عبد السلام الثميري من الرياض
”ماذا بعد..؟” هكذا همس الطلاب والطالبات المخترعون لبعضهم في ختام فعاليات معرض الابتكار السعودي الثالث ”ابتكار 2013”، متسائلين عن مصير مبتكراتهم، هل سيكون عرضها مقتصرا على المعارض والمناسبات الرسمية فقط، كنوع من ”البرستيج”؟! وباح المخترعون الشباب بما في دواخلهم قائلين ”أفضل لحظات المخترع رؤيته اختراعه منتشراً بين الناس”، مشيرين إلى إهمال مشاركة القطاع الخاص ورجال الأعمال السعوديين في تبني مخترعاتهم، وهذا ولد لديهم تخوفاً على مشاريعهم أن تذهب أدراج الرياح، وأن تكون هذه المبتكرات فقط حبيسة الأدراج في انتظار معرض جديد. هذا التوجس من الإجابة عن تساؤل المخترعين، ”وماذا بعد؟” هو الذي شغل تفكير فيصل بن عبد الله وزير التربية والتعليم، نائب رئيس ”موهبة”، كاشفاً خلال حديثه للإعلاميين عن قلقة على مبتكرات الموهبين، ومن يتبنى تصنيع هذه المخترعات كي ترى النور، موجهاً رسالة للقطاع الخاص بضرورة أن يدعم المبتكرين والمبتكرات، مبيناً أنه إن لم تقنعهم هذه المبتكرات فلن يقنعهم شيء آخر.
زوار يتفحصون بعض الابتكارات لدى زيارتهم المعرض.
وقال لـ ”الاقتصادية” المخترعون، إن عدم وضوح الرؤية لهم بالنسبة لما ابتكروه، شكل لهم قلقاً، وقلل من فرحتهم باختراعاتهم، متمنين أن تكون هناك جهة لتسويق مبتكراتهم. وشدد الدكتور أنور أبو عباة مدير إدارة النشاط الطلابي في ”تعليم الرياض”، على أهمية مساعدة المبتكرين في ترويج وتسويق أفكارهم وتبني اختراعاتهم، مشيراً إلى أن الموهوبين يتنظرون دور القطاع الخاص في ذلك. وأكد أبو عباة ضرورة إشاعة ثقافة الاختراع والابتكار، وإتاحة فرص اللقاء وتوطيد علاقة التعاون والشراكة بين المخترعين والمبتكرين وبين المستثمرين والجهات ذات العلاقة، بهدف جمع ”الأضلاع” الرئيسة للابتكار في مكان واحد، وربط حلقات سلسلة الابتكار ببعضها البعض، وزيادة فرص نجاح استثمار الابتكارات المعروضة، إضافة إلى إيجاد بيئة لمناقشة قضايا الابتكار المختلفة. ودعا مدير إدارة النشاط إلى أهمية اكتشاف المتميز في سن مبكرة كان توظيف طاقاته وتوجيهها أفضل وأفعل، فالنشء قد يكون متميزا ولكنه لا يعلم قدرات نفسه ولا تساعده البيئة المحيطة على إبراز تلك القدرات المهارية، وبالتالي فهو يضيع في وسط الزحام. من جانبه، أكد الدكتور عادل القعيد نائب الأمين العام لمؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع ”موهبة”، أن دعم الابتكارات من خلال هذه المناسبات يشكل خطوة نوعية من شأنها تشجيع المواهب، وتحفيز طاقات الإبداع الكامنة لديهم في المجالات كافة، للتحول إلى مجتمع معرفي وترجمة الشعار الذي تبناه المعرض.
المصدر: الاقتصادية