اليوم؛ وبعد ثلاث سنوات من وضع حجر الأساس، بمكرمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، سيعلو منارة «مسجد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان»، صوت الله أكبر في أول أذان يرفع في واحد من أكبر مساجد قارة آسيا قاطبة، وتحديداً في ثاني أكبر مدن كازخستان «شيمكنت».
ويفتتح اليوم وفدٌ من دولة الإمارات، على رأسه ممثل لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، ذلك المسجد المثالي في التصميم والمساحة والتجهيزات وكافة المرافق الأخرى، ليضاف إلى سجل عطاء دولة الإمارات العربية المتحدة في الداخل والخارج، خدمة للإسلام والعروبة والإنسانية.
مراسم الافتتاح
وتبدأ مراسم الافتتاح بكلمة من ممثل الرئاسة في دولة الإمارات، ثم كلمة لمفتي كازاخستان، وكلمة للحاكم هناك، قبل جولة للوفد والمسؤولين في جمهورية كازاخستان، تشمل كافة أقسام المسجد، بحضور 20 سفيراً من ممثلي الدول الإسلامية في جمهورية كازاخستان، ثم الالتحاق بصلاة الجمعة وهي أول صلاة في المسجد.
ويمتد المسجد فوق مساحات شاسعة، إذ تبلغ المساحة المبنية الإجمالية نحو 8 آلاف متر مربع، ومساحة الدور الأرضي نحو 6000 متر مربع، والدور الأول 1855 متراً مربعاً، ويتسع المسجد لأكثر من 6 آلاف مصلٍّ، فبساط الساحة الرئيسية يتسع لثلاثة آلاف مصلي، وإلى جانبها ساحة أخرى تستقبل 1000 مصلٍّ، وساحتان مخصصتان للنساء، الأولى تستوعب 400 مصلية والثانية تتسع لـ 300 مصلية.
أما هيئة المسجد من الخارج، فتبدو أكثر قوة وجمالاً، إذ يضم أربع منارات شامخة يصل ارتفاع الواحدة منها إلى 31 متراً، وتربعت فوق سطح المسجد قبة ضخمة بارتفاع 37 متراً، ناهيك عن الأماكن المهيأة للوضوء والمنتشرة على مد البصر في المسجد، حرصاً على توفير أعلى سبل الراحة والنظافة والصحة. وإلى جانب هذه الخدمات النوعية، يوفر المسجد مواقف خاصة بالسيارات تستوعب نحو 120 سيارة.
6 آلاف مصلٍّ
ويقع «مسجد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان» في المدينة التي تضم مليوناً و200 ألف مسلم، «شيمكنت»، ومنها؛ سيلبي اليوم نحو ستة آلاف مصلٍّ رجالاً ونساءً النداء لأداء صلاة الجمعة في واحد من أكبر المساجد وأعظمها في قارة آسيا.. ذلك الصرح الإسلامي المشيد على الطراز العمراني القديم، والحديث في ما يحتويه من الداخل، سيغدو منارة مضيئة لنشر الثقافة في بلد شهد سلسلة من الأحداث التاريخية، فهذا اليوم التاريخي سيجسد مناسبة تحمل في طياتها الكثير من الرسائل الإنسانية للأشقاء المسلمين أينما كانوا. ويلخص مسجد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في كازاخستان، حجم اهتمام الدولة وقيادتها الحكيمة، بالمشاريع الثقافية والدينية في الدول الإسلامية، وبلا شك سيكون هذا المسجد ثمرة من ثمار كثيرة يزرعها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في بلاد المسلمين الواسعة دون استثناء، وحتماً سيكون حصاد ما تجود به هذه الأيادي البيضاء الممتدة من قيادة الإمارات إلى العالم أجمع فيه الكثير من الخير الوفير. ويشارك أبناء الإمارات اليوم، مواطني كازاخستان كافة وأبناء «شيمكنت» خاصة في هذه الفرحة الاستثنائية، فالجميع اليوم؛ رجالاً ونساء، صغاراً وكباراً، سيغدون في رحاب هذا الصرح الطاهر، أكثر ثقة وطمأنينة، ففيه يجدون مقراً لحفظ القرآن، ومساحات شاسعة للمصلين والمصليات، ومنارات تصدح بذكر الله قل مثليها في العالم.. وفيه الأجر والثواب إن شاء الله.
الإسلام في كازاخستان
ارتبط وصول الإسلام إلى كازاخستان بوصوله إلى وسط آسيا، إلى طشقند وسمرقند وبخارى، وعندما تولى قتيبة بن مسلم الباهلي خراسان في سنة 88 هـ دخلت فتوح الإسلام في بلاد ما وراء النهر مرحلة جديدة، وصلت إلى حد الاستقرار. وأرسل عمر بن عبدالعزيز إلى ملوك ما وراء النهر يدعوهم إلى الإسلام وأسلم البعض، وسارع أهالي من بقي في بلاد ما وراء النهر إلى اعتناق الإسلام في عهد هشام بن عبدالملك، وزاد انتشار الإسلام في منطقة كازاخستان في عهد العباسيين.
بحر عطاء
لطالما قدمت دولة الإمارات مبادرات سخية إلى شعوب المسلمين أينما وجدوا، انطلاقاً من نهج راسخ في دولة الإمارات قيادة وشعباً، فمنذ أربعة شهور فقط، اجتاحت موجات البرد القارس كازخستان، فتجمدت الطرقات إلى ما دون 40 درجة تحت الصفر، وكعادته أمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بإغاثة الشعب الكازاخستاني وتقديم المساعدات اللازمة إلى جمهورية كازاخستان، وتلك نقطة في بحر عطاء لا ينضب.
المصدر: البيان