موسكو – رويترز
شككت روسيا، الاثنين، في تأكيدات واشنطن أن تنظيم «داعش» الإرهابي هو المسؤول عن مذبحة قاعة حفلات موسيقية خارج موسكو التي أسفرت عن مقتل 137 شخصاً وإصابة 182 آخرين.
ورفض الكرملين، الاثنين، التعليق على تبني تنظيم «داعش» الإرهابي الاعتداء الدامي على صالة حفلات في موسكو، مؤكداً انتظار انتهاء التحقيقات. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين: «التحقيقات جارية. لم تصدر بعد رواية متماسكة. نتحدث فقط عن بيانات أولية»، مضيفاً أن الرئيس فلاديمير بوتين لا ينوي زيارة موقع الهجوم.
وشككت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في تأكيدات الولايات المتحدة، أن تنظيم «داعش»، الذي سعى ذات يوم للسيطرة على مساحات كبيرة من العراق وسوريا، هو المسؤول عن الهجوم.
– فزاعة
وقالت زاخاروفا في مقال لصحيفة كومسومولسكايا برافدا: «سؤال للبيت الأبيض: هل أنت متأكد من أنه تنظيم داعش؟ هل يمكنك التفكير في الأمر مرة أخرى؟». وأضافت أن الولايات المتحدة تستخدم «فزاعة» تنظيم «داعش» لتغطي على أفعالها في كييف، وذكّرت القراء بأن واشنطن دعمت المقاتلين الذين خاضوا حرباً ضد القوات السوفييتية في الثمانينات.
وفي أدمى هجوم يقع داخل روسيا منذ عقدين، اقتحم أربعة رجال قاعة كروكوس للحفلات، مساء الجمعة، وأطلقوا وابلاً من الرصاص على الناس قبل أن تؤدي فرقة الروك (بيكنيك)، أغنيتها الناجحة (أفريد أوف ناثينج) أو «لا أخشى شيئاً».
واحتجزت السلطات الأربعة، واحد منهم على الأقل من طاجكستان، بتهمة الإرهاب. وظهروا بشكل منفصل يقتادهم أفراد من جهاز الأمن الاتحادي إلى القفص في محكمة باسماني الجزئية بموسكو.
– واشنطن تصدق
وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن الهجوم، وهو ادعاء قالت الولايات المتحدة إنها تصدقه. وينشر التنظيم المتشدد، منذ ذلك الحين، ما يقول إنها لقطات من الهجوم. وقال مسؤولون أمريكيون، إنهم حذروا روسيا في وقت سابق من الشهر الجاري من هجوم وشيك استناداً إلى معلومات مخابرات.
لكن الرئيس بوتين لم يذكر علناً ارتباط التنظيم بالمهاجمين الذين قال إنهم كانوا يحاولون الفرار إلى أوكرانيا.
وذكر بوتين أن بعض الأشخاص على «الجانب الأوكراني» كانوا مستعدين لنقل المسلحين عبر الحدود. ونفت أوكرانيا أي دور لها في الهجوم واتهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي بوتين بالسعي إلى تحويل مسؤولية الهجوم على قاعة الحفلات الموسيقية من خلال الإشارة إلى أوكرانيا.
وقال مسؤولان أمريكيان، الجمعة، إن الولايات المتحدة لديها معلومات تؤكد إعلان تنظيم «داعش» مسؤوليته عن الهجوم.
* مسلحون
قال بوتين إنه جرى القبض على 11 شخصاً، من بينهم المسلحون الأربعة المشتبه فيهم، الذين فروا من قاعة الحفلات الموسيقية وشقوا طريقهم إلى منطقة بريانسك، على بعد نحو 340 كيلومتراً جنوب غربي موسكو، للتسلل عبر الحدود إلى أوكرانيا.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لم يتم التحقق منها، عملية استجواب المشتبه فيهم.
والرجل الذي يحمل جنسية طاجيكستان يدعى داليردزون ميرزوييف، وكان يستند إلى القفص الزجاجي في أثناء قراءة تهمة الإرهاب. وجلس سعيد كرامي راشاباليزودا وأذنه مغطاة بالضمادات.
وظهر محمد صبير فايزوف بملابس المستشفى الفضفاضة، وجلس على كرسي طبي ووجهه مغطى بالجروح. ووقف شمس الدين فريدوني وكدمات في وجهه.
ونفت أوكرانيا أي صلة لها بالهجوم في موسكو، متهمة أجهزة أمنية روسية بتنفيذه، ومحاولة استغلاله للتأثير في مجريات الحرب الجارية منذ أكثر منذ سنتين بين البلدين.
– تأهب فرنسي
وأعلنت الحكومة الفرنسية، الأحد، أنها رفعت مستوى التحذير من الإرهاب إلى أعلى درجة بعد الهجوم في موسكو، مؤكدة أن المسلحين حاولوا تنفيذ هجمات مماثلة داخل أراضيها.
وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للصحفيين خلال زيارة إلى جيانا الفرنسية: «حاولت هذه الجماعة أيضاً ارتكاب عدة أفعال على أراضينا».
المصدر: الخليج