستكي، أن مدرسة حمدان بن زايد تتميز عن بقية المدارس بكونها المدرسة الحكومية الوحيدة التي تدرس فيها اللغة الصينية، وتتضمن جميع المراحل الدراسية للذكور والإناث في مبنى واحد، مشيرة إلى أنها تهدف إلى تفاعل الطلبة وأسرهم مع الثقافات العالمية، ومن بينها الثقافة الصينية.
وعددت إنجازات المدرسة وتفوق نتائجها الأكاديمية في مجلس أبوظبي للتعليم، إضافة إلى تفوق نتائج طلبتها عالمياً في امتحان (إتش إس كي)، من معهد كونفيوشيس التعليمي في بكين، بالتعاون والتنسيق مع جامعة زايد، فيما قامت المدرسة بزيارة تبادلية للطلبة إلى بكين تعرفوا خلالها إلى الثقافة الصينية عن قرب، عبر زيارة المواقع الأثرية والجامعات والمدارس.
وشملت جولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، زيارة جناح الصف الأول، حيث شاهد حصة اللغة العربية، فيما شاهد بعدها في جناح الصف الثاني حصة اللغة الإنجليزية.
وتفقد سموه القرية المرورية، إحدى مبادرات المدرسة لتثقيف وتوعية الطلبة بالإرشادات المرورية، والحث على الالتزام بالسلامة والوقاية من الحوادث وطرق الاستخدام الأمثل للطريق.
وتضمنت جولة سموه، المرور على غرفة الفنون البيئية التي يتم فيها تحفيز خيال الطلبة بأشياء مفيدة ومسلية واكتشاف المواهب وصقلها على أيدي اختصاصيين.
وشملت الجولة أيضاً فصل حصة اللغة الصينية بجناح الصف الرابع، حيث شاهد سموه تفاعل الطلبة مع هذه اللغة، التي تم إدخالها إلى المدرسة ضمن سياسة التعرف إلى الثقافات الإنسانية الأخرى والاطلاع على عاداتهم وتاريخهم وحضارتهم.
وعرج سموه على جناح الصف العاشر «ذكور»، حيث شاهد سموه حصة الرياضيات المتقدمة، فيما شاهد حصة التربية الأخلاقية في جناح الصف التاسع «ذكور».
كما اطلع سموه على حصة ترويج القصص الإلكترونية بثلاث لغات، وذلك بجناح الصفين الثامن والتاسع للإناث، فيما اختتم سموه الجولة بزيارة المكتبة حيث اطلع على أهم الوسائل الحديثة المستخدمة في البحث واختيار مصادر المعلومات، خصوصاً في المراحل المبكرة والأساليب المتبعة لتشجيع القراءة والاطلاع.
وتبادل سموه الأحاديث مع أبنائه الطلبة، الذين أبدوا سعادتهم وفرحتهم بزيارة سموه للمدرسة، وأعرب سموه عن أمنياته لهم بالتوفيق والنجاح في دراستهم وتحصيلهم العلمي، وحثهم على بذل المزيد من الجد والاجتهاد في الدراسة والتسلح بالعلم، لما له من أثر فيهم وفي أسرهم ووطنهم.
واستمع سموه، إلى ترحيب من الطالب خليفة راشد، والطالبة مريم عيسى، وهما يتحدثان باللغة الصينية، وأعربا عن سعادتهما بالانضمام إلى هذه المدرسة المتميزة، فيما تحدثت أمام سموه طالبة صينية باللغة العربية.
وتبادل سموه الحديث مع أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية في المدرسة والقيادات التربوية حول العام الدراسي الجديد، وتطلعات الجميع إلى أن يكون عاماً حافلاً بالنشاط والعمل الدؤوب والمبادرات المتميزة، من أجل الارتقاء بالتعليم وتطويره، مع الاستفادة من التجارب المتقدمة التي تتناسب مع الأهداف التي تسعى الدولة إلى تحقيقها وإنجازها في مسيرة التنمية والبناء والتطور.
وأكد سموه أهمية عقد الشراكات والاستثمار في التنوع العلمي والثقافي، وبناء جسور من العلاقات مع الثقافات العالمية، والعمل على تزويد أبنائنا الطلبة بمهارات التواصل والتفاعل والعمل في بيئات متعددة الثقافات.
كما أكد سموه، ضرورة تنمية قدرات الطلبة وتطوير مهاراتهم بما ينسجم مع متطلبات وتحديات القرن الـ21، ويمكنهم من بناء حاضرهم ومستقبل وطنهم مع اعتزازهم بقيم مجتمعهم ووطنهم وهويتهم الأصيلة.
وقال سموه «عندما ننظر إلى المستقبل بتفاؤل فذلك لأننا – بفضل الله – وضعنا ثقتنا بأبنائنا الطلبة وبقدرتهم على تحقيق طموحات الوطن، فهم ذخرنا ورصيدنا واستثمارنا للمستقبل».
ودعا سموه، إلى «تمكين الأسرة وأولياء الأمور من التفاعل والإسهام في دعم الجهود التعليمية، باعتبارنا جميعاً شركاء في مسؤولية بناء العقول الوطنية وإعداد أجيالنا المستقبلية».
المصدر: الإمارات اليوم