فوجئ أولياء أمور باشتراط مدارس خاصة التحاق الأطفال بالحضانات قبل مرحلة الروضة (أولى وثانية)، معللة ذلك بدافع التقوية وتمكينهم من معرفة أساسيات التعليم، فيما الإجراء المتبع والذي أجازته هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي للمدارس الخاصة، قياس مهارات الأطفال قبل مرحلة رياض الأطفال، للوقوف على الوضع الصحي للطالب وقدراته المهارية واستطاعته على فهم وتحديد الأشكال، ومعرفة أسماء الألوان والتفرقة بين الحيوانات وغيرها.
وأوضحت أمل بالحصا رئيسة الالتزام وضبط المسؤوليات في هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي، في تصريح لـ«البيان» أن لدى المدارس الخاصة في دبي صلاحية تنظيم إجراءات التسجيل والقبول وما تتضمنه من عمليات تقييم لمهارات الطفل من جانب مختصين، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات تستهدف في المقام الأول مصلحة الطالب. وقالت: إننا نشجع أولياء الأمور على الأخذ بعين الاعتبار أيّ توصيات قد تنتج عن هذا التقييم لما فيه مصلحة الطالب عبر رحلته التعليمية.
وكان عدد من أولياء أمور أطفال مقبلين على مرحلة رياض الأطفال قد اشتكوا من صعوبة الاختبار التشخيصي والمقابلات الشخصية لأطفالهم، فضلاً عن تشدد بعض المدارس واشتراط مدارس خاصة دخول الطفل مرحلة الحضانة قبل التحاقه بالروضة الأولى، بينما من يلتحق بالروضة الثانية يخضع لاختبار مكتوب للحروف الهجائية باللغتين العربية والإنجليزية.
نماذج
وقال ولي الأمر أحمد عبد السلام، إنه توجه إلى تسجيل ابنه في إحدى المدارس الخاصة بدبي، وأكدت المدرسة له خلال المقابلة الشخصية أنها تشترط التحاق الطفل بالحضانة قبل الروضة، وأن عليه أن يجتاز الاختبار الذي يضم مهارات ذكاء وكتابة وفهم واستيعاب، واصفاً هذا الاختبار بالصعوبة، كون الطفل لايزال في مرحلة تسبق الروضة.
ولفت إلى أن مرحلة الروضة تعدُّ هي المرحلة التعليمية الأولى التي تنطلق منها العملية التعليمية في وقت تطالب المدارس الأولياء بإلحاق أبنائهم بحضانات وإلا لم يتم قبول الطفل.
وفي السياق ذاته، قالت ولية الأمر ولاء صلاح إنها لم تلحق ابنتها بالحضانة قبل دخولها الروضة، وإنما قامت بتدريسها بالمنزل بشكل مكثّف لمنحها كافة المهارات التي تتطلبها المدرسة، خاصة أنها سمعت من صديقاتها عن صعوبة اختبارات القياس المهاري لأطفال الروضة الجدد، وخلال الاختبار عانت ابنتها من الخجل في أول خمس دقائق من وقت الاختبار، ولكنها تخطته رغم صعوبته.
إعداد
ومن جهته، قال نافذ الحايك، مدير مدرسة دبي الدولية، إن الاختبارات التشخيصية تقتصر على التعرف على نطق الطفل وحركاته ومهاراته، وليست قدراته التعليمية، لتستطيع المدرسة تشخيص حالة الطفل وتضع له حلولاً، وإنما هناك مدارس أخرى تلجأ إلى عمل اختبارات صعبة لتبحث عن أي سبب لرفض الطفل.
وذكر أن المدارس من واجبها إعداد الطفل بشكل كامل في مرحلة رياض الأطفال من دون اشتراط دخوله الحضانة مسبقاً، وإنما إذا كان الطفل دخل إلى تلك المرحلة برضا الوالدين ستساعد المدرسة كثيراً في بداية الأمر.
قدرات
من جهتها أكدت الخبيرة التربوية جميلة الزين أن الاختبار التشخيصي الذي تلتزم به المدارس الخاصة يكون لقياس قدرات الطفل، لتحديد قدراته والتعرف عليه، وهذا يساعد في اكتشاف ما لم يستطع ولي الأمر اكتشافه، سواء من قدرات عقليه أو غيرها، وخاصه أن الذي يجري هذا الاختبار متخصصون في مجال الطفولة، مشيرة إلى أن المدارس تشترط حضور أولياء الأمور مع ذويهم في المقابلات الشخصية، لأن أغلب الأطفال يكون لديهم خجل لا يزال إلا بوجود الوالدين.
وحول اشتراط مدارس خاصة التحاق الأطفال بالحضانة قبل التوجه للروضة قال الخبير التربوي يوسف شراب، إن الحضانة من المرحل الهامة جداً قبل مرحلة الروضة، وخاصة أنها تجهز الطفل لالتحاقه بالروضة كونها تؤهله ليكون اجتماعياً، وتخلق مساحة من الطمأنينة للطفل لوجوده في مكان تعليمي وتعلمه الرسم والتلوين وبعض الحروف، وهذا يخفف العبء على المدرسة في مرحلة الروضة التي يلتحق بها الطفل شبه جاهز للتعلم.
المصدر: البيان