اختطف مسلّحون من أتباع الحوثي في اليمن مدير مكتب الرئاسة أحمد عوض بن مبارك، واقتادوه إلى جهة غير معروفة.
وقالت مصادر حكومية إنّ «مدير مكتب رئاسة الجمهورية كان في طريقه لحضور الاجتماع الذي ستقوم فيه أمانة الحوار ولجنة صياغة الدستور بتسليم مسودة الدستور الجديد للهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار تمهيداً لمراجعته وإقراره قبل إنزاله للاستفتاء الشعبي»، لافتة إلى أنّ «مسلّحين حوثيين اعترضوا طريق بن مبارك بالقرب من مبنى الأمانة العامة للحوار الوطني في منطقة فج عطان واقتادوه إلى جهة غير معلومة». وقال شاهد عيان إنّ «مسلّحين يستقلون عربات مدرعة عليها لوحات للجيش وبزي مدني أنزلوا بن مبارك من سيارته المصفّحة إلى سيارة تابعة لهم وأخذوه بطريقة مهينة».
إقرار ووعيد
وعلى الفور، اعترف الحوثيون باختطاف مدير مكتب هادي وهدّدوا بالمزيد. وقال بيان صادر عن اللجان الشعبية التابعة للجماعة الحوثية والذي بثّته قناة المسيرة المملوكة، إنّ «احتجاز بن مبارك جاء خطوة اضطرارية»، بسبب ما سموه التجاوزات في مسودة الدستور ومحاولة تمريرها. وأضاف البيان أنّ «هذه الخطوة سيتبعها خطوات أخرى ما لم ترتدع قوى الفساد عن غيّها والعبث بحاضر ومستقبل الوطن».
انسحاب
على صعيد متصل، انسحب ممثلو الحوثيين وحزب الرئيس السابق من اجتماع الهيئة المكلفة بإقرار مسودة الدستور الجديد والذي عقد في دار الرئاسة أمس، في خطوة تعكس الرغبة في إفشال إقرار مسودة الدستور وقيام دولة اتحادية.
وقال أعضاء في الهيئة في تصريحات لـ «البيان»: «حضر اثنان من ممثلي الحوثيين هما حمزة الحوثي وعدنان الجنيد وأعلنا اعتراضها على عمل الهيئة ومسودة الدستور الجديد وانسحبا من الاجتماع وتبعهما ممثلا حزب الرئيس السابق في الهيئة حسين حارب وبلقيس الحضراني»، مضيفين أنّ هادي تحدث في اللقاء وأكّد أنّ المسودة قابلة للتعديل وانتقد اختطاف مدير مكتبه لكنه لم يسم الجهة التي اختطفت بن مبارك واكتفى بالقول «نحن اتفقنا على أن نتحاور لا أن نختطف».
من جهته، أرجع قيادي في حزب الرئيس السابق انسحاب ممثلي الحزب ورفضهم تسلّم نسخة مسودة الدستور الجديد، إلى أنّ «الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، لم تكمل ولم تقر اللائحة الداخلية لعمل الهيئة، ما يجعل تسليم مسودة الدستور عمل غير مكتمل حتى الآن».
استيعاب حوثيين
في الأثناء، أكّد قائد قوات الأمن الخاصة اللواء عبدالرزاق المروني، أنّ قواته ستعمل على استيعاب المسلّحين الحوثيين في قوات الأمن الخاص أكبر وأهم الوحدات الأمنية لوزارة الداخلية.
وقال الماروني المحسوب على الحوثيين والذي عينه هادي الأسبوع الماضي قائداً لهذه القوات، إنّ «الحوثيين تولّوا منذ سبتمبر الماضي مهام حفظ الأمن في صنعاء بالتعاون مع أجهزة الأمن وسيتم استيعابهم ضمن قوات الأمن الخاصة»، مضيفاً أنّ «هناك خطة لانتشار عناصر قوات الأمن الخاص في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات»..
مبيناً أنّ «هذه القوات أعدت خطة مركزية شاملة لإعادة الانتشار الأمني وتغطية الحزام الأمني وشوارع العاصمة والمحافظات بما يبسط الأمن ويسهم في تحقيق الاستقرار». وأمهل أبناء المحافظات الجنوبية، جماعة الحوثي والسلطات الرسمية 24 ساعة للإفراج عن بن مبارك.
وفي اجتماع لأبناء مشايخ وسياسيين وإعلاميين وقيادات عسكرية ومدنية من أبناء الجنوب وبمشاركة عدد من القيادات في المحافظات الشمالية طالبوا في بيان لهم الوزراء وأعضاء مجلس النواب والشورى وكل القيادات العسكرية والسياسية بتعليق عضويتهم في كافة المجالس في حال لم يتم الإفراج عن أحمد عوض بن مبارك خلال 24 ساعة.
ودعا المجتمعون أبناء محافظة شبوة الاستعداد الكامل لإيقاف عمل كل الشركات النفطية والغازية، كما طالبوا أبناء المحافظات النفطية المجاورة حضرموت ومأرب بالوقوف مع أبناء محافظة شبوة في تنفيذ هذه الخطوات.
من جهته، أكد الشيخ القردعي، أحد شيوخ قبائل مراد في مأرب، أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي جراء ما تقوم به جماعة الحوثي، مؤكداً وقوف أبناء محافظة مأرب إلى جانب إخوانهم في محافظة شبوة وغير شبوة، نافياً تهم الحوثي أن مأرب حاضنة لعناصر تنظيم القاعدة.
اعتقال فرنسيين
أعلن مسؤول أمني يمني رفيع أمس اعتقال فرنسيين اثنين مرتبطين بتنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب»، مؤكّداً أنّهما يخضعان للاستجواب حالياً. وقال رئيس جهاز الأمن القومي اللواء محمد الأحمدي:
«تمّ خلال اليومين الماضيين القبض على فرنسيين اثنين بتهمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة». وصرّح لصحافيين في صنعاء أنّ «هناك حوالي ألف ناشط من القاعدة في اليمن من 11 بلداً عربياً وغير عربي»، دون أن يوضح ما إذا كانت عملية الاعتقال مرتبطة بالاعتداءات في فرنسا الأسبوع الماضي.
المصدر: البيان