محمد بن زايد يقدم 20 مليون دولار دعماً لإنقاذ القطط البرية في العالم

منوعات

96aa

قدم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أمس، دعماً مالياً بقيمة 20 مليون دولار لمدة عشر سنوات، لتحالف دولي أعلن عن تأسيسه أمس في أبوظبي، لإنقاذ القطط البرية في العالم ونظمها الحيوية.

ويشار إلى أن الالتزام الشخصي من قبل سموه بتوفير التمويل ستتم إدارته من خلال صندوق محمد بن زايد للكائنات الحية، الذي أسسه سمو ولي عهد أبوظبي، عام 2009، حيث ستمثل رزان خليفة المبارك الأمين العام لهيئة البيئة في أبوظبي، العضو المنتدب لصندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية، الصندوق، من خلال عضويتها في مجلس إدارة «بانثيرا» المؤسسة المعنية بضمان مستقبل القطط البرية.

وقدم أمس متبرعون مهتمون بالبيئة من الصين والهند والولايات المتحدة الأميركية إلى جانب الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد مجتمعين تمويلاً بقيمة 80 مليون دولار أميركي، لإحداث تغير نوعي في مسار عملية حماية القطط البرية من خلال مؤسسة «بانثيرا».

وأعلن أمس في أبوظبي عن هذا التحالف الدولي الذي يلتزم خلاله الممولون خلال السنوات العشر المقبلة بتقديم الدعم المالي للمحافظة على القطط، حيث يمثل هذا الالتزام جهداً غير مسبوق في حجمه وأهدافه.

وسيركز التحالف الدولي من خلال «بانثيرا» على إنقاذ مختلف أجناس القطط البرية حول العالم، باعتبار أن هذا الإنقاذ يمثل استراتيجية رابحة للحفاظ على نظم بيئية كبيرة وفعالة، لا تعتمد عليها القطط فحسب، بل جميع أشكال الحياة الأخرى بما في ذلك البشر.

تحديات تواجه القطط البرية

ومن خلال التحالف، سيتم البدء على الفور بتمويل أكثر الحلول فعالية في المحافظة على القطط الكبيرة والتصدي لأبرز التحديات التي تواجه هذا النوع من الحيوانات، التي يبلغ عدد أنواعها حول العالم 38 نوعاً، و تتلخص في الصيد غير المشروع لأغراض التجارة المحلية والدولية، القتل الثأري والعقابي نتيجة الصدام مع البشر، والصيد غير المستدام للطرائد، وتقلص وتفتت المواطن الطبيعة لها. وعلى مستوى منطقة الخليج العربي، سيتم تكريس جهود الحماية للأنواع الموجودة بما في ذلك النمر العربي والقطط الصحراوية، والتوعية بأهميتها، لا سيما أن البعض قد يسرق هذه الأنواع كما في بعض البلدان العربية، دون تقدير أهمية هذه الحيوانات على النظم البيئية الحيوية.

وقالت رزان خليفة المبارك العضو المنتدب لصندوق محمد بن زايد للكائنات الحية في مؤتمر صحفي أمس، إن «الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يأمل بالشراكة مع «بانثيرا» ومجلس إدارتها والأعضاء الآخرين في التحالف الدولي أن ينجح التحالف من أجل حماية القطط البرية خلال السنوات العشر المقبلة بالمساعدة على ضمان أن تزدهر هذه الكائنات الحية في مواطنها الطبيعية».

ولفتت المبارك إلى أن مؤسسة «بانثيرا» تشكل المعيار الذهبي في ميدان المحافظة على القطط الكبيرة، حيث إنها تملك القدرة المثبتة والخبرة اللازمة لتطبيق هذه المبادرة العالمية لإنقاذ أكثر أعضاء المملكة الحيوانية سحراً وفرادة.

المؤسسين للتحالف

ويتمثل الأعضاء المؤسسون للتحالف الدولي في الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وجاي هو لوا المدير التنفيذي لمؤسسة جينول كابيتال، ومدير مؤسسة جينول الخيرية المحدودة من هونغ كونغ، وهيمندرا كوثاري، رئيس مجلس إدارة «دي إس بي بلاك روك الهند»، ومؤسسة الصندوق الائتماني للمحافظة على الحياة البرية، الدكتور توماس كابلان ودافني ريكاناتي كابلان، مؤسسا «بانثيرا».

وأكد الدكتور توماس كابلان، مؤسس «بانثيرا» ورئيس مجلس إدارتها، أن التحالف الدولي يحدد نقطة تحول في الجهود العالمية للمحافظة على القطط، مثمناً الريادة التي أبداها سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تجاه المحافظة على الكائنات الحية.

وقال كابلان، إن الدعم الذي قدمه سموه يفتح الطريق لبناء تحالفاً غير مسبوق للمتبرعين من المنطقة العربية والصين والهند والولايات المتحدة الأميركية، الذين توحدوا في قضية مشتركة سيعم خيرها على مختلف مناطق العالم.

وأضاف أن سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في جهوده هذه إنما يسير على خطى والده، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، الذي كان نصيراً شغوفا لجهود المحافظة على الحياة البرية قبل عدة عقود.

وأكد جاي هو لوا، أهمية التشارك عالمياً في الالتزام طويل الأمد باتجاه ضمان مستقبل القطط البرية وحماية مواطنها الطبيعية للأجيال القادمة.

من جانبه، أكد هيمندرا كوثاري أهمية الانضمام إلى تحالف بانثيرا الدولي، باعتباره إعلان الالتزام بإصرار أعضاء التحالف كافة على توفير الحماية للقطط البرية. وأكد آلان رابينوفيتش المدير التنفييذ في «بانثيرا» أن التعهدات الممتدة لسنوات قادمة عدة ستسرع من خطة «بانثيرا» الشاملة للمحافظة على 38 نوعاً من القطط البرية.

جهود التحالف

سيركز التحالف على حماية وتأمين استقرار أكثر من نصف أهم تجمعات النمور الآسيوية الأفريقية في العالم، وتأمين أكبر رواق في العالم للحيوانات اللاحمة لتعبره النمور المرقطة عبر 18 دولة في أميركا الجنوبية، وخلق مشاريع محافظة تعتمد على جهود المجتمعات المحلية في جميع الدول التي تضم تجمعات فهود الثلج تقريباً، والتقليل من القتل والصيد غير القانوني في أكثر من نصف البلدان التي تشكل مجالاً حيوياً للفهود والفهود المرقطة، وتصميم وتطبيق استراتيجية محافظة تشمل المجال الحيوي للأسود الأميركية «الكوغر» كافة، بما في ذلك خلق ممرات ومناطق لها على امتداد أميركا الشمالية.

حقائق علمية

تعيش اليوم أقل من 3200 نمر بري ضمن أقل من 7% من مجالها الحيوي التاريخي، وفي القارة الأفريقية بقي أقل من 30 ألف أسد تعيش ضمن ما لا يتجاوز 20% من مساحة بيئتها الطبيعية. فيما النمور المرقطة لم يعد لها وجود في أكثر من 40% من مجالها الحيوي. ويقدر العلماء أن ما بين 3500 و7000 فقط من النمور الثلجية المرقطة بقيت موجودة إلى اليوم في آسيا إلى اليوم. ومنذ تأسيس «بانثيرا» عام 2006 أدرات أكثر من 200 مشروع للمحافظة على القطط البرية، ونفذت مشاريع في 70 دولة من أصل 195 دولة، وقدمت منحاً دراسية لـ 69 طالباً لنيل الشهادات في ميدان المحافظة على القطط البرية.

المصدر: هالة الخياط (أبوظبي) – الاتحاد