كشف مدير الإعلام في جمعية الإيدز في جدة موسى هيازع لـ «الشرق» أن مراكز فحص ما قبل الزواج أحالت إلى الجمعية فتيات «عازبات» مصابات بفيروس نقص المناعة المكتسب «الإيدز»، وتم وضع أسمائهن ضمن برنامج تزويج الحالات المصابة بمرضى مصابين مثلهن، وقد ثبت أن السبب الأول لانتقال العدوى لهن هو إقامة العلاقات الجنسية قبل الزواج، مشيرا إلى أن هناك تنسيقاً دائماً بين الجمعية ومراكز فحص ما قبل الزواج.
الحجامة سبب لـ «الإيدز»
وأكد هيازع أن الجمعية استقبلت حالات أصيبت بالإيدز بعد خضوعها للعلاج بـ «الحجامة» في مراكز عشوائية لا تتبع القواعد الصحية الواجب مراعاتها لتجنب الإصابة بالأمراض المعدية. وأشار إلى أن من أسباب انتقال العدوى للنساء هو إصابة الزوج بالمرض، مشددا على الانتباه إلى نظافة وتعقيم الأدوات في محلات الحلاقة وعيادات الأسنان.
630 مصاباً
وأكد أن عدد الحالات المصابة بالإيدز المسجلة لدى الجمعية بلغ 630 مصاباً ومصابة وأطفالهم، تم تزويج 140 شخصاً منهم ورُزقوا أطفالاً سليمين بفضل المتابعة من قبل الفريق الطبي طوال فترة الحمل، مشيرا إلى أن الجمعية تقوم برعاية المخالطين لهم من الأسر البالغ عددهم 2000 فرد، وتم توظيف مصابين ومصابات في عدة جهات حكومية وأهلية بالتنسيق مع مكتب العمل والعمال، والجمعية مستمرة في إعداد المخاطبات الموجهة للمنشآت لتوفير الوظائف التي تناسب هذه الفئة؛ فلا مانع من توظيفهم في الوظائف المكتبية والإدارية أو في الحدادة والسباكة أو الكاشيرات، مستدركا أن هناك تعسفاً من قبل بعض الجهات التي تطلب فحوصات طبية شاملة تحرم المصاب من الالتحاق بالوظيفة على الرغم من عدم وجود قانون صادر من وزارة العمل يمنع تشغيل الشخص المصاب بالمرض، وعادة ما يستبعد في الوظائف الصحية التي تتطلب احتكاكاً بالمرضى خوفا على حياتهم.
مجتمع غير متفهم
وأشار إلى أن المجتمع مازال غير متفهم لطبيعة المرض رغم أن طرق انتقاله معروفة، وهي إما عبر العلاقات الجنسية، أو نقل الدم، أو استخدام أدوات ملوثة أو انتقاله من الأم لجنينها، وأكد أن الجمعية قامت بتكثيف التوعية في المساجد والمدارس والمجمعات والأحياء العشوائية والشركات والمؤسسات.
وأشار إلى أن الجمعية لا فروع لها ولكنها تستقبل المرضى من جميع مناطق المملكة، بالإضافة إلى وحدات العلاج الموزعة في مستشفى الملك سعود في جدة والمستشفى المركزي في الدمام، والمستشفى المركزي في عسير، ومجمع الملك سعود في الرياض ومستشفى الملك فهد في المدينة ومستشفى الملك فهد في جيزان، إضافة إلى وجود عيادة في الجوف وأخرى في الأحساء.
وبين أنه لا يتم عزل المريض السعودي بل يخضع لبرنامج علاجي متكامل للتعايش مع عوارض المرض من خلال رفع المناعة وتثبيط الفيروس؛ فالمرض مزمن لا علاج له، وقد يكون الشخص محتضناً للفيروس سنوات دون أن يشعرـ وعادة ما يتكشف عن طريق الصدفة كخضوعه لفحوصات ما قبل الوظيفة أو ما قبل الزواج أو عند ظهور عوارض صحية غريبة على الفرد، وأضاف أنه غالبا ما تكون نهاية الشخص المصاب بسبب أنواع سرطان نادرة أو تلف في المخ.
المصدر: ياسمين آل محمود – صحيفة الشرق