كاتب سعودي
عندما تغادر الصالة الدولية في مطار الرياض مسافراً إلى دبي وأنت تجاهد في تخطي طوابير العمالة المسافرة بأحمالها الثقيلة والتي تخطت أبواب الصالة الدولية وشغلت الرصيف الخارجي للشارع وزاحمت السيارات الواقفة في الخارج تُصاب بخيبة أمل كبيرة ترفع لديك الضغط والسكر والكولسترول يقابلها انشراح في الصدر حينما تصل إلى مطار دبي الدولي بصالاته الفسيحة النظيفة المريحة ودورات مياه أنظف من دورات مياه بيتكم، وموظفوه دائمو الابتسامة وتُصعق حينما تجد عربات الأطفال في كل جانب من جوانب المطار مزودة بسترة من ورق استخدام مرة واحدة لحماية الأطفال من عدوى الجراثيم، وحينما تذهب لاستلام عفشك فلست في حاجة لفزعة عمال المطار ليدلوك أين عفشك فكل المعلومات مكتوبة وواضحة وصحيحة. وعندما تدلف إلى المدينة تُصعق مرة أخرى بشوارعها الفاتنة وأسفلتها الساحر الذي نجا من عبث الخرائط المعتادة من خرائط احفر وادفن، عند جمال البنايات تُصعق مرة أخرى ويأتيك هبوط في القلب ليس هناك عمارة عادية كلها فاتنة بأحدث تصميم وليس فيها اجتهادات مقاولين أميين. الحركة المرورية انسيابية رغم الزحام أحياناً، ولا أحد يأتيك من الخلف «يكبس» أنواره ليطير إلى المريخ وليس هناك مفاجآت سائق يلف من أقصى الشمال إلى اليمين ولا وجود للشاحنات والآليات الثقيلة التي تملأ شوارعنا.
وحينما تُشاهد برج خليفة تسأل نفسك هل بني هذا البرج مع برج مياه كورنيش الخُبر في عصر واحد؟زيارة دبي تُتعب القلب أنصحكم بالذهاب للبر عوضاً عنها!
المصدر: صحيفة الشرق