مرسي ورحيل بشار

آراء

وأخيراً قالها الرئيس المصري محمد مرسي: على بشار أن يرحل! وأهمية الإعلان صراحة عن الموقف الرسمي لمصر من بشار الأسد ليست فقط في أهمية الدور المصري المنتظر تجاه قضايا المنطقة، ولكن أيضاً لأن ثمة شيئاً من الغموض في موقف إخوان مصر تجاه ما يحدث في سوريا.

كنا توقعناهم أقوى من يناصر ثورة السوريين لأسباب كثيرة، ما بين الإنساني والسياسي. فالتوقعات تشير إلى احتمال أن يكون لإخوان سوريا دور مؤثر في المشهد السياسي السوري المقبل. المهم أن تتوقف المذابح المخيفة في سوريا، وأن يرحل الطاغية. وأغلب المؤشرات تشير إلى قرب رحيله.

فما يحققه الجيش الحر على الأرض يعدّ انتصارات ستكون أكبر العوامل المؤثرة في المشهد. فالأمريكان، كعادتهم، ينتظرون «وضوح الرؤية» على الأرض قبل الاصطفاف مع من غلب. والروس حينما يدركون أن الجيش الحر قد صار قاب قوسين أو أدنى من النصر سيبيعون بشار بأبخس الأثمان، وكذلك الصينيون. أما إيران وأتباعها في المنطقة فسيبدأون في «مناحة» جديدة ومشروعات جديدة للعبث من داخل سوريا وفي محيطها.

الموقف المصري الرسمي مهم جداً –ولو معنوياً– لثوار سوريا. لكن عسى أن تتبعه خطوات سياسية قوية للضغط على القوى الإقليمية لدعم الثوار. فما القتل والدمار اليومي في قرى ومدن سوريا إلا «فضيحة عالمية» على رؤوس الأشهاد.

كيف يتواطأ العالم بسكوته إزاء جرائم حرب علنية لم يعد نظام الأسد يكترث ووسائل الإعلام العالمية تتناقلها كما لو أنها حدث «اعتيادي» في كل نشرات الأخبار؟ لابد أن يسأل ثوار سوريا، وهم غالبية الشعب السوري، عمّن خذلهم وخذل ثورتهم.

الكلام السياسي وحده لا يكفي، لأن الأهم أن تتحرك مصر، مع القوى الإقليمية الأخرى الفاعلة، كما فعلت المملكة وقطر، في مساعٍ أكثر جدية لإنهاء الأزمة. والخطوة الأولى –والأساس– أن يُدعم الجيش الحر سياسياً وعسكرياً. فهو وحده القادر على كتابة نهاية الطاغية وزبانيته!

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٢٧٠) صفحة (٢٨) بتاريخ (٣٠-٠٨-٢٠١٢)