كاتب وصحفي سعودي
شاهدت برنامجا عرضته شبكة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” يتحدث عن قصة مديري مدارس بريطانيين أثروا حياة تلاميذهم. سلط البرنامج الضوء على إنجازات هؤلاء المديرين اللافتين، استرجع تجاربهم وقابل زملاءهم وطلابهم في سياق مشوق. أشار طالب إلى أن مدير مدرسته، تيد ستيوارت، وضع اسمه على حائط المدرسة لمدة أسبوع نظراً لتحسن مستواه في النحو. يتذكر هذا الطالب أنه ظل وأسرته يمرون على المدرسة بعد نهاية الدوام طوال سبعة أيام ليتأملوا اسمه عاليا على سور المدرسة. واستعرض الطالب وقتها، والذي أصبح معلما حاليا، صورة جدته وهي تلتقط صورة لها وهي بجانب اسم حفيدها معلقاً على جدار المدرسة. لقد كان المدير المتقاعد ستيوارت يضع كل أسبوع اسم طالب متفوق في مدرسته، وإذا أظهر الطالب تميزا أكثر تطول إقامة اسمه على هذا الجدار ويصبح منذ طفولته مشهورا بجدارته وكفاءته. فالحي يبدأ في الاستفسار عن هوية ابن الحارة ويسرف في سرد مناقبه وإيجابياته. فيلمع نجمه مبكرا ويعطيه حافزا للاستمرار نجما لا يشق له غبار.
ولفتتني قصة مدير آخر في ليدز البريطانية كان يقوم بتخصيص أربع ساعات في عطلة نهاية الأسبوع لتنظيف دورات مياه المدرسة. كان يحرص على جلب عطور مميزة وصابون بأشكال كرتونية مبهجة. يؤمن المدير، نايجل بيتيبرج، بأن نظافة دورة المياه تعكس نظافة المدرسة بشكل عام. لم يكن هو الوحيد الذي يقوم بتنظيفها فقد وضع جدولا لأولياء الأمور لتنظيفها طوال الأسبوع. كل يوم دراسي يقوم خمسة آباء وأمهات بتعقيمها وتنظيفها ويكافئ هؤلاء الآباء بتخفيض رسوم أندية المدرسة بعد الدوام مقابل عملهم. تقول زوجته في المقابلة إن زوجها كان يعد المدرسة كمنزله فهو لا يقبل أن يرتاد أحد منزله ويجد ما لا يسره.
كانت أجمل مداخلة خلال البرنامج قام بها مذيع قال فيها إن مدير مدرسته هو أول من أثنى على صوته، وأكد أن ثناء مديره لم يكن كلاما بل كان كان فعلا. اصطحبه إلى محطة الإذاعة في مدينته وقال كلاما إيجابيا كثيرا يمتدح صوته، وإلقاؤه لا يتذكره تماماً لكن يتذكر أنه اليوم يحترف هذه المهنة بسبب هذا المدير، الذي أعجب به وهو يلقي شعرا.
عظيم المعلم والمدير. تأثيره غفير. بوسعه أن يدفعنا أو يقمعنا. بمعيته تزهر أحلامنا أو تذبل. ترتفع مواهبنا أو تخبو.
المصدر: الاقتصادية
http://www.aleqt.com/2014/10/16/article_896468.html