يقدم الفنان الإماراتي مرعي الحليان، في رمضان هذا العام شخصيتين مختلفتين، الأولى في مسلسل «صوف تحت حرير» لأب صالح وعصامي، يربي أبناءه على المثل والقيم، والثانية في مسلسل «على قد الحال» لشخص عاطل يجلس في منزل أهل زوجته، ولا يشغل باله بالحياة أو ما يدور فيها إلا فنه على الرغم من كونه فاشلاً فيه أيضاً. عن هاتين الشخصيتين وأحدث أعماله السينمائية التي لم تعرض بعد والمسرح، وأشياء أخرى كان لنا هذا الحوار:
تقدم هذا العام عملين مختلفين، ما دورك فيهما؟
العمل الأول انتهيت منه منذ فترة، وهو عمل خليجي بعنوان «صوف تحت حرير» للمخرج محمد الشمري، وأجسد من خلاله شخصية أب عصامي وصالح يربي أبناءه على المثل والقيم، ويمر بعدة ظروف ليجد عدة صدمات، وفي المقابل أجسد شخصية مختلفة تماماً في المسلسل الإماراتي «على قد الحال» للمخرج عمر إبراهيم، الذي انتهينا من تصويره الأسبوع الماضي وهو عمل اجتماعي كوميدي يناقش قضايا اجتماعية معاصرة، إذ يعيش أبطال العمل بأحد الأحياء الفقيرة والبسيطة، ويحكي قصة عائلة متوسطة «على قد الحال» فالأم تعمل بالقرية التراثية، والأب يخدم كطباخ بالأعراس، وأجسد من خلاله شخصية «عبيدان» ذلك الرجل العاطل الذي يجلس في بيت أم زوجته ويدعي في كل وقت أنه مطرب وفنان ومتمسك بالغناء الطربي الأصيل، وتعتبر من الشخصيات الكوميدية جداً، التي أراهن عليها من خلال المسلسل.
وماذا جذبك ل«صوف تحت حرير»؟
وجود محمد الشمري، من الأسباب الرئيسية لقبولي المشاركة في هذا العمل، إلى جانب اختلاف الشخصية تماماً وتناقضها مع شخصيتي الأخرى في «على قد الحال»، والعمل مع الشمري من الأشياء التي كنت أحلم بها، خصوصاً أنه مخرج متمكن، وله كوادره المميزة، وقادر على إخراج كل الطاقة الموجودة في أي ممثل بكل بساطة وسهولة.
ليست المرة الأولى التي تتعاون فيها مع المخرج عمر إبراهيم، فما الجديد الذي تقدمانه في «على قد الحال»؟
بالفعل ليست المرة الأولى مع هذا المخرج العبقري، فكانت لنا سابقة معاً، من خلال مسلسل «وديمة وحليمة» الجزء الأول والثاني، وحققا نجاحاً كبيراً، فإبراهيم لديه كوادر مميزة في إخراجه، إلى جانب أنه يفهم كثيراً مؤلف العمل جاسم الخراز، وأثق تماماً بتعاون الاثنين معاً، خصوصاً أنهما يشكلان ثنائياً متميزاً في الكوميديا المحلية، والدليل أن «وديمة وحليمة» كان للخراز أيضاً.
على الرغم من اشتراكك بعملين في رمضان، فإن الأعمال الإماراتية هذا العام قليلة، ما السبب في رأيك؟
أعتقد أن هذا العام سيكون استثنائياً، نظراً لبعض الظروف التي مرت بها بعض المؤسسات المحلية في مجال الدراما والتلفزيون، التي تسببت في تأخر الرد على بعض الأعمال المحلية، ولكن في نفس الوقت هناك العديد من الأعمال التي ننتظر تصويرها بمجرد انتهاء شهر رمضان الكريم، فهناك العديد من المشروعات القوية التي تم تقديمها لبعض الجهات المنتجة، ولكن نظراً لبعض الظروف تعطلت شيئاً ما، ولكن في نفس الوقت أعتقد أن 3 أعمال كوميدية اجتماعية هذا العام سيتم عرضها على شبكة قنوات دبي، جاءت في توقيتها، بالأخص مع الأوضاع والضغوط الذي يعيشها الجميع تلك الأيام، فكلنا نحتاج لتلك الوجبة الكوميدية الخفيفة على الإفطار والسحور بدلاً من التراجيديا والدراما.
ولماذا لم نرَ عملاً هذا العام بقوة «خيانة وطن»؟
بكل صراحة تلك الأعمال وهذه النوعية تحديداً من المسلسلات تحتاج دعماً قوياً من المحطات والمؤسسات الحكومية، فضلاً عن الإشراف، فمثلاً «خيانة وطن» تم دعمه بشكل كبير وأشرفت مؤسسة أبوظبي للإعلام عليه من الألف للياء، خصوصاً أنه عمل وطني وحساس جداً، وبالتالي يحتاج لوقت وجهد وفكرة مميزة. على الجانب الآخر هناك العديد من المشروعات القوية المقبلة، والمنتجون أصبحوا أكثر وعياً، واهتماماً بالدراما، والفكرة المطروحة حالياً أن نقدم العام المقبل عملاً يليق بتضحيات شباب الوطن في اليمن، والشهداء، إلى جانب أن هناك أيضاً توجهاً لعمل مسلسل تلفزيوني ضخم يتحدث عن الولاء للوطن والخدمة الوطنية للشباب، وبالتالي يعتبر هذا العام استثنائياً ولا يجب التحدث عنه كثيراً.
هل هناك تقصير من الجهات المنتجة؟
لا أقول تقصيراً، خصوصاً أن العديد من المؤسسات التلفزيونية المحلية لا تكتفي فقط بالمحلي أو الخليجي، وإنما بالعربي بشكل عام، ولديها إنتاجات ضخمة لأعمال مميزة هذا العام، ولكن يبقى أن الأفكار المناسبة لم تقدم في الوقت المناسب، والسوق بشكل عام عرض وطلب، ولا بد أن تكون الأفكار مميزة، وليست مثل السابق، فالمشاهد يريد شيئاً جديداً ومميزاً، وبالتالي المؤسسات التلفزيونية لها عذرها إذ لم تُقدم لها أفكار مميزة.
أين ترى السينما الإماراتية، خصوصاً أنك تنتظر عرض فيلمك «في الوقت الضائع»؟
السينما الإماراتية حققت نجاحات كثيرة في الآونة الأخيرة، وأصبح لدينا شركات تنافس بقوة، وتقدم أعمالاً مميزة، أبرزها «إيمج نيشن»، و«توفور 54»، فهما يدعمان الأعمال المميزة، أضف إلى ذلك أن هناك نجاحات على أرض الواقع آخرها فيلم «ضحي في تايلند» ويعتبر من الأفلام التجارية الجماهيرية، والآن انتهوا من تصوير جزئه الثاني بعد الإيرادات الجيدة التي حققها جزؤه الأول، وأنتظر الأيام المقبلة عرض فيلمي الجديد «في الوقت الضائع» للمخرج ياسر الياسري وهو عمل إماراتي بامتياز، وسيتم طرحه في دور السينما الإماراتية والخليجية. هناك أيضاً فيلم «هجولة» الذي نجح جماهيرياً، لذا فإن الفيلم الإماراتي ليس مقتصراً على المهرجانات فحسب، وإنما تطور واتجه إلى الشباك وأصبح شباك التذاكر الإماراتي منتعشاً ويأتي بإيرادات، وتأكد الفنان المحلي أخيراً أنه من الواجب عليه أن يكون للفيلم الإماراتي مردود قوي.
ماذا عن المسرح في حياتك؟
أنا رجل مسرحي من الطراز الأول، وفرغت نفسي تماماً منذ بداية حياتي من أجل المسرح، أبو الفنون، لالتصاقه بالناس، وأعتبره أفضلها، فهو في النهاية تمرين على التلفزيون والسينما، ولكنه أصعب فلا يوجد تبديل أو تعديل، وكل فنان يظهر على طبيعته وحيويته، أما الفنون الأخرى فيدخل فيها البروفات والمشهد يعاد لأكثر من 10 مرات. وأنتظر بعد رمضان شيئاً مميزاً لتقديمه على خشبة المسرح، لأنه بكل بساطة عشقي الأول.
المصدر: الخليج