أكد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن دولة الإمارات العربية المتحدة، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» لديها رؤية واستراتيجية شاملة محورها تنمية الموارد البشرية التي نراهن عليها لمواجهة التحديات وضمان مستقبل زاهر للأجيال القادمة.
وقال سموه، إننا اليوم نفكر ونخطط لخمسين سنة قادمة ولمصلحة الأجيال عبر بناء اقتصاد متنوع ومتين ومستدام لا يعتمد على الموارد التقليدية ويفتح آفاقاً واعدة تساهم في تعزيز مقومات وقدرات الدولة.
جاء ذلك خلال الكلمة الرئيسية التي ألقاها سمو ولي عهد أبوظبي أمس، في فعاليات الدورة الثالثة للقمة الحكومية التي تنعقد تحت شعار «استشراف حكومات المستقبل» في دبي، بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، ومعالي بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، وسمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان، وسمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، وسمو الشيخ راشد بن سعود بن راشد المعلا ولي عهد أم القيوين، ومعالي محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي، وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، وسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، وسمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، وسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ومعالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ومعالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس دائرة النقل رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ومعالي أحمد جمعة الزعابي نائب وزير شؤون الرئاسة، ومعالي الفريق مصبح بن راشد الفتان مدير مكتب صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وعدد من الشيوخ والمعالي الوزراء ورؤساء عدد من الحكومات والمنظمات الدولية وحشد من مديري المؤسسات والدوائر الحكومية والخاصة وممثلين من 97 دولة.
خادم الحرمين
استهل سموه الكلمة بتقديم الشكر لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مشيراً إلى العلاقة الوثيقة التي تربطه بسموه قائلا: «الشيخ محمد أخي وصديقي ومعلمي».
وتوجه سمو ولي عهد أبوظبي بالتعزية إلى الشعب السعودي الشقيق بوفاة الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود الذي كان محبوباً من شعب الإمارات، وكانت علاقته وثيقة بالشيخ زايد طيب الله ثراه، ووجه تحية باسم حكومة دولة الإمارات إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأضاف قائلا: «الملك سلمان متمرس في الحكم وفقه الله ووفق المملكة حكومة وشعباً».
وتحدث سموه عن حكومات المستقبل بقوله «الحكومة المتميزة ترى أن كل مواطن ثروة وطنية وبناء الدولة لا يعتمد على الحكومة فحسب بل هو واجب على كل مواطن ومقيم في الدولة، مستذكرا مقولة الشيخ زايد طيب الله ثراه «إن الجيل الجديد يجب أن يعرف كم قاسى الجيل الذي سبقه لأن ذلك يزيده صلابة وصبراً وجهاداً لمواصلة المسيرة التي بدأها الآباء والأجداد»، وإن تماسك مجتمعنا هو ثروتنا الحقيقية ووسيلتنا لاستمرار مسيرة الازدهار.
خطى الوالد
وتناول سموه في كلمته جهود وحرص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان «طيب الله ثراه» في إيجاد الموارد وتسخير المصادر المتاحة التي من شأنها خدمة الإنسان وحياته، مستشهداً سموه بصور تاريخية تعكس مساعي المغفور له شخصيا مع عدد من رفاقه وهم يبحثون عن مصادر المياه ويبنون الآبار والافلاج.
وقال سمو ولي عهد أبوظبي، إن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، مستمر على نهج الوالد المؤسس ودائماً يوجهنا بالاهتمام بالموارد البشرية وتنميتها فاليوم بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله «نمتلك اقتصاداً قوياً ومزدهراً، وسنواصل مسيرتنا على خطى الوالد المؤسس من أجل تنمية الكوادر البشرية في مختلف المجالات كالتعليم والصحة والابتكار والتنوع الاقتصادي والأمن.
وأشار سموه إلى الرؤية المبكرة التي حملها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، بالاستثمار في الموارد وتنميتها والمتمثلة في إطلاق جهاز أبوظبي للاستثمار في منتصف السبعينيات والذي يعتبر الآن ثاني أكبر صندوق من نوعه في العالم.
وثمن سموه جهود عدد من الشخصيات الوطنية التي أسهمت بدور فعال في مسيرة الاتحاد وتأسيس جهاز أبوظبي للاستثمار، وفي مقدمهم معالي أحمد خليفة السويدي، ومعالي محمد الحبروش.
قطاع التعليم
وتطرق سموه إلى أهمية قطاع التعليم، مؤكداً ضرورة الاستثمار في الإمكانات المتاحة في هذا القطاع المهم في صياغة المستقبل، وأشار إلى وجود تحديات كبيرة لقطاع التعليم، وضرورة وجود رؤية واضحة لاستراتيجية التعليم للسنوات الـ 25 القادمة وتنمية الكوادر البشرية المستقبلية.
وقال سموه: رهاننا الحقيقي في الفترة القادمة هو الاستثمار في التعليم.
وأضاف سموه نحن نعيش فترة لدينا فيها خير ويجب أن نستثمر كل إمكاناتنا في التعليم لأنه سيأتي وقت بعد خمسين سنة ونحن نحمل آخر برميل نفط للتصدير، وسيأتي السؤال هل سنحزن وقتها، مجيباً سموه: إذا كان الاستثمار اليوم في مواردنا البشرية صحيحا فأنا أراهن أننا سنحتفل بتلك اللحظة.
تحديات التعليم
وأوضح سموه: لاشك أن هناك تحديات كثيرة في التعليم ولكن لابد أن تكون هناك رؤية واضحة للقيادة العليا لمخرجات التعليم والتخطيط لمواردنا البشرية لأكثر من 25 سنة قادمة.
ثم انتقل سموه للحديث عن قطاع البنية التحتية والتميز الهائل لدولة الإمارات على مستوى العالم بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، سواء على مستوى المطارات أو الموانئ، مشيراً إلى النقلة النوعية في قطاع الطاقة عبر مشروع الطاقة النووية النظيفة والذي سيوفر عند اكتماله أكثر من 25 في المائة من احتياجات الدولة من الطاقة، منوها بأن افتتاح المحطة النووية الأولى سيكون في عام 2017.
وأشار سموه إلى ريادة دولة الإمارات وتجاربها الناجحة في مجال الصناعة، واستعرض التجربة الرائدة لمصنع «ستراتا» لإنتاج قطع غيار الطائرات لشركتي بوينج وإيرباص والذي تشغل المرأة الإماراتية 83 في المائة من القوة العاملة فيه.
وثمن سموه الدور المهم للمرأة الإماراتية في بناء المجتمع، مؤكدا سموه أهمية استثمار وتوظيف كافة طاقات المجتمع سواء من الذكور أو الإناث وتوفير الفرص لهم ودعمهم وتشجيعهم وتمكينهم من أخذ أدوارهم الوطنية ومسؤولياتهم في مواصلة مسيرة التنمية والبناء.
مطار دبي
وتوجه سمو ولي عهد أبوظبي بالتهنئة إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مشيداً بجهوده التطويرية وبالإنجازات التي حققها مطار دبي والذي أصبح احد أكبر مطارات العالم على صعيد حركة المسافرين والتي تبلغ أكثر من 70 مليون مسافر سنوياً، وعبر سموه عن فخره بقدرات أبناء الإمارات في تشغيل وإدارة كبريات الشركات العالمية في قطاعات الموانئ والنقل.
وأكد سموه، أن هذه الأمثلة الناجحة تدل على تنوع وقوة اقتصاد الإمارات في مواجهة مختلف التحديات التي يشهدها العالم، مشيراً سموه إلى أن دولة الإمارات وبفضل رؤية قيادتها وتنوع اقتصادها تجنبت منذ وقت مبكر تأثير تقلبات أسعار النفط وواصلت مسيرة التنمية والنهضة الشاملة وهي تمضي على هذا النهج في مواجهة مختلف الظروف والتحديات.
مكتسبات الوطن
وقال سموه: اليوم هناك أزمة وتخوف ولكن الذاكرة لم تسعفنا أحيانا في النظر 2008 عندما كان البترول أعلى مما كان ووصل إلى أقل مما هو عليه الآن ولكن سفينتنا كانت ماضية.
وشدد سموه على أن منجزات ومكتسبات الوطن بحاجة إلى قوة تحميها في ظل عقود من الأزمات والتحديات عصفت ومازالت بالمنطقة. وأكد سموه أن دولة الإمارات ومنذ نشأتها وهي تحاول أن ترسل رسالة للعالم أن منطقة الشرق الأوسط ونحن كجزء منها بمقدورها أن تحمل الخير والمحبة والسلام للعالم.
وقال سموه إن دولة الإمارات عضو فاعل في المجتمع الدولي من خلال علاقات التعاون البناءة والمساهمة بشكل كبير في مجال الأعمال الإنسانية «وهذا الأمر لم تقم به الدولة فقط بل ساهم فيه المواطنون والتجار والمقيمون الذين نقدم لهم الشكر وكل هذا بفضل من الله والرؤية السديدة لقيادتنا والحس الإنساني للمواطنين والمقيمين المحبين لهذه الأرض الغالية».
الاعتزاز بالوطن
وأفاد سموه «إن بنات وأبناء الإمارات هم فخر لنا والاعتزاز بالوطن والافتخار بوحدتنا الوطنية أمور مهمة لنا جميعا» وساق سموه خلال حديثه قصة الصحفي الذي سأل الشيخ زايد لماذا تنفق على شعبك بهذا الشكل وتصل بهم إلى مرحلة «الدلع» فقال له الشيخ زايد: هل لديك أبناء وتنفق عليهم فقال الصحفي نعم، فرد عليه الشيخ زايد هناك فرق بين الدلع والواجب «لا أحد يبخل على أولاده وشعب الإمارات كلهم أبنائي».
وقال سموه مخاطبا خريجي الجامعات الغربية الذين يحبون لغة الأرقام «إن الأرقام مهمة لكن الأرقام لا تعمل مع التاريخ فلدينا جذور وأحاسيس وحكمة وقيم هي الأهم».
وأشار سمو ولي عهد أبوظبي إلى إقبال أبناء الوطن كباراً وصغاراً على تأدية واجب التطوع خلال فترة أزمة الكويت حيث فاقت أعدادهم التوقعات وقال سموه: «جاءنا أشخاص كبار في السن طلباً للتطوع كما اصطحب بعضهم أولادهم ليلتحقوا بالخدمة العسكرية» وهذا يعكس المعدن الأصيل لأبناء زايد في تحملهم المسؤوليات الوطنية، سائلا المولى عز وجل أن يحفظ الكويت وأهلها وأميرها الوالد الشيخ صباح من كل مكروه.
أبناء الوطن
ولفت سموه إلى مساهمات أبناء الوطن ورجال الأعمال في المجهود الوطني عند اجتياح الكويت حيث برزت الحاجة وقتها إلى توفير عدد من المركبات وتوجهنا إلى السوق وعندما علم عبدالله المسعود وهو صاحب إحدى شركات السيارات، أبدى استعداده لتوفير العدد المطلوب طالبا منحه هذه الفرصة في أداء الواجب وخدمة الوطن دون مقابل، كما تحدث سموه عن دور التجار الإماراتيين في هذا الإطار قائلاً: «أيضا قام تجارنا الإماراتيون بدور مشرف تجاه جمهورية مصر العربية من خلال تمويل عدة مشاريع هناك تصل قيمة بعضها إلى 10 و20 و50 مليون دولار وقدم سموه تحية شكر لهم على هذه المبادرات.
وأشار سموه إلى أن المنطقة تمر بمرحلة صعبة حاليا لكن بتوفيق الله وهمة رجال ونساء الوطن سنتجاوز هذه المرحلة..
وسلط سموه الضوء على مجموعة من أبناء الوطن ممن التحقوا بالخدمة الوطنية والذين تميزوا لسببين، أولهما أن بعضهم معفى من الخدمة لكونه الولد الوحيد في العائلة إلا أنه أصر على الالتحاق بالتجنيد، وأن يخدم وطنه لمدة 9 أشهر كاملة فيما بعضهم الآخر لديه عذر طبي لأسباب مختلفة، لكنه رفض أخذ الإجازات وفضل البقاء في الوحدات مع زملائه، وقدم سموه الشكر لهم ذاكرا أسماءهم بالكامل وموجها التحية والتقدير لهم ولآبائهم وأسرهم.
روح وطنية
أعرب سموه عن اعتزازه وفخره بما يتحلى به أبناء الإمارات من روح وطنية عالية وحس رفيع بالمسؤولية ضربوا خلالها اروع معاني الوفاء والعرفاء والولاء للوطن وقيادته وشعبه.
وأكد سموه أن مجتمع الإمارات متماسك بروح الاتحاد والبيت متوحد بفضل الله حيث قال «شهدنا إقبال الآلاف من أبناء وبنات الوطن للالتحاق بالخدمة الوطنية وهم جميعا فخر للوطن وعماد مستقبله.
وأضاف: «العينات التي ذكرناها نموذج وقدوة حسنة لأولادنا وبناتنا وهذه القيم والعادات والأخلاق والتفاني موجودة في كل مواطن وبيت وعائلة وأقول لهم وباسم الحضور شكرا لهم وهي أبلغ رد لذلك الصحفي الذي سأل الشيخ زايد لماذا تنفق على شعبك بهذا الشكل.
واختتم سموه كلمته قائلا «ما دامت هذه النوعية من أبناء الوطن وهذه الروح والتفاني موجود.. فمستقبلنا في هذا البلد وبتوفيق الله بخير».
كلمات للتاريخ
نفكر ونخطط لخمسين سنة قادمة ولمصلحة الأجيال عبر بناء اقتصاد متنوع ومتين ومستدام لا يعتمد على الموارد التقليدية ويفتح آفاقاً واعدة تساهم في تعزيز مقومات وقدرات الدولة.
شهدنا إقبال الآلاف من أبناء وبنات الوطن للالتحاق بالخدمة الوطنية وهم جميعا فخر للوطن وعماد مستقبله.
قام تجارنا الإماراتيون بدور مشرف تجاه جمهورية مصر العربية من خلال تمويل عدة مشاريع هناك تصل قيمة بعضها إلى 10 و20 و50 مليون دولار
إن بنات وأبناء الإمارات هم فخر لنا والاعتزاز بالوطن والافتخار بوحدتنا الوطنية أمور مهمة لنا جميعا.
الحكومة المتميزة ترى أن كل مواطن ثروة وطنية وبناء الدولة لا يعتمد على الحكومة فحسب بل هو واجب على كل مواطن ومقيم في الدولة
منجزاتومكتسبات الوطن بحاجة إلى قوة تحميها في ظل عقود من الأزمات والتحديات عصفت ومازالت بالمنطقة
ما دامت هذه النوعية من أبناء الوطن وهذه الروح والتفاني موجود.. فمستقبلنا في هذا البلد وبتوفيق الله بخير.
دولة الإمارات بفضل رؤية قيادتها وتنوع اقتصادها تجنبت منذ وقت مبكر تأثير تقلبات أسعار النفط وواصلت مسيرة التنمية والنهضة الشاملة.
سامي عبدالرؤوف، وام (دبي)