أن يتحدث الفن بلسان الوطن وهمومه، ليحكي أوجاعه ويقول كلمته، ويقف في سبيل الحق وقفة رجل، فهنا تكمن رسالته الحقيقية، وفي حين اعتبر الكثيرون مسلسل «خيانة وطن» مغامرة، تعامل معه صناعه كرسالة، متغاضين في سبيله عن تهديدات تعرضوا لها، واضعين نصب أعينهم تقديم عمل متكامل يهدفون من خلاله إلى كشف حقيقة «الإخوان»، والتصدي للقوى والتنظيمات التي تعبث في الظلام.
وبعد النجاح الساحق الذي تَوَّج مسلسل «خيانة وطن» على عرش أفضل المسلسلات وفق استطلاعات الصحف المحلية، كان لا بد لنا من وقفة مع مخرجه أحمد يعقوب المقلة، الذي اعترف بأنه حُرم من مشاهدة مسلسله نظراً لتزامن عرضه مع مونتاجه خلال رمضان.
«البيان» تواصلت مع المقلة، للتعرف على الصعوبات التي واجهت المسلسل، وعلى المسؤولية التي فرضها عليه، ليعبر عن سعادته بردود أفعال الجمهور حوله. وقال: هذه الاستطلاعات ترموميتر بالنسبة لنا، نقيس من خلالها مدى تقبل الجمهور لأعمالنا، ووجودها يخلق نوعاً من التنافس الشريف بيننا وبين زملائنا، وتصدُّر «خيانة وطن» وسام على صدورنا، ونجاحه يضعنا أمام مسؤولية كبيرة، ويجعلنا نضاعف الجهود لتقديم الأفضل والأكثر تميزاً.
تضحية
بعفوية جميلة قال المقلة: أنا بحريني ولكن الإمارات وطني، ونحن مستعدون للتضحية بأنفسنا وأرواحنا في سبيل الدفاع عن أوطاننا أمام أي خطر، فكلٌّ منا يستطيع أن يخدم في مجاله، ومن خلال «خيانة وطن»، سعينا للتعبير عن همٍّ وطني مشترك تعاني منه الشعوب العربية كلها.
وعن التهديدات التي تعرض لها صناع العمل، قال المقلة: أتعجب من التنظيمات التي تُطالب الدولة بحرية الرأي، فيما تحجُر بالتالي على آرائنا، فنحن في المسلسل طرحنا وجهة نظرنا كفنانين، وقدمنا عملاً فنياً يعري تنظيماً معيناً، فليثبتوا العكس إن كان صحيحاً، ومن ناحية التخوف من تقديم هذا العمل أقول للجميع إننا أمام الدفاع عن أوطاننا، لا نخشى أي تهديد.
صعوبات
عن الصعوبات التي واجهت العمل، ذكر المقلة أن المعضلة الأساسية تمثلت في ضيق الوقت، لافتاً إلى أنه أُنجز في وقت قياسي. وقال: إلى جانب التحضيرات، كان المسلسل بحاجة إلى 3 أشهر للتصوير، ولكننا اضطررنا لتصويره خلال 70 يوماً، وعملنا على مونتاجه خلال فترة عرضه في رمضان، ما حرمني من فرصة مشاهدته كأي مُشاهد آخر، ولو كنت أمتلك الوقت الكافي، لكانت النتيجة أفضل، إلا أن إعجاب الجمهور واختيارهم له كأفضل عمل أسعدني وأشعرني بالارتياح، ووضع على عاتقي مسؤولية تقديم الأفضل والأقوى.
100 %
لفت المقلة إلى أن صعوبة المسلسل تمثلت في حساسية موضوعه، ما استدعى حضور التركيز بنسبة 100% طوال فترة العمل عليه. وقال: كنا حريصين على مضاعفة تركيزنا خلال التصوير كاملاً، ما تطلب التدقيق على الحوارات والمشاهد وأداء الممثلين، فعمل كهذا لا مجال فيه للتهاون، لا سيما أنها المرة الأولى التي تسير فيه الدراما الخليجية هذا المسار، لتقدم عملاً وطنياً سياسياً اجتماعياً في وقت واحد.
وأوضح المقلة أن فريق العمل قدَّم جهوداً ترقى لمستوى أهميته، فيما تمثلت صعوبة دوره في تقديمه برؤية حيادية لا تَجَنِّي فيها على أحد، وتوصيل الرسالة بصدق للمجتمع، من خلال تطويع كل الأدوات في خدمة الصورة والفكرة، لافتاً إلى أن جميع الأدوات تكاتفت في سبيل تقديم أفضل صورة لعمل وطني بهذا الحجم والأهمية.
مكاسب
خلال الـ«كاستينغ»، فوجئ المخرج أحمد المقلة بمستوى الفنانين الإماراتيين من محترفين وهواة، وقال: من مكاسب العمل أنه أتاح لي الفرصة للالتقاء بفنانين أدوا أدوارهم بشكل احترافي، وقد فوجئت بممثلين هواة ومبتدئين يتمتعون بإمكانات كبيرة، وأرى مستقبلاً رائعاً بانتظارهم في حال استمروا في تقديم أعمال مهمة، وحصلوا على دعم جيد.
واعترف المقلة بأنه مقل في أعماله، مرجعاً السبب في ذلك لحرصه على اختيار الأعمال التي يقدمها، وقال: أمام الأعمال الكثيرة التي أتلقاها، أختار عملاً واحداً في السنة لأقدمه، وبعد «خيانة وطن» أصبحت المهمة أصعب في اختيار أعمال لا تقل بقوتها عنه.
تعاون
عبَّر المقلة عن سعادته بالتعاون مع الفنان والمنتج حبيب غلوم في ثاني أعماله، لافتاً إلى أن أفكاراً كثيرة مطروحة بينهما على طاولة الحوار، ليتم اختيار الأفضل من بينها، ومشيراً إلى أن الكاتب إسماعيل عبدالله يمتلك أكثر من فكرة، سيشرع بانتقاء أفضلها ليشرع في كتابتها، واعداً إياه بإرسالها له حين تكتمل الفكرة لديه.
المصدر: البيان